السقوط نحو المنحدر

383 25 1
                                    

تأملت غرفتي بشكل مختلف تلك اليله وكأنه شعور صادق راودني بأن هذه الليله ليلتي الاخيره فيها بجدرانها ذات اللون الزهري الفاتح و الإدراج المرتبة و التلفاز بحجم شاشات السينما والأهم شعور الدفئ و الراحة الذي أشعر به فيها بعد يوم متعب

تخلخلت خيوط الشمس النافذه أخيرا أغمضت عيناي و استسلمت للنوم ... استيقضت بعدها على يدي أخي التي تجرني من شعري و نواح امي !

" م ... ماذا؟ "
لم ارى أخي وهو مشتعل من الغضب طوال عمري بهذا الشكل " أيتها المعتوهه بسببك اسم عائلته أصبح على طرف كل لسان ! "
الدنيا تدور بي يمينا و شمالا راسي توقف عن التفكير جسدي بكل قطرة دم به يرتعش و خصلات شعري المسكين بين كف أخي وكفه الآخر يحمل سلاحا موجهها نحو رأسي ربط لساني ليس لدي القدرة حتى أخبرهم بأنني عذراء لم يمسسني ذلك الذئب

دموع امي هزتني حقا فهي الأخرى لم أراها تبكي هكذا سابقا .. تهامس الخادمات مرعب لكن الأكثر اخافه من هذا والدي القادم نحوي أغمضت عيني و فتحتها أكثر من مرة ضننا بأن ما يحصل كابوس من نسج عقلي الباطن لكن كل هذا إحياء يائس و محاوله هروب من واقع لا تكفي كلمه - مؤلم - لوصفه

شدني ابي من يدي محررا إياني من قبضة أخي قائلا و الدموع مجتمعه بعيناه " اتركها "
سحبني خلفه و دفعني نحو غرفه العلية .. اوجعتني عظامي نتيجه رمية لي بقوه على الأرض
انحنى نحوي وابعد طرف القميص عن رقبتي ورأى الندبه الزرقاء الملعونه التي رافقتني بعد الحادث طيلة حياتي ..
قال وهو بالكاد يلتقط أنفاسه " لما فعلتي هذا بي؟ "
صرخت بألم " اهههههه ابي اسمعني .. ما حصل هو "
صوت غلق الباب القوي أثر خروج ابي لم يسكت نحيبي ألم ألم لا يوصف قلبي تمزق لعدد غير منتهي بسببه ..! دموعي نشفت لم استوعب ما يحصل فجسدي ينتفض بقوه دون قدره مني على إيقافه
انهارت قواي ربما نمت أو غبت عن الوعي؟ لكم حريه الاختيار
" استيقضي .. والدك يرغب بالحديث معك "

تعرفت على صوت امي مباشرة لكن شكل وجهه الشاحب دون مواد تجميل صادم ..!
قمت اترنح من ثم شددت على خطواتي وفكرت ربما سوف يسامحني ابي و احكي له ما حصل ..
" أغراضك في السياره غيري ملابسك .. سوف يوصلك السائق نحو بيت أحد آقربائنا في الريف "
غصصت بالدموع مرة اخرى " لكن ابي اتوسل إليك اسمعني .. أنا ابنتك رسل "
" لا ابنه لدي .. رسل ماتت في قلبي حتى وإن كانت حيه "

سكاكين انغرزت في فؤادي وتجمدت في مكاني حتى امسكت امي يدي و ادخلتني لغرفتي حتى اغير ملابسي واذهب للسياره التي سوف ارحل بها إلى المجهول!
فتحت الدرج كان يحتوي على نصف ملابسي فهم لم يحزموها جميعا .. وقع ناظري على الفستان الأبيض المتلكع ببقعة الكولا من لقائنا إلاول
لم أتوقع بأن هذا الفستان ستجمعني به أوجه شبه يوما .. فكلانا بيضاوين لكن الناس لا تلاحظ غير بقعة السواد فينا!
ارتديته وسرت مستسلمه نحو السياره ودعت المنزل وما فيه بنظره أخيرة و بدأ العداد بحسب الأمتار نحو ما سأذهب إليه
كانت الطرق جميعها متشابه إلا طريق مدرستي وقد صادفت طالبات مدرستي وهم يخرجون منها
راودني أقصى شعور الندم حينها
السياره تسير بطريق لا اعلمه تغير الطرق إلى طرق ترابية آثار تعجبي تغيرت المنازل أيضا حتى الرائحة اختلفت ... كل شيء لم يبدو مألوفا
" لقد وصلنا "
أنزل السائق حقيبة ملابسي و مشى و مشيت خلفه
الأرض كانت طينية ترابية الأبقار مربوطة باعمده المنزل المصنوعة من البردي! اطفال بلا أحذية و ملابس كامله .. آثار المشهد اشمئزازي و تقيأت في منتصف الطريق
تجمع الكل نحوي محاولين مساعدتي صرخت
" ابتعدوو جميعا "
قمت واستندت على يد السائق وما هي إلا دقائق حيث دخلت لمنزل السيده منيره خالة ابي الكبيره
تقدمت ووضعت يدها على كتفي " أهلا وسهلا بك ابنتي " سرعان ما ابعدت اليد عني والسبب تذكري للحادث الذي أصبح كابوس يلاحقني بكل لحظة

ارسلو لي أهلي طبيب نفسي نصحني بأخذ المهدئات حالما انتابتني نوبه الارتعاش و بخصوص الندبه فكنت أضع عليها ضماد ذا لون مقارب للون بشرتي حتى تختفي

مضت قرابه ال 6 أشهر ...
نعم كان الأمر صعبا للغايه حتى اعتاد على الأمر لكن اعلمو كل الأمور صعبه في بادئها من ثم تعاد أرواحنا عليها لاحقا
لا يوجد مميز في الفترة الماضية .. تعلمت كيفيه تنظيف المنزل و انسجمت تقريبا مع أجواء الريف للامانه الناس هنا لطيفين و متقاربين من بعضهم للغايه
تعرفت على فتاه اسمها سجى تسكن مع عائلتها المكونة من 5 أخوه تصغرني عاما و اخوتها كذالك إلا أخوها الأكبر - زيد - كان صديقا جيدا يمتلك ملامح طفولية لا توحي بأنه بعمر ال 18
آه نسيت اخباركم بأن ملامح وجهه رسل الطفولية عادت رويدا رويدا عاد شكل حاجبي الطبيعي وشعري بدأ يطول
حتى شخصيتي الحقيقيه عادت بعد أن كنت بلا شخصيه .. تأكدت بالفعل بأنني رسل الطفولية و محاولاتي الغبية بقتلها قتلتني كلي ..!

........

" خالتي سوف إذهب لغسل الملابس عند الساقية "
" حسناً رسل .. لا تتاخري "
حملت سله الملابس الثقيلة متوجهه نحو الساقية فهنا لا وجود لغسالات الملابس الكهربائية الجميع يذهب ويغسل من عند الساقية
اقترب زيد مني وخطف سله الملابس بخفة وحملها
" يااا انت قد افزعتني "
" هذا تعبيرك عن امتناتنك لأنني أردت مساعدتك ..؟ "
رددت بأيماءه لطيفة " لا يوجد شكر بين الاخوه "

سبقني نحو الساقية بخطواته السريعه فالبرغم من طوله إلا أن جسده نحيل
وضع سله الملابس عند الساقية وهم بالرحيل
لكن سرعان ما أدار ضهره وعاد لمساعدتي في نشرها
" بالمناسبة .. انت الان أجمل بكثير "
ارتبكت " اه .. خذ وأكمل نشر الملابس "

أتت سجى من بعيد هي الأخرى مع اخوانها الصغار نحونا كنت اغسل الملابس و نتبادل الأحاديث جميعا

" اوهه أخيرا انتهينا "
" هذا بفضلي لو تركت بمفردك لما انتهيتي منها ابدا "
" انت غير معقول هل سوف تذلني بمساعدتك "

سجى " مجانين لا تتوقفو عن الجدال ام ماذا ! "
رمى زيد ماءا نحوها و بدأت معركه ضاربة بمياه الساقية بين الكبار و الصغار و لا يسمع المار غير أصوات الضحك المرتفعة
تبللنا من أعلى إلى أسفل ولكن لسوء حظي أخفى الماء إثر لاصق الضماد و انتزع وعادت ندبتي الملعونه بالظهور!

واقعي المزيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن