البارت الأول

118K 1.8K 1.1K
                                    

راح أذوقكْ مُر جحيمكْ إللي عيشتني فيه ..
-

أنا ... معاذ و اليوم بالضبط دخلت ال ٢٢ سنة ، أي إنسان في عمري
راح يكون خريج جامعة أو على الأقل موظف ، و لاحظوا قلت إنسان
، أيه أنا مو من البشر ، لا يروح بالكم بعيد كوني حيوان
أو جن والعياذ بالله ، منظور المحيط إللي أعيش فيه أنا عبد
، بتقولون زمن العبيد أنتهى و ما في فرق بين البشر
و الكلام هذا حرام و.. و.. و.. بس هالكلام منتهي هنا ، جدي اللي جا مع حجاج مكة
قبل عقود ما رجع معاهم ، لا تسألوني من أي دولة أصلي لأن أبوي ما قال لي لأنه نفسه


ما يدري ، تزوج من جدتي اللي حالها من حاله و كذا النسل في عايلتنا من أحياء مكة
الفقيرة مسكني ابوي مع امي و انتقلنا لجدة ، لقصر كبير ، بلا حدود بس عشنا
في أظلم بقعة فيه مثل حالنا من العبيد ، ننظف اوساخهم و نحمل اغراضهم و نتوارى عن اعينهم
لون بشرتي ما صارت سواد من حال باقي اقراني و هذا اللي فرح امي كون سمرتي
حلوة ، بس كوني بلا أصل بلا جنسيه مثل الهائم فوق زبد البحر ينتشل و ينرمي ، لا دراسه
و لا حياة ، دخلت هالقصر من كمل عمري ٦ سنوات و بعد كم يوم بس من دخولنا
جاتنا احنّا العبيد وليمة كبيرة من كل أنواع الأكل ، عندها أمي استبشرت خير في
هالحياة و السبب وصول اول ولد لهالبيت ، البيت ! عذراً هالقصر بكل خدمه و غرفه
وزواياه و حديقته الأشبه بمدينة مصغره مكونة بس من زوجين رزقهم ربي ولدهم الأول ،



هالنمط من الناس اللي تحشي بطنها من الجشع اللي فيهم ...
و جا نادر اللي ما طاحت عيني عليه اشوفه إلا بعمر ثلاث سنين ، كان النغيض مني تماماً
شكلاً و حياةً ، المدلل كانت علاقتي فيه نوعاً ما جيدة لين بلع تسع سنين ، امتلأ راسه
بسموم تفكير محيطه ، منو العبد ومنو السيد ، صار يشوفني كحشرة او حيوان ينداس عليه
يصرخ عليه و ما يرد و يتفل عليه و مجبر ينزل راسه .... الحين دخل الثانوية و أخلاقه انحطت أكثر ..
شرودي هذا قاطعته أمي ..
بهمس وهي تطالع حولينها : بسرعه رح المجلس الثاني .. ( هو مجلس اعتاد الأمير نادر يستقبل




فيه ربعه النبلاء من العائلات اللي تعيش في عالم غيرنا ) ..
جاوبت امي بتأفف : ايش فيه ؟ أنتهى وقت دوامي عند الساعه ١٢ انتي ناسيه ؟
مسكت ايدي وهي ترجف : تكفى ولدي حبيبي بلاش مشاكل و شوف وش يبغى منك ..
وش يبغى يعني ، يدور عن كلبه ع شان يستعرض فيه عضلاته كالعادة ..
توجهت للمجلس وفتحت الباب وما أن بان شكلي لهم إلا أنفجروا ضحك زي السكارى ..
نادر وهو يقرب من معاذ : شفتوا شكله ؟ قلت لكم زي النخله بالضبط هههههه
ناصر : ههههه طويل نحيف اسود ما فيه شبه ثاني ؟
معاذ اللي أخذ جرعته من المناعه ضد اي إهانه من مجموعة البزور هذول اكتفى
يطالع فيهم و يتحمد ربه في سره ..


نادر قرب منه ورفس رجله : أجلس ع الأرض وعينك عليها بعد ..
من دون أي أعتراض مع أن الرفسه قويه مع ذلك جلس معاذ وعينه بعد ع الأرض ..
نادر أطلق ضحكة جديده بصوت أعلى : هههههه معاذ أوقف يلا ..
معاذ وقف ولسه عينه ع الأرض ...
عصام : ندوري هذا آلي و إلا ايش هههههه
نادر : هذا خادمي لا لا عبدي احلى مو ؟
معاذ اللي كان هادي رفع عينه لنادر وبدا يغلي حتى لو انقالت له هالكلمة
ألف مرة مستحيل يضل هادي ، اي عبوديه لغير الله هذول لا يهمهم دين و نرجسيتهم
طاغيه ..



تُفاحي الفاسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن