صمت القلوب الجريحة

12 1 0
                                    

  الفصل الثاني من رواية أحلام ملونة بالدموع

الجزء الثاني: صمت القلوب الجريحة

الفصل الثاني: الذكريات

______________

كانت مريم جالسة في زاوية غرفتها الصغيرة، حيث تدور أشعة الشمس الذهبية ببطء، تسللت عبر النوافذ لتضيء وجهها الشاحب. وعلى الرغم من جمال ذلك الضوء، إلا أنه كان يذكّرها بنقصان ضوء هالة، صديقتها التي غادرت هذا العالم تاركةً في قلبها فراغًا لا يمكن ملؤه. استغرقت مريم في التأمل، بينما كانت تراقب ظلالها تتراقص على الجدران، وكأنها تتجسد فيها جميع الذكريات التي عاشتها.

فلاش باك - ذكريات مؤلمة:

تذكرت مريم الأيام التي كانت فيها وهالة كفريق واحد. كانتا تجلسان معًا في الحديقة، تتبادلان الأفكار والأحلام. كانت هالة تضحك بعفوية، وصوتها كأنه لحن ينشر الفرح في الأجواء. "عندما أكبر، سأكون فنانة مشهورة، وسأعرض لوحاتي في أكبر المعارض"، كانت تقول بحماس، في حين كانت مريم تتأمل فيها بإعجاب.

ومع كل كلمة كانت تخرج من فم هالة، كانت مريم تشعر بشيء يتنامى في داخلها؛ حزن غريب يتسلل إلى قلبها، وكأنها تدرك أن كل هذه الأحلام قد تكون معرضة للخطر. كان من الصعب عليها أن تتخيل عالمًا بلا هالة، ومع ذلك كانت تلك الفكرة تلوح في أفق ذاكرتها.

وفي تلك الليلة الممطرة، عندما انقضت العاصفة، كان قلب مريم ينبض بشدة، وكأنها كانت تشعر بأن شيئًا فظيعًا سيحدث. لم يكن هذا مجرد شعور، بل كان نذير شؤم لم تعرفه من قبل. "أين أنت، هالة؟" كانت تسأل نفسها بقلق، بينما كانت تراقب قطرات المطر تتساقط كدموع على زجاج النافذة.

الآن، أصبحت مريم تترنح بين ذكرياتها المؤلمة، وكأنها تتجول في متاهة لا مخرج لها. كلما تذكرت هالة، تذكرت الفراق. كان الفراق كسرًا للروح، وحرمانًا من كل شيء جميل. كادت أن تغرق في بحور من الأفكار المظلمة، حيث كانت تأمل أن تكون الأيام الماضية مجرد كابوس، لكنها كانت تعلم أن الواقع لا يمكن أن يتغير.

كانت مريم تتجول في ممرات المنزل، محاطة بصور هالة. في كل زاوية، كان هناك ذكرى، تبرز كجرح نازف. "أين ذهبتِ، يا هالة؟" همست مريم، وكأنها تتحدث إلى روح صديقتها، التي شعرت أنها لا تزال موجودة بين الحضور والغياب.

كانت الأصداء تدوي في رأسها، وأحلامها تتلاشى كالدخان. "لم أكن أريد أن أفقدك، لكنك تركتيني وحدي في هذا العالم القاسي"، كانت تهمس بينما كان الحزن يختلط بالألوان. وفي خضم تلك العواصف العاطفية، جلست لتبدأ في الرسم، حيث كانت الريشة تتراقص بين يديها، وتلتقط مشاعرها المتناثرة كأوراق الشجر في الخريف.

أحلام ملونة بالدموع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن