{ تهويدة الموت }

104 49 16
                                    

{ 10 }

~ ♪⁠ ~

" لما .. لما تركها ترحل بهذه البساطة ؟! " قالت بغضب و حقد غير مبرر ، حتى بدت عيناها كشرر متطاير .

ردَّت بهدوءٍ بينما تُحرك أصابعها على حافة فنجان الشاي الصغير الذي غمر يديها بدفئه :

" ما الذي جعلكِ تكرهينها إلى هذا الحد يا روزالين ؟ "

" هاه ! ع..عذرا ؟ ألم تَرَيْ نظرات سيزار لها ؟! لقد كان معجبا بها تماما "

ابتسمت جوديث ببرود و قالت :

" سيزار ينظر هكذا لكل فتاة ير..."


قاطعتها روزالين بعد أن وضعت فِنجانها الفارغ على الطاولةِ بقوة حتى كاد ينكسر بين يديها و وقفت ثم قالت بغضب :

" أنا لن أتركها و شأنها ... لقد أهانتني و قالت أني قد أرمي بنفسي في أحضان أي رجل قذر "


" هل تعتبرين تلك إهانةً ، بينما تعملين في بيت هوى ! ، هل فقط لأنك تحبين سيزار و هو لا يُطيقك ؟ " قالت بنبرة ساخرة بينما ظلَّت هادئة تماما رغم الموقف المشحون .


لم تحتمل روزالين مزيدا من ذلك الحديث المُهين ، فَزَمَّرَتْ بكلماتها الحاقدة و خرجت بعدما غَلَّقت الباب خلفها بقوة أوشكت على لَحْمه ، تاركةً وراءها صمتا ثقيلا ...

( يا لها من فتاة ... رغم ذلك فتصرفات سيزار غير مفهومة أبدا ) قالت جوديث في نفسها بينما كانت غير مرتاحة تماما بسبب المحادثة القصيرة مع روزالين ... ثم خرجت من غرفتها و اتجهت نحو غرفة سيزار بعد أن خالجها شعور بالفضول نحو تصرفاته الغريبة اتجاه دومينيك ...

وصلتْ غرفته ، وقفتْ أمام بابه للحظاتٍ ، ثم طرقت عدة طرقاتٍ رقيقة ...


ثم تسلل إلى أذنها صوته المُلَحَّن :

" تفضل أياً من تكون "

قابلها بابتسامة غمرت ملامحه الماكرة و قال :

" جوديث ..! من يراكِ هنا معي قد يظن أنكِ شبح قد زارني ، من قلّة زياراتك "

ثم اقترب منها بخطواته الشغوفة ، فنظرت نحوه بجدية بينما عبست في وجهه ثم قالت :

" الزم مكانك سيد كلاين ! "

فنظر بضجر مفاجئ و زفر ثم قال:

" اسمي سيزار فقط ... سيزار فحسب "


ثم أردف قائلا :

 vision || رؤية ما لا يستطيع الآخرون رؤيته حيث تعيش القصص. اكتشف الآن