الفصل الثاني

8 1 1
                                    

راقب طريقهم لين غابوا عن نظره والتفت لمكان إيثار وأشر لها بمعنى "تعالي" ، مسحت ايثار دموعها وتحمحمت تعدل صوتها ومشت للسيارة بصمت وركبت بكل هدوء، محسن مشى بصمت..
بعد مدة من الصمت قاطعه صوت إيثار تقول: جيت عشان اهلك؟
محسن: ايه
إيثار: وبتتركني كالعادة بالفندق؟
محسن: يعني تبين اتركك بالبيت لحالك ومصعب قليل الخاتمة هناك!
إيثار بإنزعاج: ما كان هذا قصدي
سكت محسن، ولفت ايثار مقهورة من سوء ظنه بها
ما مرت ساعة الا ودخلوا شوارع الرياض، بضع دقايق و وقفوا قدام فندق ونزلوا شناطهم ..
دخلت إيثار غرفتها واستلقت على السرير تتصفح جوالها وكان اول ما ضغطت عليه هو المتصفح تبحث عن شركة الباتر العقارية ومثل ما توقعت تشوف "مالك الشركة: مصلح الباتر" سكرت جوالها وقالت بنفسها ~مثل ما توقعت جدي يشتغل بالشركات واكيد كثير من العائلة يشتغلون معه عشان كذا ابوي رافض يخاف يكتشفون اني حيّه اذا دخلت هذا المجال"
تثأبت بنعاس وتجهزت للنوم ونامت..
صباح اليوم التالي، خرجت من غرفتها وكان ابوها جالس ومجهز الفطور وقال: يالله تعالي قبل يبرد
جلست إيثار تاكل معه وهي تفكر بموضوع الوظيفة واستنتجت ان هذي الفرصة المناسبة وقالت بهدوء: بسجل بوظيفة
قال وعينه على جواله: سجلي طيب
إيثار: بشركة
اخذ نفس وقال بهدوء: تكلمنا عن هذا الموضوع
إيثار بإصرار: شركة كبيرة ومحترمة بس لها فرع بالدمام
محسن: إيثار!
إيثار: طيب ليش؟ انا بس جالسة بالبيت طفشانه ماعندي احد اقابله الا اماني وانشغلت الحين مقدر اقابلها
محسن: أي شركة؟
إيثار سكتت شوي بعدين قالت: الباتر
محسن بإنفعال: الا هذي لاا!
إيثار بهدوء: عشانها شركة ابوك؟
محسن رمى من يده الملعقة: دام انك تعرفين ليش تفكرين!
إيثار قالت تخفي خوفها: محد راح يعرف و.
قاطعها بغضب: لا بالله! لا تجننيني إيثار وسكري الموضوع
وقفت إيثار ودخلت غرفتها وسكرت الباب و رمت بنفسها على السرير تفكر..
دق ابوها الباب بهدوء ثم فتحه وقال: انا بمشي تبغين شيء؟
إيثار: لا سلامتك
حس محسن في صوتها نبرة حزن وقرب منها وحط يده على رأسها: اعتذر اذا زعلتك بس تعرفين اني اغليك وما يرضيني زعلك
ابتسمت: اعرف لا تعتذر
بادلها الابتسامة وخرج، اما ايثار فتحت جوالها وهي تبحث بشكل عميق عن شركة الباتر، بعد مدة من البحث قالت: لأي درجة غني! شركته معروفة جداً ولها فرعين غير الفرع الرئيسي
اتصلت على أماني وجلست تسولف معها..

بيت مصلح:
في مجلس الرجال، يجلس مصلح في رأس المجلس متكئ على عصاته ويمرر أنظاره على المتواجدين وهم صادق و أحمد وعيالهم، ثم قال بهدوء: محسن وين؟
أحمد: في الطريق يبه
جلسوا كلهم وتميم يصب لهم قهوة ولما وصل عند جده، قال مصلح: وذا للحين عاطل باطل؟
تميم: انتم رفضتوني تبون احد يقبلني
مصلح: لو انك تستاهل قبلناك لكنك منت راعي شغل وبتخرب علينا شغلنا
تميم كمل صب القهوة و جلس عند ياسر وسيف وهو يقول: وشذا الحالة!
سيف: عاد انت دور لك شغلة مو تنتظرها تجيك
تميم تأفف: ترا قاعد ادور
في هذا الوقت دخل محسن وقال بصوت جهوري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا عليه السلام وبدا يسلم عليهم وكلهم يجاملون بعض و لما وصل عند أديب اكتفى بسلام باليد تحت نظرات أديب الحادّه وكذلك سلامه على اخوه صادق كان فاتر وجلس عند ابوه اللي قال: وينك مختفي لك كم شهر ما جيت؟
محسن: انت تعرف شغلي ما اقدر اخذ اجازات
مصلح: لو جاي تشتغل معنا احسن لك من ذا التدريس
محسن: ما يعجبني نظام الشركات
همس ياسر لتميم: يبي يجنن الطلاب بس
تميم بنفس الهمس: صادق الله يكون بعونهم مساكين
سيف: صدق
التفت لهم سيف لما حس بسكوتهم وهم كانوا ينظرون فيه بإستغراب
تميم نظر في ياسر وأشر على سيف: سمعته قال صدق!
ياسر: ايه والله قال
تميم التفت لسيف: وين اللي يقول عيب عمكم؟!
ياسر بضحكه: من بعد اللي صار البارح تغير
تميم: وش صار؟
حكى له ياسر السالفه وضحك تميم: فزعتوا له وكرشكم؟
ياسر: تخيل بس!
سيف بقهر: اسكتوا بس لا تذكروني بذي السالفه ماشين له خط فوق الساعة وهذي ردة فعله!
دخل المجلس رجالين وسلموا بصوت عالي ومروا يسلمون، همس محسن لأحمد: مين هذول؟
أحمد بنفس الهمس: أيهم و سليم مدراء بالشركة عزمهم ابوي
وكمل وهو يأشر بعيونه: عاد تدري ان هذا أيهم الهذال أصغر مدير مرّ على الشركة؟ شاطر بشغله وأمين يثق به ابوي
التفت محسن لأيهم وكان واقف بثقة ويسلم على الرجال بإبتسامه، بعد ما انتهوا من السلام جلسوا يتبادلون أطراف الحديث..
أيهم كان جالس بين يوسف وأديب اللي يعتبرهم اخوانه من قوة الصحبة بينهم، قال أيهم وعينه على محسن: ما قلتوا لي مين هذا؟
يوسف التفت لأديب المتضايق وقال: عمي محسن
أيهم: آها اللي نقل للدمام
أديب من بين اسنانه: قصدك اللي هرب للدمام
استغرب أيهم بس ما علق على الموضوع، تنهّد يوسف: وانت على طول تتنكد؟ امشوا نجلس بالحوش دام المكان مو مريحك
أديب: لا، لازم عيني تكون عليه
لاحظ يوسف انزعاج أيهم من سوالفهم اللي كانت غامضة بالنسبه له وهو مو حاب يتدخل ثم قال: صارت مشكلة بين عمي محسن وعمي صادق زمان
أيهم وهو ينزل فنجاله: الله يصلح الحال
بعدين تنوعت سوالفهم عن الشغل وعن امور ثانيه يحبونها.

داخل البيت:
عقدت حواجبها والتفتت لأمها: ليه جاء؟!
ثراء: كيف ليه جاء ابوك عزمه بعدين اخوك هو مو غريب
وقفت بغضب: يخسي مو اخوي اللي يسوي سواته ويضر اخوه
ثراء: فن! بس عاد! هذا كان قبل سنين واثنينهم نسيوا السالفه وتصالحوا
فن هزت راسها: لا يا يمه، صادق ما نسى! كيف ينسى؟ كيف؟ لو اللي سواه محسن بسيط كان نسى لكن والله مهو بسيط! هو ساكت عشان ابوي بس!
خرجت فن من الغرفة وهي معصبة، بينما رشا كانت جالسة عندهم وتسمع جدالهم بصمت..
التفتت ثراء لرشا: اختك ذي متى تتقبله وتسامحه
رشا بهدوء: ما تنلام
تنهّدت ثراء ورجعت تنسدح: ماتنتهي مشاكلكم

بيت سارة:
نزلت من غرفتها على اصوات السوالف وشافت بالصالة امها وخالتها عالية يتقهوون، سلمت جوري على خالتها وخرجت للمطبخ تدور على اكل تاكله..
عالية التفتت لسارة: وكيف بنتك بالمدرسة؟
تأففت سارة: مدري عنها ولا ابغى ادري
عالية رفعت حواجبها: ليش؟
سارة وهي تضرب على صدرها: همّ على قلبي ذا البنت همّ
اصواتهم ما كانت ابداً منخفضة وجوري سمعت كلمة امها وعلى الرغم من انها انجرحت الا انها كانت متعودة ولا اهتمت، خرجت من المطبخ لما ما لقت اكل تاكله ومباشرة اتجهت للباب الخلفي للبيت وخرجت لبيت ابوها الثاني واللي كان بنفس السور بس الحوش مقسوم جزئين وفيه باب فاصل، دخلت جوري وهي تقول بصوت عالي: وينكم؟
راحت للمطبخ وابتسمت لما لقت صينية مكرونة بالبشاميل وغرفت لها بصحن واخذته تاكل منه وهي ماشية لغرفة جمانة، دخلت وشافتها تمشط شعرها جلست جوري قدامها: تدرين وش صار اليوم؟
جمانة: ايش
بدأت جوري تسولف عن المدرسة، ربطت جمانة شعرها القصير و راحت تفرش اسنانها وجوري تتبعها وهي تسولف بعد ما انتهت جمانة من التفريش طفت لمبات الغرفة وانسدحت بسريرها: خلاص روحي بنام
ولعت جوري اللمبات وجلست على السرير تسحب اللحاف: بس خليني اكمل
وكملت جوري سوالفها وكل ما غمضت جمانة تصحيها وتكمل لها السالفة، لين انتهت من سالفتها طلعت وطفت اللمبات وراها..

انتهى عشاء مصلح واغلب الضيوف مشوا ومن بينهم محسن اللي اصر عليه ابوه يبات عندهم بس رفض رفض تام، ركب سيارته وهو يرسل رسالة سريعة لإيثار: بتأخر اليوم قفلي الباب
شغل سيارته ومشى من طرق عامة الى طرق حارات الى طريق ضيق وقف سيارته فيه ونزل ومشى ويده بجيبه في طريق لمدة عشر دقايق حتى وصل الى حديقة قديمة جلس على مقعد ينظر في الساعة وكانت 11:45 رجع جواله بجيبه وهو ينظر حوله، بعد عشرين دقيقة و قرب منه شخص يقول يهمس: عطني
محسن: ادفع اول
مسك الشخص محسن بياقته ورفعه: لا تسبب مشاكل وجيبها بسرعة
دفه محسن ومشى مبتعد يسرع في خطواته بس وقف لما شاف ثلاث سيارات شرطة رفع شرطي سلاحه بوجهه: لا تتحرك!
وقف محسن مصدوم وهو يلتفت للشخص وشاف ابتسامه على وجهه، همس بصدمة: انت شرطي؟
الشخص بضحكه: لا بس مصعب يسلم عليك
عض محسن على شفته بغيض، الشرطي قرب من محسن وفتشه وما تردد لحظة انه يقبض عليه لما لقى معه كميات من المخدرات!
ضحك مصعب وهو يراقب من بعيد: اجل انا انطرد من بيتي بسبب خسيس مثلك!
شغل سيارته وانطلق، يشغل اغاني ينطرب معها ويغني سعادةً لتحقيق انتقامه من محسن وصرخ بصوت عالي: راحت العقبة وما بقي عقبات بيننا يا إيثار

لم نعجز عن الرحيل  ولكن اخترنا البقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن