في أجواء المشفى الهادئة، حيث تتراقص ظلال المصابيح الخافتة على الجدران، ولا يُسمع سوى همسات الاجهزة الطبية ،كان تايهيونغ مستلقيًا على سريره، مستندًا بظهره إلى الوسائد البيضاء.
عيناه شاردتان، غارقتان في أفكاره المتضاربة، يتساءل عمّا إذا كان قراره بالسماح لجونغكوك بالعناية به صائبًا أم مجرد ضعف لحظي.
على مقربة منه، جلس جونغكوك على الكرسي المجاور، ممسكًا بيد تاي المضمدة، يرفعها برفق إلى شفتيه ليطبع عليها قبلة تلو الأخرى، عينيه لم تفارقا يدي تاي المضمدة يقبّلها برقة وكأن لمسة شفيته قادرة على مداوة جراحه
حاول تاي سحب يده مرارًا، إلا أن الآخر تمسك بها بإصرار، كأنها الشيء الوحيد الذي يمنحه الطمأنينة.
ومع مرور الوقت، استسلم تاي لهذا الدفء الذي يبعثه جونغكوك في قلبه، تاركًا له حرية الغرق في طقوسه الحنونة.
كان الصمت يلفُ الغرفة، لا يكسره سوى صوت أنفاسهما المتناغمة، وهمسات القبل التي يطبعها جونغكوك على يده، وكأنها لغة خاصة لا يفهمها سوى قلبيهما.
وفجأة، كسر هدوء الغرفة صوت قرقرة خافتة، لكنه كان كافيًا ليشعل احمرار الخجل على وجنتي تايهيونغ.
منذ أن استيقظ، لم يذق طعامًا ولم يروِ عطشه، لكن لم يكن يتوقع أن تخونه معدته بهذه الطريقة أمام جونغكوك.
شعر بكبريائه يتحطم للحظة، فاستدار سريعًا إلى الجهة الأخرى، متظاهرًا بعدم الاكتراث.
لكن جونغكوك التقط الصوت فورًا، فانتفض من مكانه بملامح مذعورة وكأنه ارتكب ذنبًا عظيمًا.
تحدث بسرعة، وصوته مشوب بالذنب والاعتذار: "تاي، أنا آسف للغاية! كيف نسيت أن أطلب لك الطعام؟ سأذهب فورًا وأحضر لك شيئًا، انتظرني!"
لم يمنح الآخر فرصة للرد، بل غادر على عجل، وكأن كل ما في الكون توقف وأصبح إطعام تايهيونغ أولويته المطلقة.
أما تاي، فزفر بضيق، ثم اختبأ تحت البطانية، يضرب معدته برفق وكأنه يعاتبها: "تبًا لكِ، أيتها المعدة الحمقاء . . لقد أحرجتِني أمامه مرتين!"
همس بكلمات غاضبة، لكن صوته لم يخلُ من طفولية واضحة.
تذكر حين حدث الأمر نفسه عندما كان حديث العهد بالزواج من جونغكوك.
في ذلك اليوم، أصر بعناد أن يتخطى وجبة الإفطار، فقط ليُثبت استقلاليته عن زوجِه، لكن معدته لم تسانده في تمثيله طويلًا.

أنت تقرأ
taekook _ أنت لي
Romance~ماذا سيحدث لتايهيونغ عندما يجد نفسه مجبرًا على الزواج من السيد جيون جونغكوك في زواج قسري؟ كيف سيتعامل مع هذا الوضع القاسي الذي فرض عليه، في حين تتداخل مشاعره بين الغضب، الحيرة، والحب؟! . . . على الرغم من أن قلبه متعلق بشخص آخر، إلا أن العلاقة التي...