اسم العمل: ليلياس
اسم الكاتب: خولة أعبيد
طابع العمل: قصة
التصنيف: دراما، ديني، عاطفة
النبذة: زهرة تمثل عطرها بفتاة أنارت الطريق لشاب أهلكته الحياة الدنيا، فاحت بنورها داخل قلبه، فارتد إليه إيمانه.
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
الفكرة: تناقش هذه القصة فكرة بعث الإيمان مجددًا في ارواح تناست وجود الخالق ولو مؤقتـًا، فنجد بطل القصة يبتعد بأهوائه عن ذكر رب الخلق، وهو ما يحدث مع معظمنا حين تشغلنا الحياة الدنيا، والله غفور رحيم لمن يرجع إليه ويطمع في رحمته...
ولا ننكر أن اغلبنا حصلنا على إشارات كتلك الإشارة التي حصل عليها بطل القصة، والذي رده إلى سبيل الصواب، فتجد غالبيتنا ممن تبوح لهم هذه العلامات بضرورة الرجوع إلى الخالق، ورد النفس إلى موجدها ردًا جميلاً، وأسال الله أن يردنا إليه ردًا جميلا.
وذلك ما لامس قلبي، إذ اقتضت الفكرة الأساسية بطرح المشكلة بطريقة سلمية لطيفة، نبعت من شدة إيمان الكاتبة...
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
اسلوب السرد: لم يتميز اسلوب السرد بتلك الصياغة الحيوية المطلوبة في فئة القصص، وخاصة الدرامية، بحيث اضطررنا لقراءة المزيد والمزيد حتى استطعنا الاندماج فيها وذلك بعد اذ وصلنا لمنتصف القصة حرفياً، وهو منعطف الأحداث الذي اصطدمنا به، والذي لن أرغب في حرقه.
قصة كهذه، ذات طابع درامي وديني ينبغي لها أن تكتب بأسلوب بلاغي شديد لا ينجلي في أي تكرار، أو كليشيات، مثل ( اشرقت الشمس، روتين معتاد من الأيام، مرت الأيام بشكل عادي، تسللت خيوط الشمس )
والأهم من ذلك، أنفصل دماغنا وخيالنا عن القصة تماما ما أن قالت الكاتبة ( ذلك الشاب حسن )، فبداية أي اندماج للقارئ ( المحنك ) ولا أذكر العادي، ينبغي للكاتب أن يسرد بأسلوب يشير للشخصية بطريقة غامضة أولاً ويمكنه ذكر اسمه لاحقـًا بحيث يدمج ما بين الوضوح والإبهام بصفة لا إرادية.
المشكلة أننا واجهنا ضعفًا شديدًا في بنية السرد، التي من المفترض أن تعبر عن مدى جلاء بلاغة الطابع الديني الذي تحويه هذه القصة، بالإضافة إلى أنني انفصلت عن القصة في عدة مواضع بدى وكأن الكاتبة تتحدث مع نفسها حين تصف بعض الخواطر، التي كان من شأنها أن تؤثر فينا لكنها لم تفعل!!
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
قالب السرد: لم يلائم الطابع الديني، ولا الدرامي، لم تتمسك الكاتبة بوجوب حيوية العبارات التي تختارها، وقد تضمنت السطور بضعة كليشهيات لم نستطع هضمها، فالأفضل لو استعانت ببعض التلاعب في اسلوب كتابة الجمل أو الأفعال إن لم تكن البلاغة في جعبتها.
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
طابع الوصف: توقعنا أن يكون وصفها فائق المرونة، لكننا لم نستسغ غالبيته، إذ تغيب ذهننا عما كانت تود الكاتبة إيصاله باللهجة الصريحة البعيدة عن التكلف، لكن التكلف والمط في الوصف للأسف اتخذ موضعه بالفعل بين السطور.
وعلاوة على ذلك، صار للتكلف مكان في الوصف، إذ عمدت إلى الإطالة والمط، وبالغت في وصف بعض ردود الأفعال بشكل لم يتناسب والموقف، مثل رد فعل الصدمة حين وجد الفتاة تختبئ خلفه وتسترق السمع.
فمصطلح ( الصدمة ) بحد ذاته يصف فعلًا شديد الوطأة، وأمكنها الاستعاضة عنها ب ( تفاجأ من وجود )، وليس ( صدم مما رأت عيناه )، ذلك أمرٌ مكلف وشديد المبالغة!
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
الشخصيات: كوصف شخصيات مناسب للقصة، إذ أنها تعمقت في شخصية حين وليلياس مما أدى إلى إبراز جوانب مهمة في حيثيات تكوينهم على الورق، لكننا لاحظنا إهمالها الشديد لأبعاد الشخصيات الأخرى مما كان يتوحب أن توظف الضرورة في ردود بعض الأفعال المهمة، مثل لحظة اتصال حسن بخطيبته، فلم نستسغ اهمال وصف شعور الفتاة تلك اللحظة حتى وان كانت لن تتوسل به ولن تظهر ضعفها تجاهه، لكننا بشر ولسنا بحجر لكي نخفي مافي قلوبنا، لذلك ارتأيت لو ذكرت شعورًا ناميًا عبر تلك المكالمة، أو حتى إعادة الخطبة.
نعلم تمام العلم أنها قصة، لكن للضرورة أحكامها، حوار صغير يضفي معنى كسر القلب بطريقة أشد وطأة من ذلك كان ليصبح كافيـًا إلا أن المشاعر بقرائتنا لتلك المشاهد التي وكما يبدو أن الكاتبة تعمدت الاستعجال بها، لم تصل إلينا كما هو مصور في عقلها للأسف.
فضرورة القراءة لا تعنى بالأحداث وحسب أو الفكرة، بل هضم اسلوب الكاتب يجب أن يعلو كل ذلك.
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
أبعاد الاحداث: استعجال واضح في الاحداث الأخيرة، وكأن الكاتبة ارادت إنهاء القصة على مضض، إذ أطالت الحوارات التي لم يكن لها من داعٍ، وكان باستطاعتها تضمينهم في السرد ومنح مساحة أكبر للمشاهد التي كان من المفترض بها التأثير في قلوبنا، لكن لم يحدث للاسف!
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
لغوياً: جل من لا يسهو، لربما وجدت خطأ أو اثنين في الإملاء، ولكنها حرصت في ( بعض ) المواضع على استخدام لغة سرد قويمة، ذات مفردات تقدم أكثر من معنى.
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
إعدادياً: حرصت الكاتبة على الفواصل، لكنها بالغت في استخدام علامات التعجب في مواضع لم تستوجب ذلك اصلا، مثل ( شكرا لك يا عم! ).
⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯
ملاحظة للكاتب: إطلعي على مزيد من الأعمال العالمية، التي تعنى بذات الطابع الذي تضمنه قصتك، ولا تكفي النصيحة والتعليمات وحسب، فأسلوب السرد والوصف لكل فئة له منهاجه الخاص ولا يجب الاكتفاء بالنصائح وحسب!، بل استمرار الاطلاع على كل ما هو مثرٍ لموهبتك لصقلها.