** ستيلا **
تبعته بخطوات حذرة حتى وصلنا إلى داخل المبنى، سواء كان عيادة أو مستشفى، لم أكن متأكدة مما يمكن أن يكون. توقعت أن يأخذني إلى الغرفة التي كنت فيها، لكنه لم يفعل.
بدلاً من ذلك، قادني إلى المطبخ، جعلني أجلس على الطاولة، وقدم لي كوبًا من مشروب دافئ.
"شكرًا لك." قلت بخجل وصوت متردد، ثم ألقيت نظرة سريعة عليه لأتفحص ملامحه مرة أخرى.
في الضوء، أصبحت متأكدة تمامًا. إنه هو! الرجل الذي يظهر باستمرار في أحلامي.
لا يمكن أن يحمل أحد وجهًا مثله!استدار واستند على سطح المطبخ، وامسكني وأنا أنظر إليه، مما جعلني أشيح بوجهي بسرعة.
حاولت التظاهر باللامبالاة، فحملت الكوب الدافئ وأخذت رشفة، لكنني ندمت فورًا لأن المشروب كان ساخنًا جدًا، ولساني احترق في الحال.
يا لي من غبية!
"هل أنت بخير؟" سأل، صوته مليء بالقلق والاهتمام، وكأنه يخشى أن أكون تأذيت حقًا.
لم أكن معتادة على سماع هذا النوع من اللطف في الصوت، ووجدت نفسي عاجزة عن الرد.
كل ما فعلته هو أنني أومأت برأسي بسرعة لأؤكد له أنني بخير.توقعت أن يسألني عن هويتي، أو عما حدث لي، لكنه لم يقل شيئًا. كان فقط ينظر إلي، ولكن ليس كمن يحدق بي. بدا وكأنه ينظر من خلالي، وكأنه غارق في أفكاره الخاصة.
وعندما طالت فترة الصمت، استجمعت شجاعتي لأبدأ الحديث.
"أمم... أفهم أنك الشخص الذي أحضرني إلى هنا، ولكن... آسفة، أعتقد أنني لا أملك المال الآن لأدفع لك."
تراجعت نبرتي عندما لاحظت نظراته الثابتة وكأنها تحمل شيئًا من الحدة. خفت أن يكون غاضبًا بسبب قلة المال.
"لكن لا تقلق! سأعمل بجد وسأدفع لك بالتأكيد!" قلت بسرعة وبتوتر.
قلبي كان ينبض بعنف، مزيج من التوتر والخوف، ولكن أيضًا بسبب حضوره.
هذا الرجل جعلني أشعر بالتوتر، ليس بشكل سيئ، وإنما بطريقة لم أعتدها.راقبته بينما كان يحدق بي، لكنني رأيت في عينيه تفكيرًا عميقًا. بدا وكأنه يحسب في رأسه المدة التي سأستغرقها لسداد ما عليّ، وأنا متأكدة أن الفاتورة لم تكن زهيدة.
ورغم ذلك، لم أستطع تجاهل تميزه.
كان شخصًا من النوع الذي يلفت الأنظار أينما ذهب. كان الناس على الأرجح يهمسون عنه، يتحدثون عنه، وربما يعجبون به.

أنت تقرأ
Lost Wolf
Lobisomemكاسيان، ألفا قطيع سِيليُم، الأقوى في الشرق ، يقف على حافة اليأس. سنوات من البحث المضني عن رفيقته، تلك التي لم يرَ منها سوى ظلال عابرة في أحلامه، وأصداء صوت يناديه من عوالم مجهولة، جعلته يتساءل إن كانت موجودة حقًا أم أنها مجرد وهم نسجه عقله. ولكن في...