الوصب

4

" دكتورة رنيم عندها مريضة وانتِ كممرضة خاصة للدكتورة ما رحتي؟ روحي الان غرفة 113 وش قاعدة تسوين" قالت مديرتي بعصبيه مبالغ فيها

انا ليه عينوني ممرضة لدكتورة رنيم ، مواعيدها ما تخلص اف بس

مشيت بخطوات سريعة وانا اشيل الملفات اللي كانت في البوكس المخصص لها ، كان عدد الملفات حوالي ال 8 ، معناها بنكرف اليوم، غير حقين الانتظار

تأفتت وانا اسرع اكثر في خطواتي الى ان اخيرا وصلت للمكتب ، دقيت الباب بهدوء ثم سمعت صوت الدكتورة تسمح لي بالدخول ، دخلت وشفت المريضة جالسة على الكرسي معطتني ظهرها ما اهتميت كثير و مشيت احط الملفات في الطاولة المخصصة لي

"كويس انك وصلتي ، ممكن تعطيني الملف الاول" قالت دكتورة رنيم بصوتها الهاديء و ابتسامة لطيفة ، المريضة قفلت جوالها و طالعت بالدكتورة

أومأت بهدوء وانا اخذ الملف ، قبل ما اعطيها تجمدت في مكاني لما سمعت الصوت

"يعنى بس راح اسوي تحاليل اليوم" صوت يارا المبحوح ملأ الغرفة

"اي بس يا يارا حالتك جدًا ساءت عن اول ، و ما اتوقع ان الجراحة بتنفع معك" قالت الدكتورة بأسف ، وش فيها يارا؟

على طول فتحت الملف اللي امامي و كان فعلا فيه اسمها الكامل ، غمضت عيوني بأسف ، يارا مو بخير

لما جيت اقرأ التشخيص وقفني صوت الدكتورة

"نيرس نجد للان ما اعطيتيني الملف؟" قالت الدكتورة بنبرة استغراب من وقوفي المفاجىء جاعلة من يارا تلف علي ، ملامح الصدمة اللي ظهرت عليها كانت ما توصف

عيونها تحولت من استغراب الى حزينة جدًا و مليانة غضب ، لاول مره اعجز عن تفسيرهم .
تحممت وانا اقول

"اعتذر دكتورة" سلمت الملف لها ورجعت اجلس على الكرسي وانا أطبطب قدمي على الارض

انا متوترة ، يارا بخير صح؟ ليه هي هنا

"بعطيك ورقة وريها لقسم الاشعة راح تسوين فحص وان شاءالله النتائج بتظهر خلال هذي اليومين ، بس ممكن تطولين وانتِ تسوين الاشعة" قالت الدكتورة وكأنها تعرف يارا لسنين الاسلوب طبيعي كانه روتين يومي

"ما اقدر دكتورة وراي سفره بعد ساعين"

"يارا كم مره قلت لك ما فيه سفر! مو زين لصحتك" قالت الدكتورة بغضب

"و خصوصًا ما نعرف ايش سبب أعراضك الجديدة فلازم تكونين حذرة اكثر"

"يصير خير بس خليهم يستعجلون علي" قالت يارا و من الواضح ان الدكتورة تأكدت ان يارا بتسوي اللي براسها، تنهدت د.رنيم وهي ترفع سماعة التليفون اللي على مكتبها