** ستيلا **
كانت روث تقودني عبر الدرج، بينما كنت منشغلة بالتحديق بكل ما يحيط بي، ولا بد أن أقول إنني لم أر مكانًا كهذا من قبل.
التصميم العام بدا عاديًا من الخارج، لكن كان هناك نمط معين في كل المباني يوحي بأن الأمور تُدار هنا بشكل مختلف تمامًا.لم أسافر من قبل ولم أزر أماكن أخرى، لذا لا أعرف كيف تبدو المدن الأخرى سوى بلدتي القديمة.
ربما جميع الأماكن تشبه هذا، أو ربما يعتمد ذلك على الناس أنفسهم، لا أعلم حقًا.كلما تأخرت خلفها، كانت روث تنتظرني حتى ألحق بها.
وفي بعض الأحيان، كانت تتوقف لتشرح بعض الأمور، مثل إلى أين يؤدي الباب في نهاية الممر. بعد عدة منعطفات عبر ممرات لا تنتهي، وصلنا أخيرًا إلى باب. طرقت عليه للحظات."ادخلوا."
سمعنا صوتًا يقول، وشعرت بقشعريرة تسري في جسدي.
كنت أعرف هذا الصوت. كنت متأكدة أنه صوت كاسيان. لا يمكن أن أكون مخطئة.كان قلبي ينبض بسرعة، وشعرت بعدم الارتياح، لذا ذكّرت نفسي بالبقاء هادئة.
أخذت نفسًا عميقًا، وبعد بضعة محاولات، شعرت بتحسن طفيف.روث فتحت الباب، وتبعتها مباشرة.
وبمجرد أن دخلت، نظرت بحثًا عن الرجل الذي غزا أحلامي لسنوات، وها هو هناك. جالس على كرسيه، يديه متشابكتان، وهو يراقبني وأنا أدخل مكتبه.كان يحدق بي، وشعرت بتهديد غير مريح، ولكن الغريب أنني لم أشعر بالحاجة إلى رفع جدراني الدفاعية.
سادت الأجواء توترًا فجأة، ويبدو أن التوتر كان محصورًا بيني وبينه فقط، لأن روث كانت تتحرك بخفة وكأنها لم تلاحظ شيئًا، بل أشارت لي للجلوس."كيف حالك اليوم، كاس؟" سألت روث بشكل غير رسمي.
لابد أنهما صديقان مقربان.كاسيان وقف وتقدم حول مكتبه ليقف مستندًا عليه وهو يواجهنا.
تصرف وكأن روث لم تكن موجودة، حيث ظل ينظر إلي فقط. "حسنًا، كان يمكن أن أكون أفضل." أجاب، وعيناه ما زالتا مثبتتين علي.استمر في التحديق، وبدأ الأمر يزعجني، لكن ذلك لم يمنعني من أن أكون فضولية بشأنه أيضًا.
"حقًا؟ أخبرني ما الذي يزعجك إذن." قالت روث، لكنها لم تبدُ مهتمة فعليًا، بدا وكأنها تسأله بدافع الشكليات، مع لمحة من المزاح."أعتقد أنك تعرفين." كان هذا كل ما قاله، وأخيرًا صرف نظره عني.
دار حول مكتبه وجلس على مقاعد مخصصة للاستراحة.
التفتت روث نحوي بابتسامة، وقادتني للجلوس أيضًا.
![](https://img.wattpad.com/cover/385212843-288-k12699.jpg)
أنت تقرأ
Lost Wolf
Werwolfكاسيان، ألفا قطيع سِيليُم، الأقوى في الشرق ، يقف على حافة اليأس. سنوات من البحث المضني عن رفيقته، تلك التي لم يرَ منها سوى ظلال عابرة في أحلامه، وأصداء صوت يناديه من عوالم مجهولة، جعلته يتساءل إن كانت موجودة حقًا أم أنها مجرد وهم نسجه عقله. ولكن في...