الجزء الثاني ﴿ 1 ﴾

12 4 0
                                    


الجزء الثاني من ثلاثية روح الحب النبيل الذي يحكي قصة  إليانور البجعة الراقصة وصراعها مع شوارع روزنيس القذرة

.
.
.

بين أزقت عاصمة أمبراطورية كورونيس المكان الذي لا يدخله النبلاء المكان الممتلئة بروث الأحصنة والطين الموحل

رائحة القذارة  تعطر المكان بعطراً لايطاق ، روائح الخمر الرخيص ، صوت الكلاب الضالة ، شتائم صاحب متجر الخمور على السكارى ؛

ترى تلك المرأة تحمل طفلها تسير طلباً للطعام  ،

وأطفال صغار يركضون حفاة متسخين يلعبون غير مبالين بمستقبلهم الضائع .

ضربات وصراخ حراس أمن عاصمة كورونيس ينهال ضرباً على عجوز سرق قطعة خبز جاذبة الأعين لوهلة قبل أن ينصرف العامة غير راغبين بالمشاكل...

إنه حي روزنيس القابع بشمال العاصمة المسمى بحي العوام

وسط هذه الفوضى ظهرت فتاة نحيلة بالكاد تتجاوز السابعة عشر من عمرها ،

ترتدي ثوباً مزقه الزمن برقعات تخفي الألم ...

شعرها البني المتشابك وجهها الشاحب وشفاهها المتشققة كانا دليلًا واضح على مرض نهش جسدها الصغير .

كانت إليانور تمشي ببطء تتكئ على جدران المتاجر المتصدعة بين الحين والأخرى وكأن ساقيها بالكاد تحملانها

صدرها يعلو ويهبط بصعوبة وهي تسعل بسعال تكاد أن تبصق رأتها

نظرات عابرة إليها من المارة نظرات تحمل الشفقة والامبالاة .

أخرجت منديلها البالي لتسعل به بعين حمراء وهي تنفث الهواء الحار في ليلة باردة .

أستندت أخيراً على الجدار أمام الطرقات والحمى تنهش جسدها وبقت إلى أن فقدت الوعي من شدة الأعياء في ليلة برداء .

رائحة الأعشاب المختلطة تلك التي تشبه عبير غابة بعد أمطار الشتاء تملأ المكان فتصل إلى أنفها مرسلة السكينة والهدوء في نفسها .

فراش دافئ ناعم مثل الريش ، وملابس نظيفة جديدة بيضاء لايدنسها سواد .

الغرفة حولها نظيفة ومرتبة بشكل يعكس حياة فاخرة مليئة بالهدوء والأناقة وكأنها في حلماً بمنزل نبيلها

استفاقت إليانور من الوعكة التي تكتنفها ، تفتح عينيها ببطء تنظر حولها بتعجب شديد

كان كل شيء يبدو مألوف زجاجات الأعشاب جدران الغرفة البيضاء ، كانت في صراع مم الاسألة .

"هذه... عيادة ؟ متى وصلت إلى هنا ؟"
تساءلت في نفسها ، محاولات الذاكرة بربط الذكريات لكنها لم تتمكن من تذكر شيء .

أمسكت رأسها بألم شديد ، محاولة التذكر أمام الصداع المبرح في رأسها .

ثم وإذا في تلك اللحظة فتح الباب برفق  ليدخل منه شاب في مقتبل العشرينات ، بشعر أشقر جميل ينسدل على جبينه وعينين حادة بوجه سعيد وكأنه ينتظر استيقاظها .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 روح الحب النبيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن