السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللعنة بمعناها الشامل المتضمن الطرد من رحمة الله تعالى تمثل أحد مظاهر هذا الاندفاع المذموم الذي تصدى له النبي -صلى الله عليه وسلم- في منهجه التربوي بالعديد من المناهي والتوجيهات، فيقول عليه أفضل الصلاة والسلام:
"إني لم أبعث لعانًا وإنما بعثت رحمة" [مسلم]
"لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا" [مسلم]
"لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بالنار" [الترمذي]
"لا يكون المؤمن لعانًا" [الترمذي]
"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" [الترمذي]أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" [مسلم].
فعن جرموزا الهجيمي قال: قلت يا رسول الله أوصني قال: "أوصيك أن لا تكون لعانا"
وعن ابن عباس أن رجلا لعن الريح عند النبي -صلى الله عليه وسلم فقال-: "لا تلعن الريح فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه" [الترمذي].
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها" [أبو داود].
ركز! رجعت إلى قائلها.
ولعل في هذه الكثرة من الأحاديث النبوية ما يؤكد على خطورة أمر اللعنة، وضرر المجازفة الحمقاء في طرد الآخرين من رحمة الله في غرس معاني الكره والنفرة في الوقت الذي ينبغي أن يكون فيه المجتمع الإيماني متماسكا برباط المودة والحب، أفراده كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
في أمان الله وحفظه ورعايته
أنت تقرأ
معًا للأفضل
No Ficción• كل ما يوجد في هذا الكتاب فهو منسوخ ولا أقم بكتابته بنفسي. ومن يريد مشاركتنا في هذا العمل الخير فأهلًا بك معنا. يمكنك مشاركة الأحاديث والمواضيع وإرسالها لي حتى أقوم بنشرها هنا. الكاتبة ومصممة الغلاف: ميَّ خالد مليحة.