لَحَدَ

206 21 3
                                    

⠀⠀ ⠀⠀ ⠀⠀
⠀⠀ ⠀⠀ ⠀⠀

لا مِيت ولا ظَـال لاكـف منـي نوحي
گاعد وأحچي وياك بس مَاهيه روحي
وكلـش حيرتـني وزاد نوحي
اول مره هاي ابـچي أعله روحي

⠀⠀ ⠀⠀ ⠀⠀

..

⠀⠀ ⠀⠀ ⠀⠀

كان أكثر شيء صعب يشعر به زين العابدين هي شفقة الناس حوله ونظراتهم اليه كانت تحيط فيه من كل جانب كانوا يناظرونه بفضول وشفقة وكلمة
"خطيه"
كانت تتهافت عليه كان يشعر إنه غريب وسط هذا الحشد من الناس ، وصوت النعي والبكاء بقي إلى صباح اليوم الثاني..

أحس كل شيء فوضى عارمه ، لكن الفوضى الحقيقة كانت برأسه وأصوات عقله كانت اكثر من الأصوات التي تحيطه وبكل مره يحاول النهوض حتى يذهب لعائلتة كما يقول يوقفونه أعمامه بقول إنه سيأخذونه لعائلتة ، يشعر بالوحشة هنا الغربة تحاوطه، بوجود عائلتة متأكد إنه سيفارقة هذا الشعور وسط هؤلاء الناس الكُثر ..

ثِقل جسده الصغير باتت قدميه لا تستطيع حمله، فـ توقف عن محاولاته البائسه واعتكف على نفسه يبكي بصوت خافت وينده على وامه واخيه وابيه بحزن شديد وصوت قد تعب..

رفِع رأسه بعد برهه من الزمن وإستوقَفه نظرات ذلك الشخص الذِي كان بالخارج ودخل للمنزل ونظراته متمركزه على زين فقط، انتبه له زين العابدين ، كانت هيئتة ضخمه تُجبرك على النظر إليه، وبعد ما أشرف عرفهُم على بعض بِظّل تلك الظروف الحرجه، أنزل زين العابدين رأسه بهدوء و أرشد رأى إن ليس هناك كلمات تستطيع مواساة زين وضع هذه الحجه لنفسه بعدما تناسى نفسه وكلماته وسهى بعينّي زين العابدين وتأمل ملمحه

لكن ايضًا هذه المره تقابلت نظراتهم
نظرات زين الحزينه وعيونه الذبله الحمراء وهالاته، مع أعين أرشد الحاده ونظراته الغريبه بالنسبة لـ زين العابدين، أبعد عينيه عنه، وانفرد بحضن نفسه وعادت دموعه تتسابق بالنزول وهو يستذكر عائلتة وبقيت فقط نظرات أرشد الذي جلس بعيد عنه، وبيده مسبحه ذات خرزات سوداء مختلطه بالأزرق الغامق تاره يتمتم بينه وبين نفسه ويسبح بها وتاره يحدق بـ زين العابدين، وهذا البيت الذي لم يطئ بابه منذ سنين طويلة..

كان الصباح في كل مره هادئ بمنزله مع عائلتة وإبتساماتهم وقراءة والده للقرآن وسط ضحكات حسن وكلمات امه ومواضيعها وهي تعد الطعام..
لكن هذه المره يرى كل شيء إلا الهدوء والابتسامات اللطيفة التي كانت تحيطه
لم ينم ولا حتى قليلاً ولا أغمُضت عينه وابناء عمه يحيطونه من كل جانب

أتى اليه " أمير " أبن عمه عثمان والذي كان بنفس عمره تقريباً وكان يرافقه للمدرسة دائماً
"تعال وياي غسل "
قالها بهدوء وحزن وهو يضع يديه على اكتاف زين العابدين
" ما اريد شي "
"واذا احلفلك اهلك هسه راح يجون من صدك"
نظر له زين العابدين يبحث عن الصدق في عينيه ونبرته وقد وجده بالفعل، بعدما يأس من الجميع وشك بإنهم يكذبون عليه

مُتَعَبِّدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن