بلع ريقه جسّار:مافهمتني انت
ذياب:بعد إسبوع نروح نخطب خطبه رسميه ، كلمته انا عن الموضوع و بيكلمها
وسّع عيونه جسّار يناظره:يكلمها ياخذ شورها و الولد براسه مو موافق ! ماني موافق
ناظره ذياب بحدّه و تنهد جسّار يجلس و يمسك راسه يناظر السقف:لاتوصل هالمواصيل ، انا ببالي وحده و ابي اخذها
ضحك ذياب يجلس و لف جسّار له و كمل يضحك ذياب و ناظره:ادري ، و بدري عليك
عقد حجاجه جسّار:تعرفها ؟
هز راسه ذياب بالنفي:لكن انت دايم مخدوع ، مثل ابوك ابد تدري بالماضي حبيت لي وحده قبل امك و طلعت لعّابه ؟
بلل شفايفه جسّار بملل:الجيل يختلف
ذياب:والعقول ماتختلف ، انت ياجسّار لاطحت طحت تنعمي عينك عن كل شيء ، صحصح على عمرك
مشى ذياب يخرج و ناظر جسّار للأرض يهز رأسه بالاسف
♒︎
دخل عبدالعزيز للمجلس و لقى نايف جالس مع ابوه و نطق عبدالعزيز:كان عندك ضيوف ؟ و ما علمتنا يابوي نوقف معك و نقوم بالواجب ؟
تنهد رماح يسكت و نطق نايف:هذا السؤال اللي اسأل من اليوم عنه ، يايبه مستحي منا ولا فيه علم ماندري عنه ؟
رماح رفع انظاره لهم:السالفه مو مثل مانتم فاهمينها ، هذا رفيق لي قديم و كانت زيارته سريعه ماهو مطوّل و بدون موعد
عبدالعزيز تقدم يجلس:اي مهما كان كلمنا لو اني بأبعد مكان بجيك الله يهديك
رماح:على العموم ، بيجوننا خطّاب بعد إسبوع
عقد حجاجه عبدالعزيز يناظره و لف لنايف و نطق نايف بصدمه:توق ؟
ناظرهم رماح و لوجيههم المصدومه و نطق:اي توق و من فيه غيرها تنخطب ؟ توق بنتي
سكتو و نطق رماح:ليه لايكون مو عاجبكم الخبر ؟
نايف:لا ابوي اكيد مستانسين لها الله يوفقها بس من هو هذا اللي خطب ؟
عبدالعزيز:يحق لنا ننصدم و نتفاجئ لأن محد مصدق هذي تنخطب
نايف لف يأشّر لعبدالعزيز و رماح:احترم نفسك يا عبدالعزيز هذي عاشر مره تتكلم على توق قدامي و انا قايلك بكل مره الزم حدك
عبدالعزيز:وش قلت انا ؟ و هذا الصحيح من يرضى ياخذ وحده فاضحه نفسها و سمعتها بنفسها ، ولا بعد متبري مـ
صرخ رماح بصوته عليه و وقف:عبدالعزيز !
عضّ على شفايفه عبدالعزيز من زلة لسانه و سكت و لف نايف يستغفر لإن رماح يكرر عليهم الف مره لايتكلمون و لا ينطقون بشيء عن موضوع صقر أبو توق ، كلهم يعرفون حقيقتها و انها بنت صقر ماعدا ريان اللي يجهل هالشيء و اللي خدعوه بإنها إختهم و كانت عايشه عند عمها و جت تعيش عندهم ، و هو مايهتم و مافكر بيوم يتعمق و يسأل
لف رماح:توق بتتزوج و بتوقفون كلكم بعرسها
وقف عبدالعزيز:معصي
مسك نايف ذراع عبدالعزيز و رماح ناظره:تعصي علي ؟ تعصيني انا ؟
بلع ريقه عبدالعزيز:ماني راضي عن اي شيء تسويه ، تبي ارضى اوقف بعرسها ؟
رماح:انت ماتدري من اللي بياخذها
عبدالعزيز:من ؟
صد رماح و اخذ نفس ينطق:ولد .. ولد اللواء ذياب
وسّع عيونه عبدالعزيز:ذياب ؟ ذياب اللي مـ
قاطعه رماح:ايه ايه ذياب اللي يشتغل بالقطاع العسكري ، اللي كان عميد و ترقى لـ لواء
عبدالعزيز ارتخت ملامحه و لف يجلس:هذا وش جابه لنا ؟ و وشلون هو بالذات ؟ يرضى ؟ يرضى ؟
رماح ناظره:احترم نفسك يا عبدالعزيز و هذي اخر مره احذرك فيها أنتبه على لسانك ، يرضى و رجله فوق رقبته توق من أحسن البنات و ما يلقى مثلها
نايف جلس:والله مدري وش تقولون بس بدق على ريان أعلمه بالخبر
رماح:لا لا تتصل لين ابلغ توق
ضحك عبدالعزيز:هي مادرت ؟ و تظنها بتوافق ؟ تعرف ذياب و شدّته و عياله طالعين عليه
رماح:الزمن تغير ، غاليه زوجته ماتت ياعبدالعزيز و تزوّج غيرها و تفرق عنها
عبدالعزيز رفع حاجبينه:اووله ، ذياب يتزوج ؟ والله يعرف لنفسه الشايب
رماح:لا ماشاءالله كل ماله يتشبّب و يقصّر عمره ، اللي يشوفه يقول توه شباب
وقف رماح من سمع صوت سياره بالحديقه ولف لهم:هذي اكيد توق
عبدالعزيز:خلني اتكلم معها انا
رماح:فكها منك انت
عبدالعزيز:يبه زانت اموري يوم عرفت ان بيجي الرجال اللي يسترها و يريّحنا ، خلني أتكلم معها ماني مخطي عليها
تنهد رماح و مشى عبدالعزيز من قدامه و مشى نايف يلف لأبوه:هذا لسانه متبري منه بوقف معهم إحتياط
رماح:احتياط ؟
نايف وقف يلف له:اي طول عمري إحتياط وش الجديد يعني ؟
ضحك رماح يهز راسه بالاسف و مشى نايف يخرج و شاف عبدالعزيز واقف قدام سيارة توق و يرحّب فيها و رفع حاجبينه نايف بذهول يناظرهم و نزلت توق مصدومه و وجهها مصفوق من أن الشخص اللي يهلّي و يرحب فيها هو عبدالعزيز اللي ماواطنها بيوم
عبدالعزيز بإبتسامته اللي شقت وجهة:ارحبي ثم ارحبي حياك للمجلس
لفت لمجلس الرجال اللي واقف عند بابه رماح و أشّرت بصمت على المجلس و هز راسه عبدالعزيز بالايجاب:اي اي المجلس هذا
توق تنحنحت تناظر لنايف تستنجد فيه و تقدم نايف مبتسم:لا مو مسحور بس متعاطي ثلاث ترامس شاهي و شكلهم أثرو على عقله شوي
عبدالعزيز ناظره و تلاشت ابتسامته:مو تبي تدق على ريان انت ؟
هز راسه نايف بالايجاب:نعم صحيح
عبدالعزيز اشر بعيونه:اذلف
نايف:ودي بس لازم أكون شاهد مع توق على انك مسحور لإن اللي يصير مو طبيعي
لف عبدالعزيز يمسك يد توق:خليك منه ، تفضلي من بعدك يالفايتر
مشت بصدمتها و بعدم فهمها لين دخلو و دخل رماح يجلس و جلست توق و نزلت جوالها و مفتاح سيارتها على الطاوله قدامها و حطت رجلها على رجلها الثانيه و لوهله تذكرت عادتها و طبعها و بسرعه نزلت رجلها لإنها ببساطه ماترضى ابدا تحط رجل على رجل و قدامها ابوها ، ماتعتبره إلا إحترام زايد له ، و لإن ابوها صقر بالإساس معوّد بناته على هالطبع و هي ماقدرت تغيره و ماتعتبر رماح إلا أبوها
رماح ناظرها:ياهلا بتواقة القلب
ابتسمت على ترحيبته الدايمه و نطقت:هلا ابوي ، عسى خير ريحة البخور واصلتني
ضحك رماح:اي ايه
توق:اذا مضيّف احد ترا كنت نايمه بالسياره اعتقد ما انتبهت و صحيت شفت السيارات و باب المجلس مفتوح و مشيت بسرعه
رماح:اي يابنتي اللي جو ناس يطلبون القرب مننا بس ماهي خطبه رسميه
عقدت حجاجها تناظره و نطق رماح:والرجال ياتوق يعز علي و رجالٍ غالي ماهو اي رفيق
نطق رماح بتمثيل و كذب:هذا لولا الله ثم هو ماني حيّ قدامكم ، يعني افهمي يابنتي اني اعزّه معزه كبيره و استحي ارده بشيء جمايله علي واجده
توق تكتفت من عرفت بداية الموضوع و ناظرته و كمل عبدالعزيز:الباقي علي يبه
لف لها:والرجال الـ
قاطعته توق و هي تناظر لرماح:كمل يا ابوي
جمد وجه عبدالعزيز و كتم ضحكته نايف يناظره و يمسك فمه لايفرط ضحك و ناظرت توق بجمود لأبوها لإنها فهمت مصلحة عبدالعزيز و تعامله معها بسبب انه بيفتك منها بعد مايخطبونها
و حزّت بخاطرها أن ابوها بنفسه كان مرتبك و يحاول يسايرها لا ترفض و يبين لها انه موافق و مجبور يوافق ولا كإن لها رأي تقوله
رماح:بيكمل عبدالعزيز ياتوق
توق:ابيك انت تكمل كلامك ، انت اللي بديته و انت اللي بتنهيه
عبدالعزيز مسك راسه من الخلف يعض على اسنانه و يكتم غضبه و لف يصد عنهم
كمل رماح:يابنتي خطبك واحد
توق:كنت حاسه
لفت لعبدالعزيز:من المقدمات و الترحيب ، طلعت تبي الفكه من زمان ؟ تخيل عاد مابي اتزوج
بلع ريقه رماح بخوف و تنهد عبدالعزيز يناظرها:فرحان لك و دايم نواياك سوداء ، يعني ما افرح لأختي إنها بتتزوج اخيرا و بتستقر حياتها و بترتاح ؟
توق:توك عرفت اختك ؟
لفت لرماح:عموما انا مرتاحه و مستقره و ماشكيت الحال لأحد ، و زواج مو مستعده له و هذا اخر كلامي
قامت و وقف رماح:يابنتي تكفين
انصدمت تناظره يوقف و بإسلوب الترجي قدام عياله يترجّاها ، ارتخت ملامحها تناظره و تقدم رماح لها يمسك يدها بيدينه:تكفين ودي افرح بك قبل الله ياخذ امانته ، تكفين لا تحرميني لذّة شوفتك عروس ولا تحرجيني قدام اكثر انسان ودي ارد ربع جمايله
توق:ترد ربع جمايله بإنك تعطيني له ؟
رماح:انتي ذهبه ما اعطيك للرايح و الجاي ، اعطيك لـ ولد اللواء
بلعت ريقها تتنهد و صدت و رفعت انظارها له:عموما بفكر عطوني مهله
عبدالعزيز:يومين
لفت له:اسبوع
مشت تترك يد رماح و خرجت من عندهم و اخذ نفس رماح يتنهد و يجلس على الكنبه و فزّ من سمع صرخة ريان بالجوال:يااوولد
نايف ضحك:يادرج قلت لك اسكت لايدرون اني اوثق لك صوت و صوره
عبدالعزيز:يا طفل انت وياه
نايف وقف يلبس نعاله:فضحتني الله لايلعنك
رماح:انت داق على الاثول اللي معك عشان تنقله علوم ؟
نايف:لا لا يبه يالله توصون شيء ؟
طلع بسرعه و لف عبدالعزيز لأبوه:عيالك فصخو عقولهم
رماح:المهم الحين انت لاتضغط عليها خلها تاخذ راحتها اسبوع اسبوعين و ان شاء الله شهر ، الرجال قال خذ راحتك و ابد متى ما حددتو اليوم جينا نخطب رسمي
عبدالعزيز:بتوافق بتوافق
♒︎
بعد مُرور يومين
رجعت من صالة التزلج و هي متأكدة هالإيام بعد كل مره تطلع تشوف سيارة جسّار موجوده بالمكان لكن ماتدري وين هو و وين متخبي و يراقبها ، تدري إنه لازال ينبش وراها لكن تدري إنه لو سوا اللي يسويه استحاله يجيب ربع ماضيها
ركبت سيارتها تتنهد و تشغلها و تحرّك للبيت و كانت هالمره راجعه الساعه ٩ يعتبر وقت بدري على وقتها المُعتاد
دخلت البيت و لفت تناظر لسيارة ريان اللي تو تدخل للمواقف و تتوقّف بالموقف تحت المظله ! و أنصدمت لإنه بيجي بداية الشهر الجاي و تاريخ اليوم ١٣ إكتوبر وش اللي جابه ؟
صدت تلتفت و تشوف عذوب تنزل بإستعجال من سيارة ريان و تقفل الباب ، و تذكرت توق ان ريان سيارته موجوده و محد جاها من يوم سافر لكن عذوب الان تنزل من سيارته في غيابه !
ما تطمّنت توق لتوتر عذوب و الواضح إن محد داري لها و بسرعه من لفت عذوب لسيارة توق نزلت جسدها توق للاسفل لحتى مايبين ان فيه احد بالسياره
تطمنت عذوب إن محد شافها و دخلت بسرعه للداخل
لفت توق تشوف أن محد موجود من عبدالعزيز و نايف و مافيه إلا سيارة رماح و عبير و عذوب ، تقدّمت لسيارة ريان تناظر إن كلها سليمه و ما فيها أي ضرر لكن لازالت مو مستوعبه حركة عذوب الغريبه
و هي واقفه عند المواقف اللي تكون فوقهم بلكونة غرفة رماح و مها ، سمعت صوت رماح يتكلم:وتشوفين راضيني يامها ؟ انا طالع هنا اغيّر نفسيتي و اشم هواء خليني اتنفس
مها تنهدت تتقدم و تجلس جمبه:وانا قايله لك شي ؟ انا اقول فكروا بالموضوع من جديد يمكن البنت الله يهديها و تترك مجال الشهره و هالعيب اللي ذابحكم يروح
رماح:يا ام عبدالعزيز انتي تفهمين وش يعني وجهي قدام الرجال بارد ؟ ما اواجه احد من سواد وجهي ماقدر حتى احط عيني بعينهم ، انا خسرت اغلى صداقاتي و اخوياي القدامى بعد ماعرفو اني راضي بشهرة بنتي
رفعت يدها توق على فمها برجفه و بصدمه تسمعه يكمل كلامه:انا ماودي اردها ولا وديّ ازعّلها ، هذي بنتي يا مها بنتي وشلون ازعّلها ؟
مها:خف علينا تراها بنت صقر ، المهم يابو عبدالعزيز هي فكره زينه بس ترا حتى الرجال بيعافها
رماح:لو عايف من زمان رافض و ماجا يتقدم و هو عارفها زين ، و ولده ونعم الرجال و والله يامها اني ودي الرجال اللي يسترها و يصونها قبل كل شيء ، يشدّ عليها و يقربها لربها ماني راضي عن اللي تسويه لكن وش اقول و وش اسوي ، غلاها بقلبي اكبر من اي شيء ثاني كل مانويت اكلمها واقرر عيونها يردّوني
نزلت دموع رماح ينطق برجفه:هذي بنتي يامها ، ما افرط بها ولا ودي اعطيها اي احد ، بس ودي استرها ماودي تصير عيب علي و تطيح بكبدي
رفع سبابته على مكان كبده:هذي قطعه من كبدي و روحي بس انها مأذيتني متعبتني ولا اقوى اقول شيء ، يهزمني شيء عنها
مها:كلمها يابو عبدالعزيز حاول بها ، والله اني مثلك قدام الحريم مالي وجه و تعرف الحريم انت مايصدقون على الله يلقون زله ، يقولون انتي حرمه متحفظه و بنتك فاصخه الحيا
رماح رفع يده على جبهته يتمالك دموعه اللي جفّت على خده و هو يناظر الأرض و يهمس:لازم تتزوجه لازم تروح معه و يسترها و يرعاها ، لازم يكون معها رجال يمسكها
مها:تهقى الزواج يمسكها و يعقّلها و يشغلها عن اللي تسويه ؟
رماح:ويخليها تهجد و تترك هالفرفره و الشهره الماصخه ، بعدين تجيب عيال و تفهم مقصدنا و تعرف وش معنى بنتك تكون معروضه للناس شعر وجههي معروض للناس
سمعت توق كل كلامهم سمعت كل حرف كل شيء صدمها و صعقّها الكلمات اللي كانت تسمعها من عبدالعزيز و من حريم جماعتها ماتدري إن حتى ابوها و امها نفس الكلام ، هي متوقعه هالشيء منهم متوقعه انهم يجاملون هالشيء لكن مافكرت بيوم من الايام تسمعهم يقولون هالكلام بكل صراحه مثل السيف اللي انغرس بإحشائها ، كلمه ورا كلمه و تزيد جروحها جروح
كان يقول إنه يبي يفرح فيها عروس ! و الان الحقيقه إنه يبي اللي يسترها و يستر الفضيحه بسببها ، تعب من المجامله و ودّه يريح ضميره و من خوفه عليها ماوده يعصيها لإنه يذكر زين لما صقر عصَى كلمة توق وش سوت و كيف هربت من البيت ! يخااف يخاف تتكرر هالحركه من توق و اكبر مخاوفه فقدانها
رفعت يدها ترجع شعرها للخلف و هي جالسه و ظهرها مسنود على كفر السياره و دموعها تنزل و تشهق بصمت و بخفوت لجل مايسمعونها ، تشوف الحقيقة قدامها و ماقدرت إلا إنها تسكت و تبكي و ترجف
وقفت تمشي ببطء و بدون يحسون فيها و ركبت سيارتها تحرّكها و تطلع من البيت و مشت لإبعّد ممّشَى و وقفت تبلع ريقها تمنع نفسها من إنها تسوي اللي تسويه
فتحت جوالها و هي ترجف و تشوف أرقام الأشخاص اللي مسجلتهم بملف خاص بالملاحظات :
صقر ، تركي ، صِبا ، ريم
تخاااف تلجأ لهالناس لإنها تدري بإنهم أكثر ناس خذلوها لكن عالأقل ! عالأقل كانو صادقين معها بدون مجاملات بدون كذب بدون خداع ، ودّها تبكي و تفضفض من كل قلبها لأكثر ناس إحتووها و شالوها بقلوبهم ، و هي تدري الان كلًا منهم منشغل بحياته و ماطرت على بالهم
برجفه تفتح رقم شخص شخص و تتردد و ترفض تتصل ترفض تكلم
تشجّعت تاخذ جوالها برقمها الثاني و تفتح المكالمات و سجّلت الرقم و رفعت الجوال على اذنها لين ردّت و نطقت:هلا مين معاي ؟
بكت توق بصمت و طلع صوت بكائها و استغربت ريم:مين ؟
بكت توق اكثر:ريم .. والله أحتاجك ريم
عقدت حجاجها ريم:مين معاي ؟
شهقت توق من بكائها و بصوتها المبحوح و الراجف:ريم انا تووق ، ريم انا تعبااانه ابي اشوفك
سكتت ريم فجأه و مانطقت حرف و كملت توق:لا تخذليني ، ادري إنتي بحايل و بسافر هناك اشوفك بالممشى اللي دايم نروح له و حنا صغار ، ريم لا تخذليني ، لا تخذليني ريم
ريم بلعت ريقها من رجفة يدها و من هَول اللي تسمعه و كل شوي تلتفت لباب الغرفه تخاف ابوها صقر يدخل فجأه ، بكت ريم اللي لازالت للان ماتحكم دموعها ولا تمسكها:اذا وصلتي ارسلي لي الموقع واتس و حددي يوم و ساعه
قفلت المكالمه ريم و تنهدت توق تنهيده طويله تهز راسها بالنفي و ترمي جوالها بحضنها و ترفع كفوفها تغطي وجهها و تبكي بصوت عالي تفرغ مابداخلها من بكاء و إنهيار
و فتحت جوالها ترسل لإصايل:إحجزي لي اقرب طيران لحايل ، أقرب شيء أصايل
♒︎
فتح جواله رماح يناظر لرقم اللواء ذياب المُسجل أمامه و بعد ترددات كثيره دخل على محادثته يكتب:البنت وافقت ، حددو يوم و الله محييكم
ذياب اللي صحَى من نومه على رسالة جواله و فتح الجوال يشوف الرساله من رماح و إبتسم يرسل:بعد يومين بإذن الله
قام لدورة المياه يتروش و خرج يشوف رولا قاعده على جوالها:انتي قاعده ؟
رولا لفت:اي من شوي
تقدم ذياب يجفف شعره بالمنشفه:ترا بعد يومين بنروح نخطب رسمي ، بتجين معنا
رولا ناظرته:ضروري ؟ دامك تعرف البنت مايحتاج
ذياب لف لها:اي بس مهما كان تعرفي على اهلهم هذول بيصيرون نسايبنا
رولا:فعلا صادق خلاص ماعليك
ذياب لبس ثوبه يقفل ازراره:جوري بتروح معك لا تخلينها
توترت رولا:مو لازم مشغوله بالقضايا
ذياب:قوليلها تأجّل كل شيء
مشى يخرج و تنهدت تفكر بحيره كيف بتجيب جوري لخطبة جسّار ؟
♒︎
صباح يوم آخر و على متن الطائرة اللي هبطت على أراضي حائل و نزلت توق و كمشت من برودة الطقس و فتحت جوالها تشوف درجة الحرارة ١٢ و عقدت حجاجها من أن الشتاء حلّ ببرودته بهذي السرعه و بلا سابق إنذار
مشت للفندق اللي لطالما كانت تجيه بكل سفراتها لهالمكان و ماكانت تقدر تصبر ولا تتحمل لليوم الثاني ، باليوم نفسه نزلت اغراضها بالفندق و مشت متوجهة لنفس الحديقة اللي عاشت فيها طفولتها مع خواتها
وصلت الحديقة في حلول الساعه ٧ م ، ليلة الأحد
فتحت الواتس ترسل الموقع لريم و هي إختارت تجي بهالوقت و بدري عشانها تذكر أبوها صقر اللي مايحب الخروج اخر الليل و ما يسمح بهالشيء ، ولا ودّها تحط ريم بموقف مشكوك لإن توق ماصدقت ان ريم توافق تقابلها ماصدقت إنهم أخيرا ردَو على حروفها اللي تكتبها لهم ، لطالما ارسلت كلام و جُمل لطالما ترجتهم يردّون لكنهم بكل مره يبلكون الرقم و هي اللي تعبت من كثر محاولاتها للوصل و إستغرابها من نفورهم ، و اللي زاد حرقة قلبها صِبا اللي هربت منها بوقت كان المفترض توقف معها و تجدد عهد اللقاء بـ إختها
حلّت الساعه ٨ و فتحت جوالها تشوف إن ريم قرأت رسالة الموقع و ابتسمت بخفّه و تطمنت إنها بتجيها أخيرا ، جالسه بعبايتها السوداء بالتطريز الأبيض و الطرحه اللي متحجبه فيها و الكمامه اللي تلبسها لجل تخفي نفسها عن الناس و بكل مره ترميها تاخذ نفس من هوّل ضيقتها و ترجع تلبسها
مرّت ساعتين من جلوسها و بدأ المكان يخلى من الإزعاج و الأطفال و الناس و حلّت الساعه ١٢:٣٠ و هيّ لازالت تنتظر و بكل دقيقه يزداد الأمل عندها إن ريم بتجي و ما بتخذلها و تلعب عليها ، هي جت من ابعد مكان لجل لقاها و تعنّت و وصلت عشان بس تسمع صوت اختها و تشم ريحتها و تضمّها ! و هي راضيه تنتظر لساعات لجل بس تشوفها
وسط هواجيسها بهالمكان بالذكريات اللي حلّت عليها و زادت ضيقتها ضيقه ، كل جزء بهالمكان له ذكرى كل شيء هنا فيه بصمه من خطاويها مع ابوها و هي طفله ، هذا اكثر مكان كان يوديهم له
بوسط جلوسها على الكرسي بطرف الحديقة الخاليه من الناس همزَت على كتفها وحده و لفت توق تناظر و ريم همست:تـ توق ؟
توق وقفت بسرعه و طاحو جوالينها من حضنها و سماعتها و لفت ريم للجوالات اللي طاحت و صدت تناظر لتوق و توق تناظر لريم اللي واقفه بحجابها تناظرها
رمت توق الكمامه بالارض و ناظرت لريم من فوق لتحت ببطء و بملامح الخوف و الصدمه ، ريم قدامها بعد مرور ٧ سنوات ، مرّت ٧ سنين بدون لا تسهر معاها و بدون لا تنام بجانبها ، مرّت ٧ سنين و ما لعبو لعبتهم المفضله و ما شربو مشروبهم اللي اخترعوه بإنفسهم ، مرّت ٧ سنين و ما بكت ريم عند توق و توق ضربتها لإنها تبكي على اي شي ، مرت ٧ سنين و ما شربوا من نفس الكاس و نامو بنفس الفراش و تشاركو نفس الملابس ! كل هذي السنين مرّت و هي بديييره ! و ريم بديره
نزلت دموع توق من شافت ملامح اختها أمامها الملامح اللي إستحاله تنساها و تقدمت بدون تردد و ريم واقفه جامده محلّها و عيونها غارقه بالدموع بعد ماعرفت أنها توق
بلهفه بشوق بمشاعر أكبر من موج البحر و أعمق من قاع المُحيط ، حضنتها و شدّت عليها تبكي و تبكي و كإنها تنتظر هاللحظه تنتظر هالحضن لجل تبكي و تنهار و تفرغ هذا الكتمان اللي كتمته بإسوء أيام حياتها
رفعت ريم كفوفها برجفه و بخوف و بصدمه من توق اللي تغيّر حالها من توق القويّه اللي راحت من عندهم بصلابتها بقوّتها لـ توق المهزومه قدامها اللي فاضحها هدوئها الغير مُعتاد و دموعها اللي بللت خدّها و حرقت وجنتيها اللي لطالما كانو مُشرقين مثل الشمس اللي تنثر خيوط الشُعاع و النور على من حولها ، تحوّل هذا النور لغيهّب دامس يكسيه السواد و ماهي إلا نقطه سوداء مالها طريق تتبعه و وقفت كل محطات حياتها على هاللحظه اللي انهزمت و ضعفت فيها
ريم بكت معاها و مسحت على ظهر توق:خلاص اسكتي ، عورتي قلبي اسكتي
توق بإنهيار:تعبااانه ، والله تعبااانه ريم
ريم هزت راسها بالنفي تبكي من صوت توق و من شدّة تعبها و مسكتها تحس بذبول جسدها و بإنهيارها و كإنها استنزفت طاقتها بهذا الحضن و فرّغت الحمل اللي بقلبها بونينّ صدرها و روحها
مسكتها ريم تجلسّها و توق ماسكتها تحضنها:لا تخليّني ، كلهم خلوني لا تخليّني
ريم تنهدت تمسح على كتف توق اللي مميله جسدها بحضن ريم و تمسح على رأسها و تهديّها
لوهله ريم تذكرت هاللحظه و هالمنظر ، و كإن الزمن يجدد نفسه و يُعاد ، تذكرت بوقت كانت ريم تبكي و تعبانه و توق هاوشتها لاتبكي و كانت تبكي اكثر و تقدمت توق لها تحضنها بنفس الشكل اللي ريم حاضنه فيه توق حاليًا
يتجدد الوقت و تتبدّل الأدوار و تنكشف الأقنعه مهما تصلّب الجليد فهو يذبل و يذوب ، مهما تصدد لكل الجمر اللي يحرقه و يكويه ! ماردّه ينحرق و ينكوي و يخفي للناس حريقه و مايدري بهذا الحريق إلا الشخص اللي شهَد على احتراقه و انهياره ، مايشهَد على انحراق الجليد إلا اللي حسّ ببرودته الخارجيه و انحراقه الداخليّ
تشوف قدامها جوفها محروق و منشويّ و لازالوا يتهمّونها بالبرود برودة الجليد و الصقيع ، و داخلها ميّت من الجمر اللي شابّ بضلوع صدرها و محد يحس محد يفهم محد يصدّق
بكت ريم تنطق:وش سويتي فينا ؟
توق اعتدلت بجلوسها و تناظر ريم:انتم اللي وش سويتم ؟ وين رحتو ؟ من ذاك اليوم و انا اتصل و طلّعت الاف الارقام عشانكم ابي رد ابي استجابه
مسحت دموع خدّها تكمل:ريم انا صار معاي فلوس صرت أقدر أعيشكم العيشه اللي وعدتكم فيها
برجفة كمّلت:انا وفيت بوعدي ، انا محتفظه بالمبلغ اللي بقدمّه لكم مع روحي هدييه ريم ، انا روحي اقدمّها هديه لك انتي و صِبا لكن انتم وش قدمتوا لي ؟
بصوت خافت و مؤلم:ريم انا أنشهرت ، تحقق حلمي
ريم بلعت ريقها:توق
توق كمّلت:تدرين كم مره بكيت و كم مره اتصلت على صِبا ؟ ابي احد يوقف معي ابي احد يسندني ، ابي احد غيري يقول اني قويه و يفخر باللي اسويه بدون مجامله بدون كذب
ريم ناظرتها:توق
توق كمّلت و دموعها تحرق خدّها:٧ سنين ادور اي طريقة تواصل بدون اجي للبيت بدون اواجهة ! بدون اشوف وجهة و انا كل يوم ابكي من هوّل شوقي له و لكم انتم
كمّلت توق تأشّر بيدها:شفت بحياتي مايكفيني لجل يصنع مني هالشخصيه القويه و لكني بالخفى والله تعبانه
ريم قاطعتها:توق انتي خسرتينا بنفسك
توق ناظرتها و كمّلت ريم:انتي طلعتي من البيت انتي رضيتي ابوي يتبرا منك انتي رضيتي تبعدين عننا و تتركينا
توق ناظرتها بصمت و كملت ريم:انتي تدرين ابوي مابيخلينا نتواصل معك لكن مع ذلك ؟ رحتي توق رحتي
توق:وعدتكم قبل اروح
ريم:وش يفيد ؟ مانحتاج للفلوس توق كنا بحاجتك انتي
تنهدت ريم تلف من حسّت بإمتلاء محجر عينها بالدموع و ناظرت توق لها تهمس:كنتو محتاجيني ؟
ريم سكتت تصد عنها و توق مسكت ذراعها:ريم
لفت ريم بسرعه و دموعها نزلت تنطق:اييوا كنت محتاجتك لإني فشلت و ما دخلت تخصص المحاماه اللي كنت اكلمك عنه دايم ، كنت محتاجتك تطفين شمعتي يوم صِبا مشغوله بمشروع تخرجها ، كنت محتاجتك يوم بكيت على فرقاك و بعدك عننا
توق:وانا بكيت يوم اتصل و تبلكوني و تتجاهلون رسايلي ، بكيت يـ
قاطعتها ريم:توق ماقدرت !
رفعت كمّها ريم توريها ضربه لازال اثرها البنفسجي موجود و أشّرت ريم عليها:بسببك ! خاطرت و رديت على اول رقم منك و دخل علي يفتش جوالي و شاف رسايلي لك بس انتي مارديتي كتتي تغيرين ارقامك بالهبل و مر اسبوع ماحذفت كلامي و اخذ جوالي وشاف كل شيء ، ضربني و بكاني و حرمني الجامعه
توق اعتلت وجهها الصدمه:ارسلتي لي ؟
ريم:ارسلت لك ابشرك بقبولي بتخصص القانون و قرا كل كلامي و اني دخلته عشانك و حرّم علي اكمل فيه و تركته
وسّعت عيونها توق:حرمك ؟
ريم:ومن يومها حلفت على نفسي اسمع كلامه و ما افكر حتى من وراه اخاطر ، حنا عندنا هو اكبر حاجز و انتي تعرفينه
توق بلعت ريقها و دموعها لازالو يزدادون و تبكي بلا صوت و تستوعب كونها سبب بحرمان اختها أكثر تخصص كانت تحلم فيه
توق ناظرت لريم اللي صاده و تبكي و همست:بس انا مادريت ، لو دريت واللـ
قاطعتها ريم بإندفاع و صراخ:وش بتسوين ؟ علميني وش بتسوين ؟ بتجين ؟ بتدافعين عني ؟ ولا تاخذيني معك و تخلينه يتبرا مني مثلك ؟ وش بتسوين توق تكلمي وش ؟
مسكت راسها توق و غمّضت عيونها و مسكت ريم كتف توق تهزّها:جاوبيني لا تفكرين !
رفعت انظارها توق لها:طيب و صِبا ؟
ضحكت بسخريه ريم تصد:صِبا ما باقي بنت بجامعتها ما تنمرت عليها لإنهم يذكرون إنك إختها و تجين معاها
عقدت حجاجها توق:يتنمرون بأيش ؟
ريم:كلام كثير زي ليه مانشهرتي ليه مافصختي الحيا مثل اختك ؟ و كالعاده بنات عماتي ماصدقو ينشرون خبر ان ابوي تبرا منها و نشروه بالجامعه ، و بنات الجامعه ماقصروا فينا و زادو الطين بلّه اننا بنات متحجر و مالنا كلمه و اننا لو فكرنا نطلع الباب يدعسنا
كمّلت ريم بقهر وبحرقه:انتي مستوعبه ترجع صِبا و تتظاهر إنها مبسوطه من كلامهم و تنمرهم
توق:تنمر ؟
ريم:انتي جميله توق ، فيه بنات يقارنونك ف صبا ، العن و اسوء كلام سمعوها اياه بسبب سمنتها تدرين من كثر تفكيرها و تعبها نزلت لوزن ٤٧ و السبب التنمر اللي جاها
صدّت ريم تهمس:تغيرت كثير صِبا ، كثييير بسبب كلام الناس
توق:مالي ذنب طيب
ريم:ذنبك انك سمحتي لهم يتنمرون و يسوون اللي يسوونه ، توق كنت مستعده أدعمك بروحي و مستعده افخر فيك بس اللي حصل شيء ضد توقعاتنا و الاشياء اللي كنا مخططين لها ، تدرين بمجلس و عزايم الحريم مانرتاح ؟ وحده تسولف من هنا و الثانيه من هناك مافيه كلمه و سبه ماقالوها بإمي و تربيتها و فينا احنا ! انتي بدل لاتصيرين فخر لنا صرتي عبء كبير على قلوبنا توي أعرّف معنى إصرار ابوي و رفضه على شهرتك ! كان خايف علينا و على سمعتنا بسبب رغبتك بالشهره
توق اعتلى وجهها الصدمه كثر صدمتها الأولى ماكانت تفكر بيوم بسبب شهره بيجي أهلها الضرر هذا كله ، ماكانت عامله حساب هذا الكلام و هذي السمعه عن خواتها ماعملت حساب ان اهلها بيدفعون ثمن غالي من شهرتها ، رجفت كفوفها تستوعب بصدمه كلام اختها بعد ٧ سنين ، تستوعب إنهم كانو يدفعون ثمن كل خطوه خطتها بشهرتها
ريم بكت:عرفتي إننا كنا نعاني أكثر منك ؟ فهمتي إن كل يوم نفكر ليه ماحسيتي بيوم باللي حسينا فيه ليه مافكرتي بإننا متضررين بسببك توق
توق صدّت تناظر الأرض بصدمه عَلَت وجهها و لا قدرت تنطق حرف من ثقل لسانها بقهرها و خوفها و رهبتها
لفت توق لريم:تتوقعين لو تركت المجال و جيت لأبوي يستقبلني ؟
ريم:مستحيل توق ، مستحييل ولا تفكرين أصلا
توق ناظرتها:ليه ؟ طيب لو عرف إني بتزوج ؟
ريم ناظرتها:نعم ؟ تتزوجين ؟ كيف تكتبين كتابك بدون وجود ابوي ؟
توق تنهدت:عمي يسد مكانه و طول عمره يقول عنه ميت
بدّلت أنظارها توق تصد للأرض:هو مات من ٧ سنين ، من يوم شال إسمي من كرت رب الاُسره ، من يوم شفت الإشعار جاني بإنه تم إزالتي من قِبل رب الأسره
ناظرتها ريم و ناظرت لنبرة صوتها و حرقته و كملت توق:تدرين كم ساعه بكيت لهذا السبب ؟
ريم صدّت لليمين تتنهد مثل ما توق صاده لليسار و كلاهم مُتعبه
توق همست بعد عِدّة دقائق:اللي سواه فيني مو قليل ، بس بالرغم من هذا كله لازلت أحس أبيه
لفت توق لريم الصاده:بجيب اطفال بسميه بإسمه ، بخلي سبب رضاه عني هـ
قاطعتها ريم:توق توق توق
سكتت توق تناظرها و نطقت ريم:ابوي ممكن يلين بسبب إنك بتتزوجين بتشوفين حياتك و تتركين هالمجال ، لكن مابينسى إنه ماوقف بزواجك ولا عرف الرجال اللي بيكون من نصيبك ، مابينسى انك اللي عصيتيه و سويتي اللي براسك و انتي تعرفين حدّة قساه
توق تكتفت بحزن تناظر الأرض بإنكسار ، ماضنت بيوم بتكون بهالمكان و تقول هالكلام ، ماضنت بيوم بتنزل دموعها لهذا السبب ، هزت رأسها بالأسف تتنهد و نطقت ريم:الساعه صارت وحده
توق:بتروحين ؟
ريم سكتت و لفت توق لها:بتروحين ؟
ريم ناظرت الطريق:لا عادي ، برجع ثنتين
عقدت حجاجها توق:عادي عنده ؟
ريم اخذت نفس:ابوي تغيّر
توق:اي لاحظت من شفتك جايه بالحجاب
ريم:غيّره الزمن و الوقت ولا هو ما تغيّر ، لكن كل شيء بالحياه هذي ضدّه و يجبره يوافق و يسكت الدنيا ماهي نفسها القديمه ، ابوي كبر
توق رفعت حاجبينها:يعني فيه امل فيه امل ينكسر خاطره على موضوع الزواج و الاطفال
ريم:مدري أتوقع فيه أمل
توق تنحنحت:طيب لو رحت له ؟
ريم لفت بسرعه تشد على عيونها:مستحييل ، لا تسوينها
توق:ليه ريم ليه ؟ تغيّر طيب
ريم:تغير بكل شيء إلا موضوعك ، اعطانا كامل حريتنا بكل شيء إلا سالفتك و للان لو شاف أو شكّ بوحده فينا إنها على تواصل معك بيذبحنا
توق بلعت ريقها بغصّه و قامت ريم من أتصل جوالها و لفت توق تناظرها و ردّت ريم:هلا يُبه
وقفت توق بسرعه و لفت ريم بخوف و تقدمت توق ترجعّها تجلس و تأشّر لها تحطه سبيكر و تنهدت ريم تحطه سبيكر ولا تدري وش تبي توق
مسكت توق كتف ريم تناظر للجوال على السبيكر و بكل لهفه تبي تسمع صوته و رجف قلبها من نطق:ابوي انتي وينك يابنتي
ريم اخذت نفس:اتمشى بالممشى
رفع حاجبينه صقر:اي ممشى ؟ انا موجود بالممشى اللي دايم تتمشين به
وسّعت عيونها ريم تلتفت يمين و يسار و توق لازالت تسمع صوته و ترجف شفتيها و تحبس دموعها و ريم لفت تهز ذراع توق و تهمس:تووق
لفت توق لها بعد ماكانت منسجمه و همست ريم:هو هنا
وسّعت عيونها توق و رجف قلبها ترفع كاب البلوفر على راسها و تاخذ كمامه جديده تلبسها و نطقت ريم:وينك انا موجوده فيه
صقر:انتي بإي جهة ؟ انا بالجهة المقابله للصيدليه
ريم:لا انا ورا
صقر عقد حجاجه:المكان هناك خالي وش يوديك له ؟
ريم توترت تلتفت لتوق و توق همست:ماتعرفيني ، و جيتي تساعديني لإن كان مغمى علي اوكي ؟
ريم هزت راسها بالإيجاب تلتفت و ترد:وانا اتمشى شفت فيه بنت مغمى عليها و ساعدتها
صقر:جايك
ريم:لـ لا مافي مشكله اجيك انا
صقر:خليك مكانك انا جاي
قفل و لفّت ريم لتوق:اقولك مايفوته شيء احيانا اروح انا للحديقه ماعمره قال بيجي إلا اليوم سبحان الله !
توق اللي قلبها تكاد تسمع دقاته من هوَل خوفها و رهبتها مُرتبطه بمشاعرها بشوفته بعد هذا الوقت ، و ٧ سنين ماهو وقت قليل لكن رغم ذلك مانسّاها ريحة عطر ابوها اللي من جاهم و ريحة العطر شمّتها و هي منزله الكمامه و منزله راسها تخفي وجهها
رجعت تلبس الكمامه بسرعه من شمّت ريحة العطر و تدفّقت بقلبها مشاعر أكبر و أعمق و ما حسّت برعشة جسدها المخيفه إلا يوم تقدّم قدامهم و تحسّ بوقوفه و سمعت صوته:سلام
ماردّت تتمسك بقبضة يدها و تستوعب موقفها بعد هذي السنين ، اخر مره لـ لقاهم كان لحظة سبب جرح بحاجبها من ضربه لها
و اليوم يوقف قدامها يجهلها يجهل إن هذي بنته اللي من لحمه و دمّه ، لف صقر لريم مستغرب ليه ماترد و نطقت ريم:هـ هي كذا من اليوم احاول اخليها تتكلم و رافضه
صقر ناظرها:وش اسمها ؟
ريم سكتت لثواني و نطقت بتوتر:ما ادري
صقر انحنى يبي يناظر وجهها و هي لازالت تتصدد و ماتبيه يشوف لون عيونها اللون اللي كان سبب لـ حبّه و غلاها بقلبه ، نفسه اللون اللي وعدها وهي صغيره تروح البحر هي ويّاه عشانه ، كبَرت و صار عمرها ٢٥ و لازالت تنتظر الوعد
وقف يلف لريم:ابوي انتي وش يجيبك أماكن زي هذي ؟
رجفت توق تسمعه تسمع حنيّته ! الحنيه اللي ماتعودتها ولا عرفتها عليه ، الحنيه اللي ماذاقتها بيوم ولا شافته بيوم يتطمن زي كذا ، لطالما كان يضرب و يهاوش على الغلط مايعرف الهداوه و التفاهم ، من حدّة قساه انصدمت و رجف قلبها من حنيته
رجف قلبها من إن اللي قدامها أبوها الممتلي حنيّه على الكل ! إلّا عليها
نطقت ريم:بتمشى بغير جو شويّ
صقر ضحك يتقدم و يرفع يده على كتف ريم و يلف للحديقه يأشّر على الألعاب و يضحك ، رفعت انظارها توق تشوفه واقف قدامها هو و ريم و مقفّين و هو رافع يده على كتفها ، نزلت دموعها بصمت و هي وراهم تناظرهم و نطق صقر:كنتم هنا ، تتهاوشون و تضربون العيال عن المراجيح من حبكم لها
ريم ناظرت و عقدت حجاجها و كمّل صقر يأشر على لعبة الدوّار:وهنا كنتم تدوخون الوغدان و ترجّون مخهم ماتوقفون أبد
ريم:بس يُبه ماكنت احب المراجيح ، و ما كنت اركب بالدوّار لإني اخاف منه
صقر لف لها:ايه اجل صِبا
ريم تنهدت تتكتف:توق
لف صقر تتلاشى إبتسامته و توق اللي فزّ قلبها من طاريها تناظرهم و نطقت ريم:توق اللي كانت تتهاوش دايم مع العيال بالمراجيح و تجي انت تعتذر لأهاليهم لإنها ضربتهم ، توق اللي كانت تتعبث بالدوّار و داخو طفلين بسببها
صقر تنحنح يبتعد و يحك دقنه:مشينا للبيت ؟
ريم:بروح بسيارتي الله معك
مشت ريم من عنده للخلف و نزلت راسها توق بسرعه تحس برعشة جسدها و تبلل الكمامه من هَول دموعها ، فركت أصابعها ببعضهم تستوعبه واقف محله و ريم تركتها تستوعب إنه يذكر للان ذكرياته معاها و ما نساها ، لليوم يجيب هالطاري و رفعت يدها على قلبها تحس بدقاته و بفرحتها لهالسبب
سمعت تنهيدته و هو يناظر الالعاب و هي تنتظر منه أي كلمه اي شيء عنها تبي تعرف شعوره تجاهها بعد هذي السنين ، رغم انها تدري الإجابة واضحه و تدري إنه مو راضي عليها ولا يمكن يرضى لكن لازالت تتأمل كل دقيقه كل ثانيه كل ربع ثانيه ! إنه ممكن يحنّ
مشى من قدامها يجرّ خطاويه و رفعت رأسها تشوفه يمشي و تذكرت و هي صغيره يوم كان يتمشى بنفس هالممشى و هالمكان و كانت من ابعّد مرجيحه تلاحظه و تناظره و تنزل بلهفه تركض تناديه و يبتسم لها من تجيه و تحضنه ، هي تحلف يمين إنها ما ارتوت من حنانه إلا وقت طفولتها لإن ربعه حنان و نصفه قسى
مشوا و بقت لوحدها محلّها تصارع افكارها ضياعها تشتتها ، تخاف تترك اللي بدت فيه و تنصدم بإنه محد يستقبلها و تخاف ماتترك اللي بدت فيه و تنصدم كلهم ينتظرونها تتركه
غمضت عيونها تبكي و تحط يديها على وجهها تبكي و تبكي ، بتعب بألم بكل شعور قاسي شافته اليوم
و مشت تركب سيارتها ترجع للفندق و دخلت الغرفه تنزل عبايتها و البلوفر و كمامتها و لفت من اتصلت عليها اصايل:أيش
اصايل:بسم الله شفيه صوتك ؟
توق:مافيه شيء ، احجزي لي برجع لتبوك
اصايل:فيك شيء توق ؟ محتاجه شيء ؟
توق:اصايل والله مافيه شيء ، احجزي لي و بس
قفلت الجوال ترميه على السرير و تغمض عيونها تحاول تنهيّ هذا كله بالنوم ، النوم فقط
و كإن نومتها ثقيله و طويله ماصحت إلا ثاني يوم ١٢ ليلًا و فتحت جوالها على إتصالات عمها رمَاح و عقدت حجاجها تترك الجوال و تقوم تتروش تستوعب إنها نامت مُدة طويله
خرجت من دورة المياه تتقدم لجوالها و تنهدت تشوف إتصالاته و همست:عشان الشركه أدري
رمت الجوال تجفف شعرها و هي تفكر طوال الوقت بموافقتها ، تجهل الشخص تجهل ابوه تجهل مين هو ولا يهمّها خصوصا بعد كلامها مع ريم ، كيف صار كل همها تتزوج ! و هي اللي أساسا مقرره ترفض ! لكن لعلّ و لعسَى يكون زواجها سبب للفرج
مابين أي و لا مابين الرفض و القبول انهت كل افكارها بإنها توافق و مسكت جوالها تفتح الواتس و جمد وجهها تشوف رماح مرسل:عطيتهم خبر ، قلت لهم إنك موافقه مانبي نماطل
رفعت حاجبينها بصدمه تناظر الشاشه تستوعب كيف عمها تحوّل لهذا الشخص اللي ماكانت تبيه يكون بيوم هو ! ليه و هذا سؤالها الوحيد ليه ؟ عبء على خواتها و بتصير عبء حتى على عمها ! غمضت عيونها تصرخ و رمت جوالها بالأرض و انكسر نصف الشاشه و هي ترجف و صرخت:انا واافقت الموافقه جت مني ! ليه ليه صرت كذا ليه ؟ وش غيّرك ؟ ولا طلعت حقيقتك ؟ كنت مخدوعه ؟
بكت مجددا بإنهيار:ااااهخ
ماتدري ليه خدّها مايجف من هوّل دموعها لهالموضوع ، هي طول عمرها صلبه ولا يكسرها شيء ليه هالموضوع بالذات قادر بإنه يبكيها دهَر و ليالي ! ليه هالموضوع يقدر يمحي هذا الجليد لنار تكوي هذا الجليد و تذوبّه و تظهر عُمق الجليد ،و ما فيه بإعماق الجليد إلا براكين و حُمم منصهره و حُطامات و جروح مفتوحه مايخيطها سلك و إبره ، ولا يداويها طبيب ، ولا يفهم لها فهيمّ
لملمت جروحها توقف تستعد لهذا القناع السعيد اللي تلبسه و تبرز ملامحها السعيده ولا كإنها كانت بالداخل منهّاره ، لبست و خرجت للمطار و اثناء مشيها لاحظت الطقس اللي غيّم و الرياح اللي هبّت هذي هبَت المطر اللي كانت تكرهه ولا تحب طاريه ، زفرت بقلق لإنها ماتحب المطر ولا تبي توصل و الدنيا مُبلله و هي بنفسها مُبلله من المطر
ماهيّ إلا ساعات و وصلت تبوك و نزلت في تمَام الساعة ٤ صباحًا
نزلت متوجهة لبيت رمَاح و وصلت تدخل تناظر السماء هنا ايضا مغيّمه و كإنها بتمطر و تأففت تدخل للداخل و ناظرت عبير اللي تناظرها من بعيد و تقدمت توق عندها:سلام
عبير وقفت تسلّم و تجلس بصمت و عقدت حجاجها توق بعدم فهم لحال عبير اللي ماتعوّدتها كذا و لفت من نزل ابوها رمّاح:ياهلا يابنتي
ناظرته توق و كإنها تعاتبه بنظراتها لتغيّره اللي ماظنته ولا توقعته منه ، ماتوقعت هالفعل منه هو اليد اللي حنّت عليها يوم ابوها تبرّى منها هو الذراع اللي ذرتها من هوَى البرد يوم ابوها ازالها من كرت الاُسره ، ناظرت عيونه و بعيونها لو قرا عيونها بيقرا سؤالها " ليه " تقدم يناظرها:جيتي
توق:قل من وين جيتي لو يهمك
مشت من قدامه تتركه بصدمته و وقفته و عبير وقفت مصدومه تناظر توق اللي كانت دايم ترحّب بأبوها و تعزّه ! كيف تخطته ولا سلّمت عليه حتى !
عبير تقدمت:وخزيااه ياعمي علامها بنتك ؟
رماح:تعبانه و ما الومها
صد يتنهد و ناظر قطرات المطر على الشباك و نطق:ماشاءالله امطار خير و بركه
عبير ناظرت لتهربه و استغربت تصد
♒︎
اليوم الثاني و في موُعد الخطبه الرسمية
الساعه ٥ م
واقف رماح قدام باب غرفة توق و متردد ما بين إنه يطرق الباب او يتراجع و بعد ماتشجّع طرق الباب:توق
طرق الباب مره ثانيه و تقدمت من خلفه تمسك كتفه و لف:انتي هنا ؟ مو بالغرفه ؟
توق لبست ساعتها:لا كنت اتكلم مع الخَدم وش يقدمون من اصناف
ناظر رماح لـ فستانها الأسود اللي لابسته و عرف انها تجهّزت و ما تجاهلته:انا يمكن ما ناقشتك انهم اليوم جايين يخطبون ، الصراحه ماكان فيه وقت
توق:شفت رسالتك اليوم الصباح و عطيتني خبر و تجهزت على كلامك ، و قالت لي امي مها
أنت تقرأ
الزهر ما له رماح تصيب و تصيد
General Fictionحسابي في الأنستقرام ؛ rciwei - » لا اُبيح نقل الرواية أو إقتباسها « قد يُعرضك نقل أو إقتباس أو سرقة الرواية بدون إذن من الكاتبة إلى المسائلة القانونية .