SCENT OF WOMAN 01

34 4 1
                                    


أثرُ امرأة

اذكر الله يذكرك

تجاهلوا الأخطاء الإملائية💜✨️

____

...


...

إيطاليا..

27.6.2017

السابع والعشرون من يونيو سنة ألفان وسبعة عشر..
قد يبدو للبعض مجرد تاريخ عادي ، لكن ليس بالنسبة لأبطالنا.. وخصوصاً هو

حيث يمثل هذا التاريخ بداية كل شيء.. بداية النهاية ، تاريخ محفور بذاكرته وقد تمّ دمغه بعقله للأبد.. يمكننا القول أنه النقطة التي غيّرت حياته.. أو بالأحرى حياتها!!..

وبالضبط في ذلك اليوم شديد الحرارة وفي منتصف النهار حيث الشمس تتوسط سماء الظهيرة..

كان يتمدّد ذو الثلاثون عاماً على جانب الرصيف المتّسِخ ، في أقذر وأسوء حيّ عُرِف على الإطلاق..
حيّ ديبرافاز !

يضع إحدى ذراعيه فوق أعينه يغطّيها من أشعة الشمس الحارقة

رفع ساقه فوق الأخرى يسترخي أكثر في استلقاءه ، بوضعية نرجسية لا تناسب ملابسه الممزّقة ولا المكان الأقل من المتواضع الذي يتواجد فيه!...

" ههه.. ما الذي يفعله ذلك الأخرق؟! "

" لا أعلم.. ربما يظن نفسه على مصيفٍ ما أو ربما يُخيّل له أنه في الشاطئ وتحوم الجميلات من حوله ، تؤ تؤ تؤ!.. مسكين دعه يعيش الحلم قليلاً "

كانت تلك التمتمات الساخرة موجهة من مجموعة المتشرّدين الجالسين على قارعة الطريق نحو غرابيّ الشعر النائم بإهمال ، تحيط به القوارير الفارغة والأوساخ..

يرتدي قبعة صوفية سوداء تغطي رأسه ، عدا بعض الخصيلات الطويلة التي تمرّدت تظهر من تحتها لتخفي معظم ملامحه

لم تكن تلك القبعة تناسب الجوّ الحار الذي يتواجد به ولا ملابسه الصيفية الخفيفة.. لذا كان مظهره حقاً إختصار لمعنى التشرّد..

ورغم أنه كان يستمع لكل كلمة يقولونها عنه ويفهم كل كلمة إيطالية يتفوّهون بها ، إلا أنه لم يكن ليهتم

" ششش.. اخفضوا أصواتكم إنه مجنون احذروا أن يسمعكم ، يُقال أنّ كل من أذاه أو تعرّض له بسوءٍ كان مصيره الموت بطريقة مجهولة!.. "

شهق الرجال بصدمة ليضم كل واحدٍ منهم ساعديه حوله كتعبير عن خوفهم الشديد

SCENT OF WOMANWhere stories live. Discover now