" جزء السابع "

1 0 0
                                    

وجدت ليلي نفسها تنظر من فوق كتفها، وتشكك في كل تصرف. هل كانت مراقبة؟ هل كانت تُحكَم عليها؟ نما الخوف، وتصاعد ببطء في عروقها. كانت تعلم أنها يجب أن تخبر شخصًا ما، يجب أن تخرج قبل فوات الأوان. ولكن في كل مرة حاولت التحدث عن مخاوفها، كانت عينا أدريان تغمقان، وكانت تضيع في عاصفة حبه، ووعوده بالحماية تتردد في أذنيها.

في إحدى الأمسيات، بينما كانا يتناولان العشاء في مطعم مضاء بالشموع، جمعت شجاعتها. "أدريان"، بدأت بصوت مرتجف، "لا أستطيع فعل هذا بعد الآن. لا يمكنني العيش على هذا النحو".

وضع أدواته الفضية، وكان تعبيره غير قابل للقراءة. "ما الذي تتحدث عنه؟"

تنفست ليلي بعمق. "التتبع، والسيطرة،... الطريقة التي تراقبني بها طوال الوقت. هذا كثير جدًا."

لم يتغير تعبير أدريان، لكن عينيه أصبحتا أكثر برودة، وعاصفة شتوية تختمر في أعماقهما. قال بحزم: "هذا من أجل مصلحتك. أنت لا تفهمين المخاطر هناك".

خفق قلب ليلي في صدرها. ردت بصوت أقوى: "أفهم أنني لست حرة. أنا شخص، لست ممتلكات".

شد أدريان فكه، وامضت عيناه بغضب لم تره من قبل. للحظة، خشيت أنها ذهبت بعيدًا. لكن بعد ذلك خفف تعبيره، ومد يده عبر الطاولة ليأخذ يدها. قال بصوت منخفض وجاد: "أنت لست مجرد شخص، ليلي. أنت كل شيء بالنسبة لي. وفي هذا العالم، الحب ليس كافيًا للحفاظ على سلامتك. صدقيني، هذا هو الأفضل".

لكن الشك كان قد ترسخ، ولم تستطع ليلي تجاهله.  كل يوم يمر يجلب معه كشفًا جديدًا، قطعة جديدة من اللغز ترسم صورة لا تريد رؤيتها. أصبحت الهمسات أعلى، والظلال أطول. وجدت نفسها تتساءل عن كل لفتة، كل ابتسامة. هل كان حبًا أم تلاعبًا؟ هل كانت شريكة أم جائزة يجب الاحتفاظ بها؟

في إحدى الليالي، بينما كان أدريان منغمسًا في شاشات المراقبة الخاصة به، هربت ليلي. انزلقت خارج الشقة، وقلبها ينبض مثل حصان بري. كانت أضواء المدينة ضبابية وهي تركض، وكان أنفاسها تأتي في شهقات متقطعة. كان الهواء البارد يلدغ رئتيها، في تناقض صارخ مع الحرارة الخانقة لعناق أدريان المتملك. لم تكن تعرف إلى أين تتجه، فقط أنها يجب أن تبتعد، لتتنفس مرة أخرى.

كانت أفكارها عبارة عن نسيج من الخوف والأمل وهي تشق طريقها عبر الشوارع. هل سيجدها؟ هل سيغضب؟ أم سيفهم أخيرًا أنها بحاجة إلى الحرية، وأنها لا تستطيع العيش في قفصه، مهما كان مذهبًا؟  لقد شعرت المدينة التي كانت ذات يوم ملعبهم وكأنها متاهة مصممة لإبقائها محاصرة.

لقد احترقت ساقاها من الجهد المبذول في الهروب، وشعرت بثقل الخاتم على إصبعها مثل وزن الرصاص. لقد أدركت أنها يجب أن تتركه خلفها، حتى تتحرر منه حقًا. وبيديها المرتعشتين، خلعت الخاتم ووضعته على مقعد في حديقة هادئة، وداعًا ..............

Adrian Blackwood Where stories live. Discover now