الجزء الثالت من رواية أحلام ملونة بالدموعالفصل الثاني: مرايا الروح
الجزء الثالث: اصداء الارواح
__________________________________في زاوية من العالم تُغمر بالظلام، حيث لا تجرؤ الأشعة الشمسية على اختراق الهدوء المهيب، هناك كهف مهجور يعكس ماضيًا ملبدًا بالأسرار. المكان يُشبه الهاوية، تغطيه الغيوم الكثيفة من الحزن والألم، الجدران تتنفس بأصداء الذكريات المدفونة.
هناك، أمام المدخل، يجلس كائن غريب، يتنفس كأنما يأخذ أنفاس الأرض نفسها. وجهه مغطى بشعر غير مهندم، وعيناه كعيني طائرٍ سجين، تبحثان عن الخلاص. في يده دفتر متهالك، صفحاتُه تحمل آثار الحياة التي مر بها: رسومات مشوهة، تخطت حدود الفهم البشري، وكأنها صرخات محبوسة داخل الإطار.
تجمد الزمن حوله، فكل ضربة فرشاة تأخذ شكل كابوس جديد. يرسم في صمت، لكن في داخله هناك عاصفة هائلة. "أيها الأصدقاء المفقودون، هل ترونني؟" يتحدث، غير عابئ بالواقع الذي يحيط به. وكأنما في حوارٍ حميم مع كائنات ميتة، أرواح تائهة، أو ربما مجرد وهم خلقه الجنون.
لوحاته تحمل معاني عميقة: ألوان قاتمة تتشابك مع رموز غير معروفة. كل صورة كانت تتحدث عن الآلام التي لا تنتهي، عن الذكريات القاسية التي لا تغادر. "هذا الوجه يبتسم، لكن خلفه جرحًا ينزف"، يهمس لنفسه، وهو يُحوِّل الألم إلى أشكال، يسعى لتحويل الصراخات الخفية إلى صور مرئية.
في كل مرة يضع فرشاته، يبتسم بجنون. "أنتم تعرفون ماذا يعني أن تكونوا سجناء في أجسادكم، أنتم تعرفون كيف يمكن للكلمات أن تقتل"، قال، مستنكرًا تلك القسوة التي يعايشها. وعندما يشعر بالحاجة للراحة، يتناول علكة غريبة، نكهة غير تقليدية، وكأنها وسيلة لإخراج مشاعره المشتتة. يشرب مشروبًا غريبًا يتلألأ في ضوء القمر، مزيجًا من الألوان، يتجاوز حدود العقل.
كلما بدأ في الرسم، يُفكر في من كانوا في حياته، وأي جزء منهم يُمكنه رسمه. "هل يرونني الآن؟" يتساءل بصوتٍ خافت، "هل يعرفون أنني هنا، أعيش تحت ثقل ذكراهم؟" كانت الأشباح تظهر في ذهنه، و تجسّد مشاعره المُتأزمة، تهمس له بأن الألم ليس عدوًا، بل صديقٌ يحافظ على توازنه.
إحدى اللوحات كانت تظهر صورة فتى صغير، يحمل نظرة حزن عميق، وقد تطايرت حوله أشكال مظلمة. "أرى نفسي فيك، أرى كل ما فاتني"، همس وهو ينظر إلى الرسمة، وكأنما يعود إلى ذكريات الطفولة الضائعة.
وفي ختام كل لوحة، يشعر أنه يترك جزءًا من روحه على القماش. "سأكون هنا، حتى يُدرك الجميع أن الألم هو جزء من الحياة، وأن السعادة ليست سوى لحظة عابرة"، يؤمن بأنه يحقق نوعًا من الخلاص من خلال الفوضى.
أنت تقرأ
أحلام ملونة بالدموع
Teen Fictionتأخذنا الأحداث في رحلة عبر عوالم معقدة من المشاعر الداخلية، حيث تتقاطع الأرواح المكسورة مع الخيال المجنون، كلٌ يحمل عبء ماضيه المؤلم وتطلعاته المحبطة. في خضم ذلك، ينكشف سحر الفن كوسيلة للهروب والتعبير، حيث تتجلى الرسومات الغريبة التي تفيض بالعواطف ك...