Happy family

34 13 7
                                    

(بارت طويل و مجرد جو عائلي ممل شوي)
في منتصف الليل، حينما عانق الظلام أطراف المنزل، تسللت أديلين بخطوات حذرة، كأنها طيف يتراقص في زوايا السكون. كان شعرها الطويل متموجًا، متشابكًا بفعل الرياح التي عبثت به خلال مغامرتها، ووجهها البهي يضيء رغم الفوضى التي كانت تحيط بمظهرها. ارتسمت على ملامحها لمسة من القلق، وكأنها تخشى أن يفضحها صرير الأرضية تحت قدميها.

بينما كانت تقترب من السلالم، غافلة عن كل شيء سوى رغبتها في الهروب إلى غرفتها، انبعث الضوء فجأة، كأنه صاعقة تشطر الظلام. وقفت متجمدة في مكانها، وعيناها العسليتان متسعتان، لتجد أمامها والدها، كاميرون، واقفًا في نهاية الممر. ملامحه كانت أشبه بلوحة متناقضة؛ بين قسوة غضب ودفء قلق لا يستطيع إخفاءه.

عيناه الرماديتان الضيقتان، كغيوم شتوية تنذر بالعاصفة، اخترقتا وجودها، وكأنهما تبحثان عن سر أفعالها. لوهلة، لم ينبس ببنت شفة، لكنه أخيرًا، بصوت يغلفه الغضب الهادئ كزمجرة رياح بعيدة، قال:
"سباقات ليلية مجددًا يا أدي؟"

كانت نبرته كنصل حاد يمزق الصمت، فرفعت أديلين رأسها بشموخ يائس، عينيها تتقدان بتحدٍّ غاضب.
"وماذا في ذلك؟" أجابت، وصوتها يحمل مرارة خفية. "لقد فزت الليلة بسباق وسط البراري... ومع ذلك، لا أراك يومًا فخورًا بي!"

تراجعت ملامح كاميرون قليلاً، وكأن كلماتها اخترقت أعماقه، لكنه لم يسمح لنفسه بالضعف. بدا كما لو كان يقاتل صراعًا داخليًا؛ بين أب يريد حماية ابنته بكل جوارحه، ورجل يعرف أن هذه الحماية قد تبدو في عينيها قيدًا.

وقبل أن يتمكن من الرد، أدارت أديلين ظهرها بغضب، كأنها تعلن انسحابها من هذا النقاش الذي لا ينتهي. صعدت السلالم بخطوات ثقيلة، كأن كل خطوة تخطّ إعلان تحدٍّ جديد. ثم أغلقت باب غرفتها خلفها، بصوت أحدث رجعًا في أرجاء المنزل، كأنه ختم على خلاف قديم متجدد.

في تلك اللحظة، انبعث صوت خطوات خفيفة من الممر. كانت هارموني، زوجة كاميرون الثانية، تظهر بهدوء كعادتها. كانت تحمل في ملامحها مزيجًا من الحنوّ والاتزان، تلك الصفات التي جعلت وجودها في العائلة وكأنه نسمة صيف تهدئ من توتر العواصف. تقدمت نحوه، ووضعت يدها برفق على كتفه، كأن لمستها كانت محاولة لتهدئة الإعصار الذي يدور في داخله.

"إنها شابة، يا كاميرون. عنيدة كنسيم الشتاء، لكنها تحمل في قلبها براءة لم تخفت بعد."

تنهد كاميرون بعمق، عينيه لا تزالان معلقتين بالسلالم، وكأنهما تبحثان عن تفسير لفجوة باتت تتسع بينه وبين ابنته.
"هي تشبه والدتها، لكن عنادها هذا قد يودي بها إلى التهلكة... وأنا لا أريد أن أفقدها."

ابتسمت هارموني بخفة، كأنها تقدم له هدوءًا لا يستطيع الوصول إليه بنفسه، وقالت:
"المحبة يا كاميرون، هي المفتاح. العناد، مهما كان قاسيًا، يذوب أمام حرارة الصبر."

Bloody Vodka حيث تعيش القصص. اكتشف الآن