مـقـدمـة

50 5 6
                                    

في ظلمة ليلة خيمت فيها الغيوم، وتسللت خيوط الرياح الباردة عبر النوافذ، استيقظ في زحام أفكاره صوتٌ همس له بمخاوف غامضة. كانت الساعات تمر ببطء، ولكن في قلبه، كانت تنبض كالأفكار المحمومة، تتراقص على حافة الكوابيس. ماذا لو كانت الأحلام ليست سوى مدخل لعالم آخر؟ سؤال تردد في ذهنه، بينما كانت الصور تتوالى في عينيه.

كل ليلة، كانت تتسلل إليه كفراشة غامضة، تحمل معها أسرارًا لا تُفهم. وجه غريب، ملامح ضبابية، وعيونٌ تتطلع إليه بعمق، كأنها تبحث عن شيءٍ مفقود. لم يكن ليعلم أن تلك الأحلام تحمل في طياتها رسائل من عالم موازٍ، حيث يتمسح الظلام بكل شيء جميل. كان يشعر بشيء غير عادي، شيء يتخطى حدود الواقع، يغوص في تفاصيل حياته.

ومع كل صباح، كانت تلك الأحلام تتلاشى كالسحب، ولكن آثارها تبقى كندبات على روحه. ليالي كابوسية تجتاحه، وأصوات غامضة تهمس في أذنه، تسأله عن أسرار كان قد ظن أنها دفنت في أعماق الماضي. ومع مرور الوقت، بدأ في جمع شظايا الرسائل الغامضة، تلك التي كان يتلقاها في أحلامه. كتبٌ قديمة اختبأت في زوايا المكتبات المهجورة، تحمل طياتها حقائق تُخفيها الأزمان.

لكن هناك شيء يثير الخوف في قلبه، شيء يتربص وراء كل زوايا تلك الكتب. ظلٌ غامض يراقبه، كأنه ينبهه إلى أن البحث عن الحقيقة ليس بالأمر السهل، وأن هناك من يرغب في إخفائها. كلما اقترب من فهم ما يجري، كان هناك شعور بالتوتر يتزايد، كأنه يوشك على الانزلاق في هاوية لا قاع لها.

في زحمة الأحداث، أدرك أن هناك شيئًا خطيرًا يلوح في الأفق. ربما كانت تلك الأحلام ليست مجرد كوابيس، بل تنبؤات بوقائع ستحل في عالمه. ماذا لو كانت فكرته عن الواقع مجرد وهم؟ تلاشت الأسئلة، ولكن الإجابة كانت واضحة في قلبه، تحمل رعبًا لم يسبق له الشعور به.

بين الواقع والأحلام، يتحرك في عالمٍ ملئ بالأسرار، وهو يعلم أن الوقت قد حان ليواجه ما يختبئ وراء الضباب. وما سيكتشفه قد يكون أكثر رعبًا مما تخيله.

#سـمـوم

أونومالياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن