عرافة التاروت

28 10 6
                                    

اسم العمل: عرافة التاروت

اسم الكاتب: مصطفى انور

طابع العمل: قصة

التصنيف: ( أدبي، فلسفي )

✏️ نبذة: تجربة لشاب يائس مع عرافة تاروت تنبأت له بمستقبل انقلب ضده!

✏️ الفكرة: اذا اجتاح الخوف من المجهول قلب أحدهم، وضعف ايمانه، سيلجأ إلى حيل وبدع وخرافات غير مسؤولة، على أمل أن تنير ولو جزء من طريقه، أو قلبه أو حتى أفكاره المتشابكة.

آدم، وفي تجربة فريدة من نوعها مع عرافة التاروت ياسمين، أبدى بوضوح ومنذ بادئ الأمر، انعدام إيمانه بخرافات العرافين من اوراق التاروت وقراءة الفنجان والقبة الزجاجية والأبراج والطالع وما إلى ذلك من اختراعات يصورها العرافون وتصدقها عقول اليائسين!

إلا أن ضعفه الشديد الذي يصوره عقله الباطن، جعله لا يقدر على مواجهة أي من العقبات التي تعصف بحياته وتضعف إرادته وتسلبه أبسط حقوقه، ألا وهي السعادة أو راحة البال، فما من بشر لا يحلم بهذين العاملين لأن يتحققا ويحصد ثمارهما، وما أثار فيه الشعور بالطمأنينة والحاجة للمزيد من الايمان بكل ما قالته ياسمين، هو نفسه الأمارة بالسوء...

إذا صار لا يتخذ قراراً إلا ويشبع فضوله بتنبؤات عبثية عن تبعاته ليرغم عقله اليائس على تصديق كلماتها الرنانة التي كانت تلقيها بكل ثقة على مسامعه واوتار قلبه، حتى انقلبت الأمور كلها ضده...

تناقش القصة بشكل عام حيثيات هذا العبارة الصحيحة التي اشتهرت على ألسنة الناس ( كذب المنجمون ولو صدقوا )
ترى في أعينهم الثقة الشديدة التي لا تقبل الشك، واليقين الذي يخلب أحاسيسك، فلا تتوانى مطلقاً عن تكرار الأمر كلما اشتهت نفسك الفضولية الضعيفة لتكرار التجربة...
وبذلك توضح هذه القصة بشكل أثيري تبعات تصديق ما لا يصدقه العلم او النفس البشرية المطمئنة الرزينة، وما لا يعلم غيبه الا الله.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

اسلوب السرد: تخلخل اسلوب السرد كثيراً بسبب كثرة استخدام الكليشيات، بالإضافة إلى تكرار مبالغ به الى حد منفر بعض الشيء للمفردات وحروف الربط، ولم يضمن الكاتب أي صياغة لغوية حيوية في نصوصه.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

قالب السرد: قصصي، وغلبت عليه بعض الافكار الفلسفية والخواطر التي لم يتم تنسيقها بشكل جيد، اذ ان غالبية النصوص لم تتفق والتوقيت او المشهد المناسب لها.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

طابع الوصف: امتاز بالتكرار الشديد لغالبية النصوص، وكأن الكاتب يريد بذلك التأثير في القارئ لكنه اخطأ التصويب واستعان بالتكرار وحسب، اذ لاحظت في العديد من الصفحات، إعادة كتابة نص يحمل نفس الصيغة ونفس المعنى لما قبله، لا استطيع استفهام الغرض من هذا التكرار تحديداً، إلا أن وجوب الصياغة الحيوية للغة الكاتب والعبر التي يرغب في تقديمها من خلال نصوصه كانت ضرورية لكي يتمكن من طباعة اية فكرة او مبدأ في عقل القارئ.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯

الشخصيات: تميزت الشخصيات بأبعاد نفسية عديدة وتحلت كل شخصية بمبادئ وقيم تتفرد بها عن بعضها البعض، لكن الكاتب لم يوفق في إبراز الشخصيات بطريقة منفصلة في السرد عن سواها، بل اكتفى بسرد ماضي وحاضر كل شخصية على حدة بشكل تفصيلي شامل وكأنه يشرح كتابا ما.

لم يمنح اي شخصية مجالها وحيثياتها في التصرف او التفاعل، ولم يتمكن سوى من خلق الابعاد النفسية فقط لكل شخصية، طبعا العمل غير روائي، بل قصصي، من الأدب الفلسفي الذي يعبر عن بعض الافكار والتبعات المناهضة لهذا الجيل ولما بعده، لكن حتى القصة لها طابع مميز في إبراز كل شخصية، إذ يجب منحها التكامل في كل تصرف وردة فعل، وليس في الحالة النفسية التي تعتبر امتدادا لبعض المتغيرات الحياتية.
وهي امر هام بالطبع، لكنها بالتأكيد ليست كافية لخلق اي شخصية على ورق من لحم ودم!

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

أبعاد الاحداث: امتازت الاحداث بتشابك عاطفي ودرامي شيق في اطار فلسفي بحت، إذ تفردت الأحداث الأخيرة بمشاعر تهز قلب القارئ عاطفياً، وتجعله يتعاطف مع ابن آدم تارة، وتارة اخرى يلوم اعتماده على خرافات عبثية وتصديق ما ليس له به علم وهو شرك بالله.
واوضحت فكرة وعقبات الامور الوخيمة التي تؤدي الى الضياع الكلي حين اثارة العقل بافكار وردية خيالية، ومن ثم الاصطدام بواقع مؤلم شديد الوطأة، فيهشم قدرته على التعامل مع الامور الكارثية، مثل الموت او الفقدان.
وهو ما استطاع الكاتب ابرازه حرفيا، اذ بين بوضوح من خلال سلسلة احداث كيف اصبح قلب ادم ليناً وهشاً عندما صدق العرافة في كل خطوة، ورسمت له آمال خيالية، فسقط من اعالي السماء التي حلق فيها وارتطم بالارض بقوة اهلكته، لدرجة انه لم يعد مستعدا للتعامل مع الفقد او الموت ربما لفترة طويلة.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

لغوياً: أرى ان يعيد الكاتب صياغة قصته، فدار النشر التي تعامل معها تعتبر من اغلى دور النشر، وبذلك يجب منحه مدققا محترفاً للتعامل معه لغويا وقواعديا، إلا أنني اكتشفت اخطاء املائية كارثية لا يمكن التغاضي عنها، بالإضافة للقواعد. وكما ذكرت آنفاً، فان نصوصه لا تتميز بأي صياغة لغوية احترافية، وذلك يبرز ان الكاتب لا يزيد عن كونه ( يعرف ) اللغة العربية وحسب!!! ، وليس محترفاً بها.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

إعدادياً: تنسيق الدار سيء جداً، اذ وضعوا بعض الجمل بين " " قوسين كهذين، ولم يهتموا بالتنسيق الاحترافي، الذي يمثل العمود الفقري لأي عمل.

⋯⋯⋯⋯⋯⊱⊰⋯⋯⋯⋯⋯

ملاحظة اخيرة للكاتب: ارجو منك دراسة المزيد من اساليب السرد القصصي والتفريق بينه وبين الروائي والفلسفي والعديد من التصنيفات الاخرى، لتقرر متى يجب الاسهاب في الوصف ومتى يجب اختصاره كلياً، وارجو منك الابتعاد عن اي اعمال عربية حديثة المنشأ.

✏️ مقالات_مدرسة الأدباء ✏️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن