الجزء 2 : ذات شتاء

8 3 3
                                    

إنه أول أيام الشتاء هنا، بداية عام جديد -و كما آمل أنا- بداية فصل أفضل. كل شيء من حولي قد تغير يا لوكي، لكنني لم أفعل... ما زلت تماما كما تركتني، تماما كما لو كنت عالقة في الزمن، غير قادرة على المضي قدمًا في حين أن كل شيء حولي يمضي. يسابق الزمن و لا أتحرك أنا من مكاني... يمر الوقت و أكاد أقسم بأني أستطيع رؤيته و لمسه... بطريقة ما كما لو كنت خارج الزمان و المكان، أراقب الحياة بهدوء، أتمسك... أتمسك بشدة باللحظات التي احتضنتك فيها، خائفة جدًا من أن تفلت مني إذا توقفت عن التفكير فيك لثانية واحدة فقط... لا أريد أن يحدث ذلك، لا أريد لذكرياتنا أن تختبىء تحت ركام الذكريات الجديدة لزحام الحياة، لذلك استلقيت على جانبك الخاص من سريرنا، ممسكة بوسادتك التي لا تزال تحمل رائحتك بقايا عطرك، مرتدية قميصك الذي لا يزال ملطخًا ببعض الحبر و عرقك... أتنفسه... أطويه داخل رئتاي الذابلتين، ثم أتوقف عن التنفس، محاولة إبقاءك بالداخل لأطول فترة ممكنة، يائسة جدا، لا أرغب سوى بالشعور بالقرب منك، لكن أنفاسي تنزلق، و عقلي يصبح أكثر ضبابية فأعجز عن التركيز بما يكفي لتخيل طيفك، لذلك أستلقي هناك رفقة طيفك الذي لا يشبهك على الإطلاق...
أتراه عقلي يمارس حيله معي؟ لماذا لا يمكنني تذكر وجهك بشكل واضح؟ أراه ضبابيا و غير واضح المعالم. و حينما أحاول التحدث إليه فإن صوته يخرج ثقيلًا غير مألوف، يأتيني واهنا كما لو أنه يبعد عني أمتارا كثيرة و ليس يستلقي ها هنا في الجانب الآخر من السرير، قريبًا جدًا لدرجة أنني أستطيع لمسه. لكن و حين تمتد يدي إليه فإنه يجفل مني و يبتعد قبل أن يقترب مني بفضول فلا تلبث يداه أن تنزلقا ببطء و لطف حول عنقي فيضغط عليها برفق فيما يتمتم بكلمات لم أستطع فهمها.

سرعان ما تصبح قبضته أكثر إحكامًا و شدة فتستحيل أنفاسي أقصر و أثقل، أطرق بعنف على ذراعيه محاولة جعله يتركني لكنه لا يفعل، أتخبط في مكاني فلا أقوى على تخليص نفسي منه. حتى بعد مقاومة قصيرة المدى فإن قواي تتلاشى، لذا أتوقف عن النضال و أستلقي هناك على ظهري أحدق في شبحك الذي بلا وجه و بلا صوت، مستسلمة... لقد تعبت و أريد أن أغفو، لذلك أغمض عيني طواعية و أنام.

كأولئك الذين يركضون بلا وجهة، وجدت نفسي جالسة على سريري، ألهث بحثًا عن الهواء في حين تتلمس يدي عنقي، كأولئك الذين لم يعتزلوا القتال طوال حياتهم، أجد نفسي متعبة ... قلبي يخفق كما لو كان طبلا، فيصم أذناي بعد أن يعلو صوت الطنين فيهما، فلا يعود بإمكاني حتى سماع الرعد خارج النافذة، و لا صوت المطر الغزير الذي يقرعها.
وضعت يدي على صدري محاولة تهدئته قبل أن أسمع صوتا عاليا جعل جسدي كله يرتجف. فعادت معه كل حواسي و كذلك ذكرياتي عن كل شيء آخر.

الأضواء مطفأة، بل مقطوعة على ما يبدو و بدوري إعتقدت بأن ذلك بسبب العاصفة، كان من الطبيعي أن يحدث مثل هذا في مثل هكذا جو، لذا أحضرت المصباح اليدوي و تجولت في المنزل بحثًا عن نافذة مفتوحة، لكن جميع نوافذي كانت مغلقة، لذا اعتقدت أنني كنت أحلم و حسب، لا أستطيع معرفة الفرق بين الحلم والواقع هذه الأيام...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Loki : Come Back To Meحيث تعيش القصص. اكتشف الآن