الـفـصـل الـخـامـس
__________________لم تستطع كارين الحركة في البداية، جسدها تجمد بين اليقظة والخوف،
بقيت تنظر لهذا الذي يناظرها بكل هدوء، ليس وكأنه ينام على فراشها في منتصف الليل!، عندما دققت كارين في ملامح ذلك النائم بجانبها وجدت أنه ذات الشخص الذي كان يتأملها في المطار، وذات الشخص أيضاً الذي حاصرته في الزقاق يوم عودتها من أيطاليا..لما هو هنا؟!
ما الذي يجعله يتعقبها بكل مكان، حتى أنه وصلَ بِه الأمر لأن يأتي لمنتصف غرفتها في وقت متأخر من الليل!، هي خافت.. وكثيراً._أ.. أنتَ؟!
همست بصوت مرتعش بالرغم من رغبتها الجمة في الصراخ الآن.
كانت ستتحدث مرة أُخرى،كانت ستسأله لما هو يتعقبها بكل مكان، كانت ستوبخه لوجوده هنا، كانت ستفعل الكثير لولا أنه أقترب منها ووضع إصبعه السبابة على شفتيها.
_لا تصرخي
حسناً هذا لم يكن في مخططها هي خائفة كفايةً ليخرج صوتها وتصرخ أيضاً
أضاف ماثيو وهو يتأمل وجهها
_لم يكن من السهل الوصول إليكِ
شعرت كارين بالاضطراب، هي لديها الكثير من الأسئلة، كيف دخل إلى هنا؟ بل كيف تمكن من الوصول إليها؟!، كانت ستبدأ بطرح أسئلتها ولكن ماثيو وقف بهدوء وتحرك نحو النافذة التي كانت مفتوحة.
على الاقل أُجيب أحد أسئلتها وعلمت من أين إستطاع الدخول إلى غرفتها.
_أراكِ قريباً، رين
همس بإبتسامة غامضة ثم غمز لكارين التي تناظره بذهول وقفز بخفة من النافذة، وذهب.. كأنه لم يكن هنا أبداً.
إعتدلت كارين في جلستها تحاول إستيعاب ما حدث، وتحاول إقناع ذاتها أن ما حدث لم يكن إلا حلماً، حتى أنها قرصت جلد ذراعها لتتأكد، ولكنها كانت حقيقة و واقع عاشته من بضع ثواني.
شعرت كارين بجسدها يقشعر لبرودة الليل التي تسربت عبر النافذة المفتوحة، وبقيت تناظر طيف ماثيو الذي ذهب، وعلمت أن هناك المزيد وراء الظهور المفاجئ لذلك الرجل، وأن هذه الليلة لن تكون النهاية، بل البداية فقط..
بقيت كارين في حالة من الذهول لفترة، لم يكن بإمكانها التوقف عن التفكير في ذلك الرجل الغريب، ظلت ذاكرتها عالقة عند اللحظة التي استيقظت فيها لتجده بجانبها، لما هو يحوم حولها دوماً؟ هل هو مهووس؟
حسناً تلك الفكرة ليست بسيئة لطالما أحبت فكرة أن يكن هناك مهووس يتعقبها، أليس شيئاً مثير؟
YOU ARE READING
THE DEATH BUTTERFLY..
Action---------------- في قلب العاصمة، حيث تتشابك الأزقة الضيقة مع قصص لا تنتهي، كانت كارين تجوب شوارعها كمن يبحث عن ضوء في ظلام حالك. غنية، لكنها وحيدة، جاءت لتجد نفسها بين عائلتها، تاركة وراءها حياة مليئة بالروتين والضغط. لكن في تلك اللحظة التي شعرت فيه...