٥. هروب

27 4 3
                                    

في إحدى الليالي الهادئة، حين كان الجميع قد أووا إلى غرفهم، دوّى صوت غريب في أرجاء القصر، أعقبه ضجيج غير مألوف. ترددت الأصوات في أروقة المكان كأنها إنذار غير معلن، مما جعل القلق يتسلل إلى القلوب.

فتح فيكتور باب غرفته بسرعة، عاقدًا حاجبيه بقلق، ثم قال بصوت حازم:
"هل سمعتم ذلك؟ يبدو أن هناك تحركات مريبة خارج القصر."

كان ألكسندر، كعادته، يسهر متيقظًا يراقب الأوضاع، فبمجرد سماعه الأصوات، توجه فورًا نحو غرفة شقيقته. طرق الباب بنبرة جادة قبل أن يقول:
"يجب أن نكون مستعدين لأي طارئ."

فتحت روزالين الباب، وعيناها تعكسان القلق الذي يعتريها، ثم همست بصوت منخفض:
"علينا أن نتحلى بالهدوء، والأهم أن نبقي ايزابيل في مكان آمن."

لم يضِع ألكسندر وقتًا، بل تحرك سريعًا إلى المطبخ، حيث كان يعرف بوجود ممر سري يؤدي إلى خارج القصر. أشار إلى روزالين لتتبعه، وهو يوجه الأوامر للخدم بالتحرك بهدوء، متأكدًا من أنهم يعبُرون الممر دون أن يلفتوا الانتباه. أما الحراس في الخارج، فقد كانوا بالفعل على أهبة الاستعداد لأي مواجهة محتملة.

كان الجو مليئًا بالخوف والترقب، حيث تسللوا بهدوء عبر الممرات الخلفية للقصر، متجنبين الأنظار. كانت الرياح تحمل معها أصوات الثوار وهم يهتفون بشعارات الحرية والعدالة، مما جعل القشعريرة تسري في أجسادهم.

عندما وصلوا إلى حافة المكان المحيط بالقصر، توقف فيكتور وأشار إلى الطريق الذي سيأخذهم إلى المزرعة.

فيكتور بهمس "ابقوا قريبين مني، ولا تُصدروا أي صوت."

كانت هذه الرحلة بداية تحدٍ جديد، حيث كانوا يسيرون في ظلال الخطر المستمر، لا يعلمون ماذا يخبئ لهم المستقبل. ومع ذلك، كان الأمل في النجاة هو الشيء الوحيد الذي يدفعهم إلى الأمام.

بينما كانوا يتوغلون في الغابة، كانت أوراق الأشجار تتمايل بهدوء مع الرياح، لكن هذا الهدوء لم يخفِ التوتر الذي كان يملأ قلوبهم. أصوات الطبيعة المعتادة بدت وكأنها تضج بالخطر في آذانهم، وكأن كل غصن ينكسر تحت أقدامهم يعلن عن موقعهم.

أمسكت روزالين بيد إيزابيل بقوة، وكأن لمسة الأمان البسيطة تلك قد تمنح الطفلة بعض الطمأنينة وسط الفوضى. أما إيزابيل، فقد كانت تحاول التظاهر بالشجاعه، لكنها لم تستطع منع عينيها من البحث عن أخيها أليكسندر بين الحين والآخر، وكأن وجوده القريب يمنحها شعورًا بالسلام.

بعد مسيرة طويلة، اقتربوا من جدول صغير يتدفق عبر الغابة، فوقف فيكتور ليلتقط أنفاسه.

تكلم فيكتور وهو يراقب الطريق خلفهم "سنستريح هنا لدقائق قليلة، لكن علينا أن نكون على استعداد للتحرك بسرعة إن لزم الأمر."

فوضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن