كانت كلمات سوراي مليئة بالألم والتمزق، وعيناها تتساقط منهما نظرات متعبة، لكن عزمها لا يزال حاضرًا: "مصيري أعلم به، توقف فقط."
أصبحت الكلمات أقوى الآن، كأنها تعلن عن استسلامها للواقع الذي فرضه سيروس عليها، لكنها في نفس الوقت كانت تطلب منه أن يتوقف عن ملاحقتها بهذا الظلام الذي يعيشه. لم يعد هناك شيء آخر يمكن أن تفعله، إلا أن تقف في مواجهة مصيرها، ولكنها تحتاج إلى لحظة من الهدوء، لحظة تنفس بعيدًا عن كل هذا الصراع.
سيروس نظر إليها للحظة، ولم يكن هناك في عينيه أي شفقة أو تراجع. كانت نظراته مشبعة بالغموض، كما لو أنه يرى في كلماتها مجرد بداية لشيء أكبر.
"هل تعتقدين أنني سألتفت لمصيركِ؟" قال أخيرًا بصوت هادئ، لكنه يحمل في طياته شيئًا من التحدي. "أنتِ هنا، لأنه لا يوجد خيار آخر. لا تقولي لي ما تعلمينه، فالمصير ليس شيئًا يمكن أن تحدديه."
ثم اقترب خطوة أخرى، وكأن كل كلمة كانت ترسم له خططًا جديدة في عقله. "مصيركِ ليس بيدكِ، هو بيدي الآن."
أجابته سوراي بصوت مملوء بالرفض، عيناها تشتعلان بالغضب والتحدي: "حقًا؟ من أنت حتى يكون مصيري بين يديك؟"
كانت كلماتها مليئة بالشكوك، كأنها تقاوم كل فكرة تقول بأن سيروس يمكن أن يكون صاحب السلطة على حياتها. كل جزء من كيانها كان يصرخ ضد هذا المصير المظلم الذي يفرضه عليها، وكانت ترفض أن يكون هو من يقرر ما يجب أن يحدث لها.
سيروس، الذي كان يراقبها بهدوء، ابتسم ابتسامة باردة، ولم يشعر بأي تهديد من كلماتها. كان يعرف أن سوراي لن تسلم بسهولة، ولكنه كان متأكدًا أن الصراع بينهما هو جزء من الخطة الأكبر التي كان يتخيلها.
"من أنا؟" قال بصوت هادئ، بينما كان يتابعها بنظراته الثاقبة. "أنا من يملك مفاتيح هذا العالم المظلم. وأنا من يستطيع أن يقرر مصيركِ، إن أردتِ أم لا."
ثم أضاف، دون أن يتزحزح من مكانه: "أنتِ هنا لأنكِ لم تتمكني من الهروب. لأنكِ جزء من هذا المصير الذي لا يمكنكِ الهروب منه."
بينما كانت سوراي تقف أمام سيروس، عينيها تتحديان وتصارعان ما يدور حولها، فجأة ظهر ليون وكومودوس من الظلام، وكأنهما كانا يراقبان الموقف عن كثب طوال الوقت.
ليون، بعينيه الحادتين وحركاته الرشيقة، كان يظهر وكأنه أتى للتدخل في الوقت المثالي. كان وجهه غامضًا، لكنه كان يحمل في عينيه لمحة من القلق. أما كومودوس، فكان يخطو خلفه، بعينين متصلبتين كالحجر، وكأن كل حركة يقوم بها كانت محسوبة.
أنت تقرأ
The Slayer And The Devil Girl
Romanceفي أعماق مدينة هادئة، حيث كانت الحياة الجامعية تمر بين قاعات الدراسة والمكتبات، كان " السفاح " يخفي سراً مظلماً خلف وجهه الهادئ وابتسامته الخافتة. كان يعيش حياة مزدوجة، بين طالب جامعي مجتهد وسفاح يطارد ضحاياه في الظلال. لم يكن أحد يعلم عن هويته الحق...