-1-

333 30 16
                                    

بعد أسبوع طويل قضته (هولي) حزينة على أختها الكبرى (هيذر) قررت الذهاب نحو بيت العائلة القديم لكشف سر رسم البيت الذي رسمته شقيقتها قبل موتها و الذي كذبت بشأنه على رجال الشرطة ...

مع ساعات الصباح الأولى وتحت السماء الملبدة بالغيوم الرمادية الثقيلة وقفت أمام منزل العائلة القديم، المنزل الذي عاشت فيه عندما كانت طفلة، ذلك المنزل الذي كانت دائماً ما ترى البهجة في كل زاوية و ركن من أركانه ذلك المنزل الذي كانت ألوانه مشرقة دوماً أصبح الآن مثل بيت الأشباح بلا أي حياة ... ألوانه المشرقة أصبحت باهته و ضبابية و بينما كانت الرياح الخفيفة التي تنذر بعاصفة قريبة تلعب بخصلات شعرها الشقراء زفرت بضيق و قالت:

- "من المؤسف للغاية رؤية هذا المنزل بتلك الحال، ربما كان هذا هو السبب الذي جعلني لا أزوره طوال تلك السنوات"

- "يا آنسة ستون هوس !"

هكذا خاطبها شخص ما من الخلف بدا كصوت رجل، ألتفتت نحوه لقد كان شاب يبدو في منتصف العشرين من العمر ذو عينين خضراء قاتمة و شعر بني مموج له بشرة بيضاء شاحبة تعلو وجنتيه حمرة خفيفة يرتدي بزة رسمية معطف و بنطال بني و قميص أبيض مع ربطة عنق حمراء قاتمة ... ظلت (هولي) تحدق فيه لفترة و بعد صمت طويل قالت بصوت متقطع :

- "من حضرتك ؟"

أجابها بسؤال هو الآخر قائلا :

- "ألم تخبري رجال الشرطة عن أنك لا تعرفين أي شيء مما حدث في ذلك المنزل ؟"

- "و ما شأنك بما قلت لهم أجبني من تكون ؟"

- "حسناً إذا سأجري مكالمة على قسم الشرطة الآن"

- "لا توقف أرجوك، أخبرني ماذا تريد ؟"

لاحت ابتسامة نصر على وجه ذلك الشاب ثم قال :

- "أريد أن أعرف ما الذي حدث في تلك الليلة الماضية عندما وجدتي جثة هيذر سبب قدومك لذلك المنزل و هذا المنزل المهجور أيضاً"

أنزلت (هولي) رأسها و أخذت تحدق بعيداً نحو رصيف ذلك المنزل المهجور ثم قالت بنبرة بها غصة :

- "أخبرني من تكون و سأخبر بسبب قدومي إلى هنا"

- "لا أظن أنك في وضع يسمح لك بوضع شروط و الدخول في مناوشات ألست محقاً ؟، يمكنني ببساطة مكالمة رجال الشرطة و هم سيجبرونك على الحديث"

تبدت على وجهها أبسامة سخرية و بعد فترة من الصمت المطبق بدأت تحكي له بكل أسى الأحداث المرعبة التي شاهدتها في تلك الليلة ...

و بعد سماعة لتلك القصة المخيفة أصدر صفيرا طويلا ثم قال :

- "إذاً كان هذا سبب قدومك إلى هذا المكان دون علم الشرطة بأمرك ؟"

بين ثنايا الظلام : البوابة الخشبيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن