لم تفارق نظراتها أدريان عينيها قط. أجابها بصوت خافت: "النوع من الأشخاص الذين يرون ما يحدث عندما لا تكون حذرًا. النوع من الأشخاص الذين فقدوا كل شيء وسيفعلون أي شيء لمنع حدوث ذلك مرة أخرى".
شعرت ليلي بقشعريرة تسري في جسدها. لقد لمحت الوحش تحت الواجهة الساحرة، المخلوق الذي يقوده الهوس والخوف. ومع ذلك، وجدت نفسها غير قادرة على النظر بعيدًا، وكأن مجرد الاعتراف بالظلام سيجعلها بطريقة ما جزءًا منه.
"لكل شيء ثمن"، تابع أدريان، بصوت أكثر نعومة الآن، وكأنه يكاد يكون اعتذاريًا. "وثمني هو معرفة مكانك، ومع من أنت. إنها الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها الحفاظ على سلامتك".
بحثت ليلي في عينيه، بحثًا عن أي تلميح للندم أو الأسف، لكن كل ما وجدته كان تصميمًا شرسًا. "آمنة من ماذا؟" سألت بصوت مرتجف.
"من العالم،" أجاب أدريان، وهو يغلق المسافة بينهما. التفت ذراعيه حولها، وسحبها بقوة إلى صدره. "من الأشياء التي تصدر أصواتًا في الليل، من الأشخاص الذين يتمنون لنا الأذى."
تسابق عقل ليلي. كانت تعلم أنها يجب أن تنفر، يجب أن تقاوم قضبان حضنه الفولاذية، ولكن بدلاً من ذلك، شعرت براحة غريبة، شعور بالأمان كان مسكرًا ومرعبًا. كانت تعلم أنها ترقص مع الشيطان، لكنها لم تستطع إلا أن تنجذب إلى النيران.
"لماذا أنا؟" همست في صدره، وأنفاسها تخنق حلقها.
"لأنك مختلف،" همس أدريان، أنفاسه دافئة على أذنها. "أنت تراني، ليس فقط القناع الذي أرتديه للعالم." شد ذراعيه حولها، قبضته كانت مريحة ومحصورة في نفس الوقت.
دارت أفكار ليلي مثل إعصار في ذهنها، لكنها لم تستطع التركيز إلا على دقات قلبه الثابتة تحت خدها. كان إيقاعًا يعد بالأمان والانتماء، لكنه همس بقفص لم تلاحظ تشكله حولها. "ماذا تقول؟" سألت، صوتها مكتوم بسبب قميصه.
وضع أدريان يده على ذقنها، مائلًا وجهها لأعلى لمقابلة نظراته. "أقول إنني أحبك"، قال بكثافة شرسة سرقت الهواء من رئتيها. "وسأفعل أي شيء للحفاظ على سلامتك، للحفاظ على بقاءنا معًا".
حدقت ليلي فيه، والكلمات تتردد في ذهنها مثل قرع جرس جنازة. كانت تعلم أنها يجب أن تركض وتصرخ، ولكن بدلاً من ذلك، شعرت بدفء غريب ينتشر عبرها. "ماذا تريد مني؟" سألت، صوتها بالكاد مسموع.............
YOU ARE READING
Adrian Blackwood
Romanceفي قلب مدينة صاخبة، حيث تعانق ناطحات السحاب السحب وتتردد أصداء الأسرار في الأزقة، يأسر شاب يُدعى أدريان بلاكوود خيال كل من حوله. بشعره الداكن الأشعث، وعينيه الزرقاوين الثاقبتين اللتين تبدوان وكأنهما تريان من خلالك، وحضوره الذي يجذب الانتباه، يُعَد أ...