** ستيلا **
كنت أسير على جسر خشبي يعبر فوق مياه متلألئة، وكأنها تعكس نورًا داخليًا خفيًا. زنابق الماء غطّت السطح برفق، مبدعة لوحة طبيعية من الصفاء والجمال.
بينما كنت أستمتع بهذا المشهد، انطلقت فجأة عشرات الفراشات الزرقاء من نوع "المونارك" أمامي، وكأنها تتراقص في لعبة لا تنتهي، متبادلة الأدوار بخفة وسرعة.
كان المكان هادئًا للغاية، يبعث على الطمأنينة، وكأنه ملاذ من كل متاعب العالم. شعرت وكأنني دخلت إلى بُعد آخر، خالٍ من الهموم، يعج بسكينة أبدية.
ولكن... أين أنا؟ ولماذا أجد نفسي هنا؟
إذا كان ما أذكره صحيحًا، فقد صدمتني سيارة. هل هذا هو العالم الآخر؟ هل هذا هو النعيم؟
"إلبيدا، لقد وصلتِ." صوتٌ أنثوي هادئ اخترق صمتي، قادمًا من خلفي. استدرت سريعًا، ووجدت نفسي أمام امرأة مدهشة الجمال.
كانت بشرتها ناصعة البياض، تكاد تتوهج في انسجام تام مع المكان. عيناها سوداوين عميقتان، لكن الجزء السفلي منهما كان غريبًا. لم أحتج وقتًا طويلًا لأدرك السبب، فقد كان الشيء نفسه الذي جعلهم ينبذونني في بلدتي.
كانت عينيّ أحيانًا تظهران بشكل غير طبيعي، على هيئة هلال مقلوب يتوهج. كان ذلك يخيف الجميع، يجعلهم يطلقون عليّ ألقابًا ويصفونني بالوحش، خاصة مع كون أصلي مجهولًا.
"عيناكِ..." بدأت أتحدث، والأسئلة تتزاحم في رأسي. بطريقة ما، شعرت بأنها تملك جميع الإجابات.
ابتسمت، لكنها كانت ابتسامة مشوبة بالحزن، ثم حولت نظرها بعيدًا، مركزة على الأسماك التي كانت تقفز تحت الجسر الخشبي.
"نعم، أعلم أن عينيكِ جلبتا لكِ الكثير من المعاناة. أعتذر لذلك. ولكن الآن، أنتِ حيث يجب أن تكوني. اصبري قليلًا فقط، أيتها المحاربة الشجاعة... قليلًا فقط." قالت بصوت ناعم يشبه همسات الريح.
استيقظت فجأة، وأنفاسي متسارعة وكأن صدمة غير مرئية ضربتني.
كان أول ما رأيته سقفًا خشبيًا بسيطًا، ومن خلال النافذة، لاحظت أشجارًا شاهقة تتمايل مع الرياح، والسماء كانت قد غطتها عتمة الليل بالكامل.في اللحظات الأولى، أدركت أنني ما زلت على قيد الحياة، لكنني سرعان ما استوعبت حقيقة أنني مستلقية على سرير. عندها تذكرت كل شيء.
لم تصدمني سيارة، بل رأيت أناسًا يعثرون عليّ على الطريق.
كان هناك محلول وريدي موصول بذراعي، والغرفة بدت كأنها غرفة خاصة. شعرت بالقلق فورًا، مجرد التفكير في تكلفة العلاج قد يكون كافيًا لإفقادي الوعي مرة أخرى.
![](https://img.wattpad.com/cover/385212843-288-k12699.jpg)
أنت تقرأ
Lost Wolf
Werewolfكاسيان، ألفا قطيع سِيليُم، الأقوى في الشرق ، يقف على حافة اليأس. سنوات من البحث المضني عن رفيقته، تلك التي لم يرَ منها سوى ظلال عابرة في أحلامه، وأصداء صوت يناديه من عوالم مجهولة، جعلته يتساءل إن كانت موجودة حقًا أم أنها مجرد وهم نسجه عقله. ولكن في...