الفصل الثالث

5 1 0
                                    

الساعة 5 فجراً:
رفعت جوالها ودقت عليه للمرة الخامسة بس ما وصلها اي رد، تنهّدت: قال بيتأخر شوي بس ما قال بينام بمكان ثاني
لفت حول الغرفة بتوتر وتدعي داخلها انه يكون بخير، راحت تجهز الفطور تأمل انه جاي بس للأسف ما له اثر ، اكلت شوي بغير نفس ورفعت الفطور وهي تكرر اتصالاتها عليه، رمت جوالها بطفش وانسدحت: الله يستر وين راح!
فزّت على صوت رنين جوالها بس كان رقم غريب مو مسجل بس قررت ترد: الو
وصلها صوته الهادئ: إيثار، انا ابوك
تنفست براحة: وين كنت؟ خفت عليك!
محسن: خليك مني، انا ممكن اغيب عنك ايام
إيثار هتفت بخوف: ليش يبه؟ انت بخير؟ فيك شيء؟
محسن: انا بخير، اسمعي زين يا إيثار انا عندي شقة وبقول لعمك ينظفها لأني أجرتها و روحي انتي على اساس انك مستأجرة!
سكتت إيثار بصدمة وما قدرت تقول شيء له بس قالت لنفسها ~حتى وهو غايب عني كل اللي يهمه ان محد يدري بوجودي~
محسن: وانتبهي ترا اختي فن ساكنه بنفس العمارة لا تخلينها تكشفك
ايثار: طيب ما علمتني يبه انت وين؟
محسن: بعلمك بوقته بس بوصف لك مكان الشقة اسمعي زين وسجلي العنوان
اخذت قلم وورقة وسجلته
محسن: سجلتي؟
إيثار: ايه
محسن: روحي لها الليله بعد المغرب
إيثار: ابشر
ثم سكرت منه بعد ما وصاها على نفسها، إيثار رمت الجوال ودفنت وجهها بالمخدة تفكر وهي قلقانة وحاسة ان اللي وراه مو شيء بسيط

سكر التلفون والتفت للشرطي اللي اخذه للحبس، تنهّد محسن وهي يستند بظهره ويسترجع ذكريات سيئة من الماضي..
- مـحـســـن!!
التقت محسن للصرخة الغاضبة اللي صدرت من اخوه احمد وكان عاقد حواجبه وشاد على قبضته، قرب أحمد منه: وش سويت انت؟ وش سويت!
محسن سكت شوي ثم قال بهدوء: نفس العلّة ما قدرت اتخلص منها!
ضرب أحمد بقبضته قضبان السجن بغضب، ثم ابتعد يهدئ نفسه، دقايق ويرجع لمحسن وهو يقول بغضب: كيف اوصل لأبوي هذا الخبر؟
لا رد من محسن، شد أحمد على اسنانه وكمل: ابوي نسى كل شيء سويته بصادق رغم ان اللي سويته ما يُنسى وسامحك و وثق فيك واخرتها تسوي كذا!
نزل محسن راسه وتكى باكواعه على فخوذه وقال: حاولت اترك هذا الشغل بس.
قاطعه احمد بعصبيه: بس ايش؟ محتاج فلوس؟ ابوك مايقصر ولا اخوانك! ليش ما تطلب!! مع ان ما اظنك محتاج بس لعب عليك الشيطان وضيّعك
سكت محسن، مرّت دقائق الصمت ثم قال احمد بهدوء: بوكل محامي لان ما اظن يوسف ولدي يوافق يدافع عنك
تنهّد محسن: ما يحتاج، بس بطلب منك طلب
أحمد: لك وجه كمان تطلب!
محسن: مو عشاني بس عشان شايب مسكين
أحمد: منهو؟
محسن: رجال مريض بالمستشفى جاء من برا الرياض وأجرت له شقتي بس ما لحقت انظفها واسلمه المفتاح والمفروض يجون اهله الليلة
أحمد اخذ نفس: خلها علي ذي بس انت ساعد نفسك قبل تساعد غيرك

بوسط البر، فارشين فرشتهم الحمراء وقدامهم الشاهي ويسولفون، قال أيهم: لمتى جالسين؟
سيف: يا رجال اليوم جمعة ما عندنا دوامات ولا شيء خلنا نجلس
أديب: ساعة؟! اول ما تطلع الشمس بنمشي
أديب: وين يوسف؟
سيف: يوسف يكلم جواله
بعد مُدة رجع يوسف للجلسة وواضح في وجهه الضيق
أيهم: خير ان شاء الله
يوسف جلس: ابوي يطلب مني اكون محامي لعمي محسن
أديب اعتدل بجلسته وطالع بيوسف ينتظره يكمل، يوسف لاحظ نظرات أديب المُترقبة وقال بهدوء: قبضوا عليه وهو يبيع مخدرات
سيف شهق: منجدك!
أيهم بصدمة: كيف؟
أديب رجع تكى وقال بسخرية: كان المفروض من زمان
سيف سكت وأيهم التفت له بإستغراب، رجع أيهم نظراته ليوسف وقال: وافقت؟
يوسف: لا انا من البداية قلت لهم ماراح اتدخل في قضايا العائلة، في كثير محامين غيري
سكتوا كلهم وكل واحد غاص في افكاره، قام أيهم: اسلم عليكم
وقف أديب: لا تسلم جايين معك
سيف شال المراكي: خرب روقان الجلسة
شالوا كل اغراضهم ونظفوا مكانهم ورجعوا..

لم نعجز عن الرحيل  ولكن اخترنا البقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن