سارة جلست أمامه بهدوء، بينما كان سامي ينظر إليها بعينين مليئتين بالدهشة والقلق. كانت يديها متشابكتين أمامها، ورغم صمتها، كانت عيناها تنبضان بالكراهية التي كانت تخفيها طوال هذه السنوات.
"اشرب الماء، سامي." قالت بصوت هادئ، لكنها كانت تعرف أن هذه اللحظة حاسمة. كانت تتحكم في كل تفصيلة، وفي قلبها كانت تتلذذ بالفكرة التي طالما حلمت بها. كان سامي لا يزال في حالة من الارتباك، لكنه أذعن أخيرًا لكلامها، وحمل الكأس بيده المرتجفة وشرب ما فيه.
في اللحظة التي ابتلع فيها الماء، شعر بشيء غريب في حلقه. بدأ يعاني من تهيج في معدته، ثم فجأة شعر بألم شديد في بطنه. نظر إلى سارة وهو يحاول التماسك، لكن بدأ يقيء بشدة، وقد بدأ الدم يظهر من فمه، ينساب على جسده في منظر مرعب.
سارة كانت تراقب ما يحدث أمامها، قلبها ينبض بقوة، لكن وجهها كان خاليًا من أي مشاعر. كانت تشعر بنشوة داخلية، كما لو أن العدالة قد تحققت أخيرًا. كانت تحاول أن تخفي مشاعرها، لكنها لم تستطع أن تُخفي شعورًا عميقًا بالانتقام يتحقق أمام عينيها.
سامي بدأ يئن، بينما كان الدم يواصل الخروج من فمه. نظر إليها بعيون مليئة بالخوف والدهشة، محاولًا أن يتكلم، لكن صوته كان ضعيفًا جدًا.
"سارة... ماذا فعلتِ؟" همس بصوت متقطع، وهو ينظر إليها في رعب. كان يشاهد النهاية تقترب منه، لكنه لم يستطع أن يصدق أن هذه هي النهاية التي كانت تنتظره.
ابتسمت سارة ابتسامة باردة، وهي تراه في تلك الحالة. "أنتَ كنت تعرف كل شيء. كنت تعرف أنني لن أسامحك، وأنك لا تستحق الحياة بعد كل ما فعلته. كيف كنتَ تتوقع أن أغفر لك؟"
ثم قالت بصوت خافت، لكنه مليء بالمرارة: "أنا أحببتك، سامي. لكنك لم تعطني فرصة لأبرر لك ما حدث. طوال هذه السنوات كنت أعيش في عذاب، وأنت كنت تعيش في أكاذيب. هل تقتلني الآن بعد كل شيء؟"
سامي نظر إليها بعيون مليئة بالدموع، وكان يدرك الآن حجم الخيانة التي ارتكبها بحقها. كان يحاول أن يستنجد بها، لكن الكلمات كانت تعجز عن الخروج من فمه. كان يتقيأ المزيد من الدماء، وكان الألم يزداد في جسده، وعينيه مليئة بالندم.
"لم يكن يجب أن يكون هذا مصيرنا، سامي." قالت سارة بنبرة حزينة، بينما كانت تحدق فيه ببرود. "لكنني أخيرًا أخذت حقي."
بينما كان سامي يزداد تدهورًا، كانت سارة تشعر بنشوة غريبة، كما لو أن كل شيء كان قد تم الترتيب له بحذر، وأن اللحظة التي انتظرتها طويلًا قد وصلت أخيرًا.
سامي، الذي كان يتألم بشدة بعد أن شرب الماء المسموم، كان يترنح على الكرسي، عيناه مليئتان بالدموع والدهشة. بدأ يتقيأ الدماء، ورغم ضعفه، نظر إلى سارة في صمت، وفتح فمه بصعوبة.
"لم أتوقعها منك، سارة..." همس بصوت ضعيف، بينما كانت الدماء تتساقط منه. "أنا... أحببتك حقًا. كنتِ كل شيء بالنسبة لي. كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف وصلتِ أنتِ إلى هذه المرحلة؟"
سارة كانت جالسة أمامه، وعينيها ثابتتان عليه. لم يكن هناك أي تعبير على وجهها، إلا برود غريب. كانت تلك اللحظة بالنسبة لها مختلفة، فقد أدركت أخيرًا أنها قد انتقمت من الشخص الذي دمر حياتها.
"أنت أحببتني، سامي؟" قالت سارة بصوت هادئ، لم يطرأ عليه أي تغيير. "أين كان حبك حين قتلت والدي؟ أين كان حبك عندما قررت تدمير كل شيء من أجل مصلحتك الشخصية؟"
سامي حاول أن يرفع رأسه ليواجهها، لكن جسده كان يضعف أكثر مع كل ثانية. "أرجوك، سارة... لم أكن أريد ذلك. كنت في موقف صعب، لا أستطيع شرح كل شيء... لكنني أحببتك بصدق، ولم أكن أريد أن أؤذيك."
سارة ابتسمت ابتسامة خفيفة، ثم قالت بنبرة باردة: "كنت تحبني، ولكنك لم تعطِني فرصة لأكون معك حقًا. لو كنت تحبني، لما قتلت والديّ. إذا كنت صادقًا في حبك، لكان بإمكانك أن تختار الطريق الصحيح. ولكنك اخترت خيانتي."
شعر سامي بشدة الألم وهو يواصل التقيؤ. عينيه مليئة بالندم، بينما كان يراها تنظر إليه بعينين خاليتين من أي تعاطف. في تلك اللحظة، أدرك أنه فقد كل شيء. لم يكن هناك من عودة، ولا حتى فرصة واحدة للإصلاح.
"أنا نادم على كل شيء، سارة... أرجوك، لا تقتلي." همس بصوت متقطع وهو يسقط على الأرض.
ولكن سارة، التي كانت تقف بجانبه بكل برود، قالت بهدوء: "الندم لا يغير شيئًا، سامي. أنت اخترت طريقك منذ البداية، والآن حان الوقت لتحصد عواقب ما فعلته."
وكانت تلك الكلمات الأخيرة التي قالها سامي قبل أن يسقط في غيبوبة من الألم، بينما كانت سارة تخرج من الغرفة بهدوء، وقلبها مليء بمشاعر الانتقام الذي كان ينتظر هذه اللحظة منذ سنوات
في اللحظة التي خرجت فيها سارة من الغرفة، كانت الشرطة قد وصلت إلى منزلها بعد أن تلقوا بلاغًا من أحد الجيران حول ما يحدث داخل المنزل. كانت سارة تهرب بعيدًا عن الواقع، كل خطوة تأخذها بعيدًا عن مشهد سامي الملقى على الأرض، لكنها لم تكن تعلم أن المصير الذي انتظرها سيكون أكثر تعقيدًا
YOU ARE READING
بين الحُب والجريمة باب)
Acciónالأنتقام لذة، لربما يكون ندم يستمر طوال الحياة. او يكون متعة يستلذ بها لشهور وتنتهي. الحب ام الأنتقام، وما وراء الباب سر خفي، وهاذا ما سنعرفه في هاذه القصة....