5

1 0 0
                                    


اقترب تايهيون ببطء من سوبين، وعيناه تتسعان في محاولة لفهم نواياه. همس بصوت مهتز: "ماذا تقصد بالضبط، سوبين؟ وضّح كلامك أكثر."

ابتسم سوبين ببرود، وعيناه تلمعان ببريق خبيث. قال بنبرة هادئة ولكنها مليئة بالإيحاء: "أقصد أنني قد أحتفظ بهذا الفيديو لنفسي... إن كنت تعرف كيف ترضيني."

تجمد تايهيون للحظة، غير مصدق لما يسمعه. سأل بحدة محاولًا استجماع شجاعته: "ترضيك؟ ماذا تريد مني؟"

اقترب سوبين أكثر، وبنبرة منخفضة وكأنها سر بينهما، قال: "أريدك أن تكون إلى جانبي لبعض الوقت، لنرى كيف يمكننا الاستفادة من هذا الوضع."

ابتسم سوبين بسخرية وقال لتيري بصوت مليء بالتهكم: "أنت تتصنع الشرف والأخلاق العالية، بينما أنت هنا ترقص أمام الجميع، أمام الأغنياء والفقراء، السكارى والمتعافين، المنحرفين والعاديين، وتظن نفسك مختلفًا؟"

تجمد تيري مكانه، وكلمات سوبين ترن في أذنيه كطعنة في كبريائه. شعر بالحيرة والارتباك، لكنه حاول أن يبقي رأسه مرفوعًا. قال بصوت خافت لكنه حازم: "هذا مجرد عمل، ليس كما تصفه."

ضحك سوبين بهدوء، وأكمل بنبرة استفزازية: "عمل؟ إذاً لما تخفيه عن مديرك وعن زملائك؟ لأنك تعلم أن من يدعي الشرف لن يجد مكانه هنا، أليس كذلك؟"

كانت الكلمات كافية لجعل تيري يشعر بالضيق، ولكنه أدرك أن سوبين يحاول إرباكه واستغلال الموقف لصالحه.

أمسك تيري بياقة سوبين بقوة، ودفعه نحو الجدار بعينين مشتعلة بالغضب. لم يكن ينوي التراجع هذه المرة، رغم إدراكه للفارق بينهما في الطول والبنية، لكنه شعر أن كبرياءه جُرح بما فيه الكفاية. قال بصوت متحشرج من الغضب: "ما الذي تحاول الوصول إليه، سوبين؟ هل تظن أنني سأسمح لك بالحديث عني بهذه الطريقة؟"

ابتسم سوبين بهدوء وثقة، وكأنه استمتع بمشهد تيري وهو غاضب. اقترب منه قليلاً وهمس بصوت هادئ: "أنت تعلم تماماً أنني أستطيع كشف كل شيء، ومع ذلك، أراك تحاول التصدي لي. ما الذي يمنعني من استغلال هذا الضعف؟"

تيري شعر بتسارع دقات قلبه، لكنه أبقى على قبضته مشدودة على ياقة سوبين، محاولًا السيطرة على انفعاله. أخذ نفسًا عميقًا، ونظر مباشرة في عينيه متحديًا، قائلاً: "حتى لو كنت تظن أنك تملك عليَّ شيئًا، لا تظن أنك قادر على التحكم بي. يمكنك قول ما تشاء، لكنني لن أسمح لك بابتزازي."

ضحك سوبين بهدوء، ونفض يده برفق عن ياقته، وقال بسخرية: "أنت شجاع، تيري، لكن تذكر... كل شجاعته لا تعني شيئًا إذا لم يكن يعرف كيف يحمي نفسه."

ثم أدار ظهره وابتعد ببطء، تاركًا تيري وحيدًا في الغرفة، يحاول استيعاب تهديده واستجماع أفكاره حول ما سيفعله لاحقًا.

خارج الخدمة |𝐨𝐮𝐭 𝐭𝐡𝐞 𝐒𝐞𝐫𝐯𝐢𝐜𝐞Where stories live. Discover now