أَثَرُ امرَأَةاذكر الله يذكرك
تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜
-
واقفٌ على شُرفة جناحه في إحدى أفخم وأضخم فنادق سيول ، يتكإ بمرفقيه على السور الزجاجي حاملاً سيجارته بين اصبعيه يدخّن بشراهة..
ملامحه مشدودة وتعابيره حادّة وقد بان الغضب جليّاً في سوداويتاه المحتدّة.. كان شارداً في اللاشيء وعقله يأبى التوقف عن التفكير فيما حدث..
الطريقة الغريبة التي كانت تنظر بها له أربكته.. رؤية دموعها المنسابة ببطء على وجنتها ضايقته.. عيناها المحمرّة بكاءً لا تفارق ذهنه..
الأمر برمّته يزعجه..!لسببٍ ما هو لم يعجبه ما رآه.. لسببٍ ما هو كَرِه ما فعله معها بشدة..!
أمسك بيده إحدى الصحف الموضوعة على طاولة شُرفته ، وللمرة التي لا يعلم عددها يُعيد قراءة ما كُتِب بالخط العريض..
بكاء ابنة الوزير علناً بعد أن تم طردها من إحدى المطاعم ببشاعة..!!
موضوعاً ساخناً سيتصدّر عنواين الصحف لشهر كامل!!
صورها كانت تملأ الجرائد والفيديوهات التي توثّق لحظة بُكاءها انتشرت على الإنترنت كالنار في الهشيم..!
رمى ما في يده على الأرض بقوة ، رفع خصيلات شعره الغرابيّ للوراء يشدّها بعنف يكاد يقتلعها من جذورها..
ضحكات الشباب المستمتعة وقهقهات الفتيات الساخرة عليها ما تزال ترن بأذنه تشعره بالذنب أكثر..
هو لم يكن يريد طردها لغرض السخرية منها ، لم يعلم أنها ستتأثر لدرجة البكاء.. ردّة فعلها فاجأته وللغاية!
لماذا بكت بتلك الطريقة؟.. لماذا لم تتواقح معه كما فعلت مع أبيها في مكتبه؟..
هو لا يعتقد أنّها من نوع الفتيات الضعيفات اللاتي لا يستطعنّ الدفاع عن أنفسهنّ..تنهد بضجر يرفع سماعة هاتفه لأذنه ، نبس بصوتٍ خشن به بحة بسبب التدخين..
" أفعل ما أمرتكَ به.. "
أغلق مكالمته القصيرة واضعاً يده بجيب بنطاله الأسود وجذعه عارٍ لا يكسوه شيء..
أطفأ سيجارته في المطفأة بجانبهثم التفّ بجسده مغادراً شرفته نحو جناحه..
وقف في وسط غرفة نومه وبالضبط أمام سريره حيث اللوحة الضخمة المعلّقة أعلاه..
YOU ARE READING
SCENT OF WOMAN
عاطفية[MOTIVATING CONTENT] مَجهُولٌ هُوَ كاللغز المُبهَم فِي عَالمِ الجَرِيمةِ.. غَامضُ الشَخصِيّة كقِطع الأُحجِية غيرَ المكتملةِ فِي القِصّةِ.. يَحمِلُ لَقبَهُ اسمَينِ مِن جِنسِيّتين مُختَلِفتَين ، كُلّ واحِدٍ منهُمَا يَحوِي أسرَارَاً أعمَق مِن الآخَر...