الرجل الآخر

145 14 32
                                    






تغاضوا على الأخطاء الإملائية لأن كتبته مستعجله







في احد في زنزانته الباردة والمظلمة كان الجاسوس مرمياً على الأرض الصلبة يلتف حول نفسه ويحتضن قدميه محاولًا تدفئة جسده الذي بدأ يفقد حرارته بسبب الأرضية الرطبة  اللتي تجمد عظامه و تلك الجدران العالية تحبس الهواء وتبقيه محبوساً في هذا العدم الكئيب كانت عينيه نصف مغمضتين و يرهقها الظلام ويثقلها التعب بينما تتراقص أمامه ظلال الصمت الثقيل الذي يملأ المكان..،

بدأ رأسه ينبض بألم حاد يتصاعد مع كل لحظة و نتيجة البرد القارص ونقص الطعام والماء كانت معدته تتلوى من الجوع ولكن الألم الجسدي لم يكن الأسوأ كانت عقله يتأرجح بين الذكريات والخوف بين لحظات الحرية التي عاشها وبين هذا القبر الذي بات يقيد حركته وأفكاره..،

يحتضن نفسه اكثر و بصوت متعب متقطع بسبب البرد، تمتم الجاسوس إلى نفسه باللّغة الفارسية محاولًا الحفاظ على بعض الأمل: "متأكد أنهم سوف يخرجونني من هذا المكان... كل ما حدث كان خدعة من العراقيين. لقد أجبروه أن يقول إنه كان قادمًا للتخلص مني...إيران الحبيبة لن تتخلى عني"

ساد الصمت لوهلة، بينما كان ينظر في الفراغ أمامه. لكن شيئًا في عمق عينيه كان يشير إلى بداية سيطرة اليأس عليه إذ أدرك أن الأيام تمر دون أن يشعر بأي بادرة إنقاذ بصوت أكثر تأثرًا وهمسات تفيض بشيء من الحزن " صحيح أبي لم يتخلَّ عني أيضًا..."

تحركت ذكريات قديمة في عقله وللحظات الحبيبه إلى قلبه قد غرق في صور عائلته وحياته السابقة متشبثًا بخيط واهٍ من الأمل بينما كان الألم والصقيع يتسللان إلى أعماقه شيئًا فشيئًا.

كان يشعر أن الزنزانة تضيق عليه أكثر وأكثر وكأن جدرانها تحاول ابتلاعه يسمع صوت خطوات بعيدة تقترب، لكنها تتلاشى قبل أن تصل و تاركةً خلفها بقايا أمل زائف بالخروج..،

يراوده احد ذكرياته العظيمه على قلبه تذكر آرش لحظة عزيزة على قلبه لحظة من أيام الطفولةحين كان ينتظر عودة والده بفارغ الصبر. كان والده جنديًا شجاعًا ( وجهة نظره الخاصه ) يعود من العمل بزيه العسكري المغبر وعيناه تلمعان بالقوة والتفاني و فور رؤية والده من بعيد كان آرش يركض نحوه بكل ما أوتي من طاقة و يركض حتى يلقي نفسه في حضن والده..

ضحك الأب بصوت عالٍ ويده الخشنة التي اعتادت السلاح تمسح على رأس ابنه بحنان ابتسم الأب وأخرج قطعة حلوى من جيبه و يعرف أنها أكثر ما يسعد قلب آرش الصغير عيني الطفل تلمعان بالفرح وابتسامته تتسع جيث يعانق والده بقوة أكبر وكأنما يخشى أن يفلت منه.

كانت تلك الحلوى أكثر من مجرد طعمٍ حلو كانت رمزًا للحب والأمان لروح والده الصامدة التي كانت تحيطه بالدفء وكل شيء يبدو بسيطًا وجميلًا في عينيه..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إستجوابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن