٧.دفء الغرباء

17 4 6
                                    

استيقظت روزالين على شعور ثقيل في جسدها، كأنها لم تتحرك منذ أيام. رفعت رأسها ببطء، ثم جلست في الفراش المتسخ. كان الرمل لا يزال عالقًا بملابسها، والغرفة مليئة بالغبار، كأنها جزء من مكان مهجور منذ سنوات. رفعت نظرها إلى طبق معدني قديم بجوارها، عاكسًا صورتها المشوشة.

كانت تبدو مرهقة،شعرها مبعثر في كل اتجاه. زفرت بضيق، لكنها تجاهلت كل ذلك ونهضت، محاولةً استعادة وعيها.

خطت خارج الغرفة ببطء، لا تزال تشعر بثقل في أطرافها. وما إن نزلت الدرج حتى توقفت في منتصفه، متجمدة في مكانها.

لم يكن هذا المنزل نفسه الذي نامت فيه.

كل شيء كان نظيفًا. الأرضيات التي غطاها الغبار سابقًا صارت لامعة، الأثاث أُعيد ترتيبه، والهواء أصبح نقيًا خاليًا من تلك الرائحة القديمة. حتى الستائر التي كانت شبه ممزقة قد تم استبدالها بأخرى نظيفة. لم يكن الأمر مجرد تنظيف، بل إعادة إحياء للمنزل بأكمله.

"كم ساعة نمت؟" تساءلت بصوت منخفض وهي تحاول استيعاب الأمر.

نظرت من النافذة، فرأت فيكتور في الخارج مع إيزابيلا، يعملان في المزرعة الصغيرة التي تحيط بالمنزل. فكرت للحظة في الخروج والانضمام إليهما، لكن شعورها بعدم الراحة جعلها تتراجع.

تحتاج إلى تنظيف نفسها أولًا.

عادت خطواتها إلى الخلف، متجهة إلى الطابق العلوي مجددًا. وبينما كانت تصعد الدرج، لاحظت وجود شخص ما في نهاية الرواق. توقفت، وقلبها خفق للحظة حين أدركت من هو.

ألكسندر.

كان يقف هناك، يرتدي قميصًا نظيفًا لكنه مليء بآثار الغبار والتراب. كان يمسح يديه بقطعة قماش قديمة، وكأنه انتهى للتو من عمل شاق.

التقت عيناهما للحظة. روزالين لم تقل شيئًا، تجاهلته ببساطة، وكأنها لم تلاحظه.

ألكسندر، بصوت هادئ ولكن ساخر: "أربع عشرة ساعة؟ أحيانًا أشعر أننا نحن الخدم هنا، وليس أنتِ يا روزالين."

توقفت خطواتها، لكنها لم تلتفت إليه. لم يكن لديها رد على سخريته، أو ربما لم ترغب في الرد.

لم يمنحها الفرصة للهرب، اقترب منها بخطوات ثابتة، ثم مد يده إليها بقطعة قماش مبللة، نظرت إليه باستغراب.

ألكسندر، بنبرة جادة: "اذهبي ونظفي غرفتك. لا وقت لنظراتك المتعجبة."

نظرت إليه للحظة، أرادت أن ترد بشيء لاذع، لكن التعب لا يزال يثقل جسدها وعقلها. أمسكت القماش منه دون أن تنبس بكلمة، ثم تابعت طريقها نحو غرفتها، تشعر بإحساس غريب لم تفهمه بعد..

دخلت روزالين غرفتها وأغلقت الباب خلفها، ثم أسندت ظهرها عليه وأطلقت زفرة طويلة. نظرت حولها. كانت الغرفة أقل فوضوية الآن بعدما تخلصت من الغبار، لكنها لا تزال تحتاج إلى الكثير من العمل.

فوضىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن