Part 8

12.1K 396 27
                                    

(( جوري ... ))


افقت من النوم وانا اشعر ان كل خلية في جسدي تؤلمني ... التفت لليمين فوجدتك تجلس على الكرسي تسند رأسك على يدك وتغط في نوم عميق ... حاولت النهوض ولكنك استيقظت بفزع .. نظرت الي وقلت : جوري انتي بخير ؟.
اشحت بوجهي للجهة الثاني متجنبة رؤيتك .. قلت : اطلع برا .
قلت : مابطلع .. ويلا بحضرلج الاكل عشان تاكلين الدوا بعده .
- ما .. واطلع برا اكرهك !.
هممت بالخروج من الغرفة وقلت : بروح اجهزلج الاكل .
نهضت من على السرير بتعتب وقلت : ماريد شي منك .
وضعت يديك على اذنيك وقلت بتجاهل : ماقاعد اسمع شتقولين .
خرجت من الغرفة وانا اتجهت للحمام فتحت صنبور المياه وغسلت وجهي بالماء البارد وانا اردد ( كوني قوية ياجوري .. ) .. نظرت لنفسي في المراة .. وجهي كان شاحبا للغاية .. خرجت من الحمام وعدت للسرير وانا اشعر ان الدوار قد عاد الي مجددا ... سمعت صوت طرق باب الغرفة زفرت لأن وجودك اصبح يسبب ازعاج بالنسبة لي ...
فتحت الباب ودخلت قائلا : انا بروح عندي شي ضروري اسويه بس بهد معاج ممرضة تسوي لج الي تبيه .
ابتسمت بسخرية لأنك قررت الهروب كعادتك ... قلت بغضب : ماريد شي منك عوفني بحالي .
- انتي تعبانة وايد .. المهم اسمعي كلامهم وخذي الدوا .
- خير انت دتتامر منو انت ؟.
- خلاص عيوني اشوفج ع خير .
- مخبل دتحاجي نفسك لترجع .
- لاتخافين ماتاخر .
- مخبللللللللللل .
- ههههههههههههههه .
وخرجت من الغرفة وتركتني مجددا !.. حتى ماحدث لي لم يجعلك تشعر بالذنب ...


















(( سارة ... ))

خلال هذه الايام تغير عبد الله .. دائما شارد الذهن حتى لايحاول ان يحتك بي .. وانا ذهني مشغول بجوري دعوت لها كثيرا ... ولكن اشعر ان هناك ضيق في صدري .. شئ يجعلني افكر بها وكأنها ابنتي .. بسبب كلامها واسمها اتذكر في كل لحظة ابنتنا التي توفت فور ولادتها ...
صوت طرق الباب اعادني لوعيي .. دخلت الخادمة وقالت لي : سمو الاميرة .. سمو الامير بدر يود مقابلتك .
بدر !.. الم يكن مسافرا !..
نزلت للطابق السفلي ودخلت غرفة استقبال الضيوف .. دخلتها كان بدر يجلس مع عبد الله !..
ابتسمت وسرت باتجاهه قبل يدي وقال : سمو الاميرة طالعة تيننين .
- حبيبي مشكور شلونك ؟.
جلست بجانبه فقال لي : الحمد الله ... توني كنت اقول لسمو الامير انه مقصر معاج ومن زمان ماقعدنا مع بعض .
- اي والله انت لاهي عني .
- بعوضج .. والحين .
عقدت حاجبي وقلت : شلون ؟.
نظر بدر لعبد الله وقال : بعد اذنك اكيد ابي اسافر كم يوم مع سمو الاميرة .
فاجئني عبد الله وقال : اكيد موافق .
ابتسم بدر وقال لي : جهزي نفسج .
نهضت بفرح وقلت : اوكيه .
....

(( عبد الله ... ))

وافقت هذه المرة لانني حقا لا ارغب بوجودها وانا في هذه الحالة .. شئ اصابني وبدأ يغير مابداخلي .. اتذكر كل كلمة قالتها جوري .. افكر بها طوال الوقت ..
...
ولكن ما اقلقني هو انني كلما اتصلت بها اجد هاتفها مقفولا !...
بعد خروج بدر وسارة من القصر عاودت الاتصال بها .. هذه المرة لحسن حظي رن هاتفها ...
لأول مرة اتلهف لسماع صوت احد ... اجابتني بصوت متعب : الو .
- جوري !.
- اي .. سمو الامير عبد الله !.
ابتسمت وقلت : ايوة .. شفيه صوتج .
- ولاشي بس عندي افلاونزا .
- سلامتج ماتشوفين شر .
- تسلم .
- نفسيتج شلونها ؟.. اخر مرة شغلتي بالي .
- الحمد الله هسة اكيد احسن كم يوم تروح الافلاونزا وارجع .
- تنورين .
- تسلم وشكرا ع الاتصال سموك .
- لا لا بالعكس .
انهيت المكالمة وانا اشعر انني مراهق !...


(( بدر ... ))


عندما وصلنا الى لندن تغيرت عمتي للغاية والارتباك بدا واضحا عليها .. عندما خرجنا من الطائرة لمعت عيناها وقالت : لو كنا سافرنا لمكان ثاني .
قلت : انا يايبج مخصوص لندن .
نظرت لي بصدمة خشيتا ان اعرف شئ من ماضيها .. قالت : ليش ؟.
- لأنه بالصدفة عرفت ان جوري تعرفينها يمكن .
قالت : ايوة ايوة .
- سوت عملية الزايدة هني وبروحها ماقالت حق حد حتى اهلها .
قالت بقلق : ليش ؟.
- ماتبي تخوفهم تعرفين ام فاطمة مسكينة وبسرعة تقلق .
- ايوة بس شلون بروحها .
- انا كنت معاها بالصدفة يعني .. اكيد لما تشوفج بتفرح وبنستانس كلنا مع بعض .
ابتسمت وقالت : ايوة انا وايد احب هذي البنت ماعرف ليش .
واتجهنا الى شقتك ...






(( جوري ... ))


مضى يومان منذ ان رحلت وانا تعافيت قليلا ولكنني مازلت وحيدة ... لا اعلم ان حقا كان لك قلب واحببتني به !... بسهولة كسرتني وحتى بعد كل ماحدث لم تندم !...
سمعت صوت طرق باب الشقة ... هممت بالنهوض ولكن الممرضة نهضت قائلة : ارتاحي انستي .
فاتجهت هي لتفتحه ... دخلت انت اشحت بوجهي لجهة اخرى وانا جالسة على الاريكة .. قلت : شجابك ؟.
قلت : عندي لج مفاجاة .
نظرت لك بحدة وقلت : ماريد منك شي .
وضعت سبابتك امام شفتيه وقلت : اششششششش بتفضحينا .
لم افهم فقلت : شنو ؟.
فجأة رأيت امي تدخل من باب الشقة وهي تبتسم !.. نظرت لك بصدمة اكاد لا اصدق ما ارى !.. سارت باتجاه الاريكة التي اجلس عليها قالت : ماتشوفين شر .
بقيت متصنمة في مكاني مازلت غير مصدقة ان امي تقف امامي في اكثر وقت احتاج اليها فيه !!...
قال بدر بابتسامة : بتمين جي مصدومة !.
نهضت ببطئ وعيناي بدأت تتجمع بالدموع الى ان فاضت فتسربت الى وجنتاي بغزارة ... احتضنتها بقوة .. وبدأت ابكي بصوت عالي .. صوت لأول مرة اسمعه ... صوت يعبر عن كل ماهو بداخلي ... اما هي فصدمت ببكائي المفاجئ ... شعرت بيدها تمسح على ظهري وكأنها تزيل تلال الهم الذي يعتلي ظهري ... ابتعدت عني وهي تحاول تهدئتي ..
قالت : اششششششش حبيبتي اهدي اهدي اسم الله عليج شفيج ؟.
قال بدر : بس كانت محتاجة وحدة نفس امها فهالوقت .
بدأت امسح دموعي ونظرت لك .. نظرت لي بمعنى سايريني : سمو الاميرة بس درت انج سويتي عملية الزايدة يات تزورج .
تمالكت نفسي ونظرت لامي قائلة : مشكووووورة جنت صدق محتاجة وجودج .
- حبيبتي ماسويت شي .. حسبيني نفس امج .
- اكيد انتي ام.. اقصد نفس امي .
جلسنا على الاريكة ... قالت لي : ماكان لازم تيين بروحج .
- اضطريت .
سأل بدر الممرضة عن صحتي فاجابته انني بخير ... قال بدر : دام جذي بنطلع .
عقدت حاجبي وقلت : وين ؟.
بدر : احنا يايين نستانس وبس .
نهضت وقلت : اوكي حروح البس بسرعة بسرعة .
ودخلت للغرفة بسرعة لايمكنني ان اصدق انني سأقضى وقت مع امي اخيرا !...











(( سارة ... ))


عندما احتضنتني جوري وبدأت البكاء شعرت بشئ داخلي يتحرك ... شئ ظننته قد تجمد بسبب برد الشتاء .. وجدت يدي تمسح على ظهرها .. اشعر انني استطيع سماع صوت قلبها المتألم .. لوكانت ابنتنا على قيد الحياة لما شعرت بمثل هذا الشعور تجاهها .. شئ كبير ربط بيني وبين جوري في هذه اللحظة .. رغبت بقول انني والدتك لاتحزني .. ربما لن يكون كلامي هذا مجرد كلام يقال لمواساتها بل حقا شعرت انني والدتها ... وددت لو انها تبقى في حضني اكثر .. ليس تعاطفا معها ولكنها حقيقة مشاعري تجاهها .. مشاعر اجهلها ولا اعلم لماذا ولم هي بالذات ؟!..

دخلت جوري لغرفتها فجلس بدر بجانبي على الاريكة ... كانت نظرات بدر تتبعها الى دخلت هي للغرفة .. هناك شئ بينهما او على الاقل من طرف بدر ... ابتسمت وقلت له : شمعنة تبي نطلع مع جوري ؟.
- لأنه يعني مريضة تغير جو .
- في شي بينكم ؟.
نظر لي بارتباك .. ثم بدأ يزيح نظره عني وهو يحاول ان يجد كذبة .. قلت : ادري تحبها .
سالني بدهشة : شلون تدرين ؟.
- يبين فعيونكم .
ابتسم وقال : صج !.
- ايوة .. بس هي قاعدة تحاول ماتبين .
- لا مب جذي .. بس تقدرين تقولين اني مزعلها وايد .
- ويبتني هني عشان تصالحها ؟.
- ايوة لانها تحبج .
- بس انت تعرف انه مستحيل تنجمعون مع بعض .
قال بحزن : ادري .
....
لم اكن اعلم ان هناك ثنائي يشبهانا ياسامي !.. وكأنما بدر وجوري يسيران على خطانا ..



(( جوري ... ))


خرجنا ثلاثتنا الى ضفاف نهر التايمز ... كنت  تحمل كاميرتك معك ناولتها لأحد المرافقين وقال له : صورنا .
وقفت بجانب امي فوقفت بجانبي ومددت ذراعك فوق كتفي ... رفعت رأسي ونظرت لك بحدة ... همست وقلت : بدون نظرات لوسمحتي .
ابتسمنا للصورة والتقطت اول صورة تجمعني بأمي !..
ركبنا في العجلة الدائرية الكبيرة ( العجلة الزمنية ) ... بدأت امي تنظر عبر الزجاج للبعيد وكأنها بدأت تسترجع ذكرياتها مع ابي ...
قلت لي : شلونج ؟.
نظرت لك بحدة وقلت : شكو ؟.
- قاعد اسأل عن اخبارج .
- لتستظرف .
وبدأنا نتشاجر ولكن امي لم تشعر بشجارنا لانها كانت في دوامة الذكريات ... نزلنا منها فقلت لنا : وين تبون تروحون ؟.
قالت امي : روحوا انتوا استانسوا انا بتمشى شوي بروحي .
علمت انها تريد ان تسترجع ذكرياتها مع ابي ... تركناها وبدأنا نسير انا وانت ... سألتني : وين تبين تروحين .
- روح اي مكان تريده ماجي وياك .
توقفت عن السير وقلت : هي قالت لنا روحوا وتعالوا لي بعدين يعني مع بعض .
- اني ماريد اكون وياك .
- جوري امانة عطيني فرصة اصلح الي صار .
- مرح تقدر اوكي مستحيل يتصلح الي انكسر بداخلي .
- معناها مابهدج .. لين تسامحيني .
- اوكي تريديني اسامحك ؟.
- ايوة .
قلت بتحدي : زين لعد جيب ورقة وقلم هسة .
نظرت لحراسك وقلت : اريد ورقة وقلم !.
بدأوا يفتشون في جيبوهم ويبحثون الى ان احضروا ... جلست جانبا على الطريق وبدأت اكتب .. عندما انتهيت ناولتك اياها وقلت : سوي هذني السوالف واني حسامحك .
اخذت الورقة قبل ان تقرأها وقلت : ههه مافي شي ماقدر عليه .
رفعت حاجبي وقلت : هسة نشوف ؟.
بدأت تقرأ ماكتبت بصوت عالي : اولا : اييب لج رواية الكاتبة احلام مستغانمي ... ضحكت وقلت لي : هههههههههههههه بييب لج عشرة .
- ههههههه لا عيوني اريد روايتها الي بعدها ماكاتبتها .
- نعم !!.. شلون مثلا للحين ماكاتبتها وتبيني اييبها لج ؟.
- مشكلتك هي قالت انها دتريد تالف رواية بس مدري شوكت تبدي تكتبها اني اريها وبعد كم يوم همين .
- تستهبلين .
- مثل ما انت تستهبل وتريديني اسامحك .
نظرت لي بتحدي وقلت : اوكيه ... ثانيا : اييب لج كاظم الساهر ... ههههه سهلة .
- لا عيوني باجر اريده بالليل مع ان يقولون باجر عنده حفلة باستراليا .
زفرت وقلت : مب مشكلة نلقالها حل .
اكلمت قراءة وقلت : ثالثا : اييب الدكتورة الي سوت لج العملية واقول لها اني حمار !... لا ماقدر .
- اني هم ماقدر اسامحك .
- استغفر الله جوري !.
قلت ببرود : خير ؟.
- اوكيه بسوي ... اخر طلب تبيني اقرا مكتبة الروايات الي عندج كلها خلال يومين !.
- هههههههههههه اي .
- لا عاد جذي صج اوفر .
- مثل ما انت صرت اوفر وسويت بية هيج .
- خلااااااااااص موافق .
ممدت يدي كي اصافحك وقلت : اوكي اتفقنا وهسة يلا نقدر نروح مكان سوية .
ابتسمت وقلت : وين تبين سموج تروحين ؟.
- ممممم مطعم لانك جوعتني وتعبتني .
- هههههههههه ان شاء الله .
...

(( سارة ... ))

اتجهت الى المقهى الذي كنا نلتقي به انا وانت ياسامي ... لم يتغير منه شئ فمازال طرازه الكلاسيكي يضفي على المكان باكمله وصوت عبد الحليم يدوي في الارجاء ... كل شئ مازال موجود كما تركناه الا نحن !...
اكثر مايؤلمني هو ان ازور مكانا شهد على اجمل لحظات قضيناها معا .. فأجد المكان نفسه وكل شئ به لم تتغير بل قلوبنا هي التي تغيرت !.. قلوبنا هي التي ارهقت وذبلت .. اما الذكريات فمازالت تدور في المكان كأطياف تائهة تبحث عن صاحبها لتتلبسه وتجعله يتجرع الحنين والالم ...
...
جلست على احدى الطاولات وطلبت قهوة امريكية كالتي كنت تحبها .. احضر لي القهوة صاحب المقهى !.. صدمت عندما رأيته لقد تقدم به العمر كثيرا ولكن وجهه الضاحك مازال كما هو رغم التجاعيد التي غزته ...
ركز بصره علي وقال : كأني شايفك هون من قبل ؟.. كنتي تجي مع زوجك مهيك ؟.. وينو ؟.
ارتبكت ولم اعلم بماذا اجيبه .. قلت : لا انا اختها .. اختي وزوجها ماتوا من زمان .
- يييي الله يرحمهم كانتوا كتير بيحبو بعض .
ابتسمت بحزن .. حقا لقد ماتت تلك الشابة التي كانت بداخلي .. التي كانت تنتظر حبيبها في المقهى ...
...
فقت من شرودي على صوت جوري قائلة : احم سمو الاميرة !.
نظرت لها وابتسمت : هلا جوري .. اقعدي .
سحبت كرسي وجلست امامي .. نظرت عبر النافذة الزجاجية وقالت : حلو هالمكان .
- ايوة وايد .. بدر وينه ؟.
- راح يسوي كم شغلة .
اكتفيت بالابتسامة وبدأت ادقق في ملامحها .. قالت لي : اكيد تذكرتي ايامج من جنتي تجين لندن ؟.
- ايوة .
- جنتي تجين وياسمو الامير عبد الله ؟.
- أأأ.. لا .
ابتسمت وقالت : شكرا لانج جيتي تزوريني اليوم احسج مثل امي .
ربت على يدها وقلت : انا بعد احبج وايد مادري ليش بس صج احسج نفس بنتي .
- اني هوووووووواية احبج هووواية .
سقطت دمعة من عيني وانا اسمع كلمتها الاخيرة .. تذكرتك عندما كنت تقولها ياسامي ( سارة اني احبج هواية ) ...
نظرت لي بصدمة وقالت : اسفة قلت شي غلط !.
- لا لا .. بالعكس .. قلتها وانا امسح دمعتي محاولتا تمالك نفسي .
سألتني قائلة : اظاهر انتي وجلالة الملك ابو سمو الامير بدر كلش قريبين علمود هيج علاقتكم قوية انتي وبدر .
ابتسمت وانا اتذكر موقف اخي الذي من المفترض ان يكون سندي في هذه الحياة ... بعد وفاة ابي ( لعنه الله فأمثاله لايستحقون الرحمة ) كان قد مر على زواجي بعبد الله عشر سنوات ولم انجب محمد ... لجأت لأخي علي بعد ان تسلم منصبه كحاكم للبلاد اخبرته قائلة : ابي اتطلق من عبد الله .
قال بدهشة : ليش .
- هو يضربني من اول يوم زواج وابوي كان خاله واصي علي .
ابتسم لي بحب ومسح على ذراعي قائلا : حبيبتي تاخذين دواج ؟.
قلت بصدمة : اي دوا ؟.
- خلاص انتي ارتاحي وردي قصرج وانا بتصرف .
- شبتسوي يعني ؟.
- بتصرف .
وظننته حقا سيطلقني من عبد الله ولكن طبيب العائلة وجميع التقراير التي زورها ابي وعبد الله معا اثبتت له انني فاقدة للاهلية ... عندما ثرت في وجه اخي ادخلني لمصحة في المانيا ... الغريب ان عبد الله قد  تلاعب بجميع من في المصحة بأمواله .. والمضحك ان اخي لم يحاول ان يتصرف بنفسه بل كل خطوة اتبعها كان مع عبد الله حتى لم يفكر بالتحقق من الامر بنفسه بل سمع لعبد الله ولم يسمع لي ... بعد شهران مو تواجدي في المصح اخروجني منه لانني كنت قد حملت بابني محمد ...
عدت من تلك الذكريات على صوت جوري وهي تقول لي : سمو الاميرة !.
قلت : نعم !.
- وين رحتي ؟.
- لا ولا شي .
...










(( جوري ... ))


مازلنا في المقهى الى ان دخلت وسحبت الكرسي الذي بجانبي قائلا : نسيتوني !.
ضحكت امي وقالت : هههههه خذتنا السوالف .
نظرت الي كنت اشيح بوجهي ولا اريد ان اراك ... قلت لي : قومي .
التفت اليك وقلت ببرود : شكو ؟.
- بنروح مكان .
قالت والدتي : وين بتروحون .
بدر : لا سموج بنروح كلنا يلا .
( معقولة جاب كاظم بهالسهولة ! ) ... خرجنا من المقهى وعدنا الى شقتي !.. همست لك عند وصولنا ( جايب كاظم لشقتي ! ) ...
- هههههههههههه دشي وانتي تعرفين .
دخلنا للداخل كان هناك ثلاثة اشخاص !.. نظرت لك بتساؤل .. ضحكت ونظرت لامي قائلا : عمتي تشهدين ع زواجي !.
شهقت بصدمة !.. التفت الى امي كانت تنظر لك وتبتسم وكأنها فخورة بك .. ولكن مهلا لم ارغب بأن يحدث هذا فنحن نسير على خطا امي وابي لا اكثر والنهاية محتومة ...
ضحكت وقلت لي : هههههه شفيج فهيتي !.
- بدر ترا الدنيا تنقلب اذا احد عرف .
- خليها تنقلب !.
نظرت لامي اطلب منها نصيحة ... كانت تبتسم ولكن عينها تمتلئ بالدموع ...
قلت : اوكي موافقة .
جلست على الاريكة بيننا الشيخ ... رأيتك تردد خلفه وتنظر لي ... لايمكنني اصف ماشعرت به حينها !.. انت وامي في يوم كهذا !..
انتهى الشيخ من مراسم الزواج ونهض قائلا : مبروك .
خرج الشيخ والذين معه .. اقتربت امي مني وقبلتني : مبروك بنتي .
احتضنتها بقوة وقلبي يردد : شكرا امي .
ثم احتضنتك وقالت : انت مينون .
- ههههههههه لازم واحد يصير جذي .
نظرت الي ورفعت حاجبك قائلا : ماباركتيلي يازوجتي العزيزة .
ثنيت ذراعي لصدري وقلت : ع نفسك ماكو ولعبالك اني سامحتك .. سوي الي قتلك عليه واني حسامحك .
- ادري ع فكرة .
- اي عبالي .
نظرت لامي وقلت لها : عمتي شراييج تروحين مع جوري القصر تباتون مع بعض وانا بسويلي الشغل الي عندي .
قالت امي : لا بنتم هني فالشقة احسن زهقت من القصور .
صفقت بيدي وقلت : صدق يعني حتباتين وياي !.
امي : هههههههههه ايوة .
اقتربت مني وهمست : ياليتني كنت مكانها .
رفعت حاجبي وقلت : انجب سموك .
ابتعدت عني وانت ( متفشل ) .. قلت لأمي : سموج بيتمون الخدم معاج والحراسة برا .
قلت انا : لا لا خلي الخدم يروحون ع الاقل بقي بس الحراسة .. اني اخدم سموها .
امي : حبيبتي مابي اتعبج .
- لا بالعكس اصلا اني كلش فرحانة .
...






(( بدر ))













(( بدر ... ))


اتصلت باحد مساعديني واخبرته ان يدعو المطرب كاظم الساهر للحضور الى لندن في الغد وانه سنتحمل كل الخسائر ... وقررت السفر الى الجزائر لمقابلة احلام مستغانمي ... عندما وصلت الى هناك بعثت دعوة لها لمقابلتي في الفندق ... وفي خلال هذا الوقت قضيته في قراءة رواياتك التي تحبينها ... او ربما لست انا من اقرأها ..
كنت مستلقي على الاريكة ويقرأ لي احد مساعديني رواية هامليت .. اشرت له بالتوقف عن القراءة وامسكت بهاتفي واتصلت بك قائلا : صدرييييييييي ضاق حسبي الله عليج .
قلت بحدة : حسبي الله بيك امداك منو الي مأذي منو ؟.
- شهالروايات الي تقرينها كلها نكد .
- ماكو انكد منك .
- هييي تراني زوجج مايصير تقولين جي .
- انت زوجي مع وقف التنفيذ فاهم !.
- بيتنفذ الحكم ان شاء الله .
- هه هاي اذا سويت الي طلبته .
- بسويه وبتشوفين ياهبلة .
- حمار لتحجي علية بعد ماتقول عني هبلة .
- يعني انا الي ارضى تقولين حمار تراني امير .
- واني همين اميرة فاهم لولا .
- انزين عطيني طاقة .
- شلون يعني ؟.
- يعني كلمة حلوة بوسة اي شي .
- شايفتني ريد بول اطفر يلا داروح اجهز النومة لأمي اقصد سمو الاميرة .
- ياحيها .
انهيتي المكالمة قبل ان تجيبي بشئ وعدت انا لقراءة الرواية .....


















(( جوري ... ))


جلست امي على الاريكة التي امام التلفاز تمسك بوعاء الفشار وانا بجانبها أأكل المكسرات ... نشاهد فيلم قديم ( Tow women) ... قالت امي وهي تشاهد الفيلم : من زمان ماقعدت قعدة جذي .
ابتسمت لها وقلت : لعد كل اسبوع يراد نقعد هيج .
- ماقدر عبد الله مايرضا .
نظرت لها بصدمة !.. فقالت : يعني مايقدر يفارقني .
- لعد اني اجيج القصر عود .
ابتسمت وقالت : ان شاء الله .
...
انتهينا من مشاهدة الفيلم ودخلنا للغرفة لننام ... نظرت للسريران فعلقت قائلة : شحقه سريرين ؟.
ابتسمت وقلت : تريدين اقول الصراحة ؟.
- هههههه ايوة .
- بدر جان يجي يبات هنا .
- اووه كل هاي يطلع من بدر واحنا ماندري .
جلست على سريري وقالت : تبين اقولج قصة قبل النوم .
قلت بحماس : بربج عادي !.
- ايوة قلت لج احسبج نفس بنتي .
- ياريت ياريت ... زين عادي انام بصفج بين ماتخلصين القصة ؟.
- اكيد .
استلقيت بجانبها لأول مرة اشعر بشئ غريب ... اشعر ان قلبي مملوء بالسعادة .. شئ بداخلي يتحرك ويكاد ان يقفز فرحا ... لفتاة لم تذق طعم حضن الام يوما .. بل حتى لم تتذوق حليب امها بعد عشرون عاما تنام في احضانها !...

لم استمع للقصة التي روتها لان صوت ضربات قلبي كان مرتفع اعلى من صوتها ... نمت بعمق اجمل ليلة قضيتها في حياتي على الاطلاق ...

اميرة رغماً عنهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن