(( جوري ... ))
ظننت دوما ان عبد الله عندما يعلم بأمري سيثور غضبا ولكن ربما صدمته بي جعلته يصمت ويغادر دون ان ينطق بكلمة واحدة !...
بعد رحيله من المطعم اخيرا استعدت توازني من جديد فقلت لك بغضب : انت خربت كل شي .
نهضت من كرسيك وقلت : لا والله اسف سمو الاميرة جوري خربت خطتج انتي وزوج امج !.. لا والاحلى مسويتني لعبة عندج وشروط عشان تسامحيني ومادري شنو تتمسكنين .
رفعت صوتي وقلت : لتقعد تلوص بالحجي اوكي !.
اقتربت مني وقلت لي بقهر : جوري انتهينا بطلقج .
لا يمكنني ان اصدق !.. نطقتها بنفسك !.. اغمضت عيني وفتحتها عدة مرات لأستوعب كلمتك !..
قلت : لقيتلك فرصة حتى تنهي كل شي مو !.
- بدون كلام فاضي جوري .. انتي لو صج تحبيني تكتفين فيني انا قتلج انا بعوضج عنهم .
- تعرف شي .. اني مرح ابررلك لانك صدق متهمني اطيتك فرص هواي .. حعوفك هيج حتى بعدين من تدري اني شنو تعض اصابيعك ندم .. وهالمرة لا شروط ولا شي لو تصعد للسما وتنزل مرح اسامحك .
رفعت اصبعك وقلت بتهديد : جوري اطلعي برا حياتنا خلاص .
- مو بكيفك اني الاميرة وغصبا عن الكل واولهم انت .
بقيت تنظر الي ولم استطع ان افسر نظراتك ورحلت !... رفعت يدي لوجهي لأمسحه فوجدته جافا لايوجد اثر للدموع عليه !... عندما علمت ان مابداخلي من الم اكبر من ان يتحول لدموع فقط !...
(( سارة ... ))
قبلت جبين ابني محمد وتذكرت ابنتي ليتها بقربي لأراها تنام امامي ... لأعوضها .. مظلومة انتي ياجوري مثل سامي ..
خرجت من غرفة محمد متجهتا الى جناحي ... رأيت عبد الله يخرج من المصعد ويحني رأسه للارض !... في الفترة التي مضت لم نتحدث الا مصادفة بل تغير كليا واصبح مسالما !...
رفع رأسه ورأني ... قال لي بهدوء : تعالي بنتكلم .
دخلت انا وهو جناحنا لنتحدث ... جلست على حافة السرير وقلت : تفضل .
سار باتجاه علبة السجائر التي على الطاولة ... وضع سجارة في فمه وبدأ يدخن ... نفخ الدخان في الهواء وقال : بنتج عايشة .
وكأن شئ اصاب قلبي ... بدأت ضرباته تزداد سرعة وتنفسي ازداد حرارة ... استرسل : بنت من سامي للحين عايشة .. هي نفسها الصحفية جوري .
بلعت ريقي وانا اخاف من حكمه عليها ... اقترب مني فاغمضت عيني مستعدة لصفعة ولكن شعرت بيده تمسك يدي ... فتحت عيني وجدته ينظر الي قائلا : بنعترف ببنتج .. وبنسى كل شئ طاف .. بنبتدي من يديد .. وبتتربى مع اخوها محمد .
!!...
(( عبد الله ... ))
رميت بحسدي على الاريكة التي في غرفة الطبيب ... تنهدت بحزن وكأنني كنت في كابوس ..
سألني طبيبي النفسي قائلا : انت ليش قررت انكم تعترفون فيها ؟.
اجبت بيأس : لانها مستحيل تكون حقي .. خليها قريبة مني احسن .. ع الاقل اشوفها كل يوم .
قال لي : بس انت قاعد تأذى روحك .
- حتى لو .. احس للحين مب قادر استوعب ان جوري مستحيل تكون حقي .. انها بنت زوجتي .
- لمتى بتم تعذب نفسك بقربها ؟.
- مستعد اتعذب لأخر العمر المهم تكون معاي .
- النسيان افضل حل بالنسبة لك .
- ماظن اقدر انساها .
...
(( بدر ... ))
كنا نحن الخمسة جالسين في قصرنا .. انا ووالدين وعمتي سارة وزوجها ... كان والدي مصدومان لأن عمتي اخبرتهم بشأنك !...
نظرت الي امي وقالت : بدر انت تأكدت انها صج بنت عمتك ؟.
- ايوة .. سوينا تحليل DNA .. عمتي تذكرين لما خذيت منج دم قلت لج انها حق جمعية للتبرع بالدم .
قالت عمتي : ايوة .
قلت : هو سويت وقتها تحليل والنتايج عندي للحين لو تبون تتأكدون .
قال ابي : بس لازم نجهز شي نقوله للمجتمع والاعلام .
فاجئني عبد الله بتعاونه معنا وقال : اذا تبون نقول انها بنتي انا من زوجة تزوجتها قبل زواجي بسارة وكانت تدرس برا وردت .. بتكون فرصة حلوة لسارة عشان يقول الاعلام عنها ان قلبها طيب ورضت تربي بنت مو بنتها وبالمرة بتكون من العائلة الملكية مب بنت غريب .
بدأنا ننظر لبعضنا ... بصراحة يعتبر افضل حل .. المشكلة اننا سيعنا معا لتنالي هذه المكانة ولكن عندما تحقق حلمك كان كل منا في طريقه !...
....
(( جوري ... ))
منعزلة في غرفتي من ايام لا احادث احد .. وكأنني عدت من جديد لوحدتي كالتي كنت بها بعد وفاة جدتي .. وكأن الحياة تعاقبني ولدت وحيدة واكملتها وحيدة ايضا !...
حتى ( تامر حسني ) الذي كنت استمع عليه اصبح يبكيني ...
اصعب احساس في الدنيا لما تحس بظلم وقهر ..
وانت ياعيني وحيد في الدنيا ملكش حد ملكش ظهر ..
ويوم ماتيجي تتكلم محدش يسمعك .. ويوم ماتنوي تتقدم تلاقي كله بيرجعك ..
ويوم ماتلاقي حبيب ترتاحله .. هو اول واحد يخدعك ..
...
سمعت صوت طرق الباب فمحست دموعي ونهضت لأفتحه .. فتحت القفل ثم فتحت الباب .. صدمت عندما رأيت امي !!!...
بلعت ريقي وقلت : ســ مو .. الاميرة .
كانت تبتسم ولكن عيناها تمتلئ بالدموع .. فتحت ذراعيها وقالت : أأ.. نتي .. بنتي .
اشعر ان حنجرتي ترتجف .. لا استطيع النطق خانني التعبير عما اشعر به !.. خانتني الكلمات ولكن الدموع انصفتني فسقطت غزيرة .. كل عضلة في جسدي بدأت ترتجف .. حواسي كلها اضطربت .. فاحتضنتني بقوة .. وجدت نفسي اسقط في احضانها ... كانت يداها تطوقاني وتشداني لتخبئني في اضلاعها ... وجدت نفسي اتشبث بها وانطق : ما .. ما .. ما ما ..
ابتعدت عني وبدأت تنثر قبلاتها علي في كل مكان .. وانا احاول ان امسك بيدها واقبلها بشدة .. تارة نعود لنعانق بعضنا وتارة اخرى ننظر في عين بعض كي نتأكد ان مانعيشه هو واقع ... لحظات .. او دقائق .. ولكنها تعبر عن وجع عمر بأكمله .. تعبر عن تعب .. كثرة انتظار ... بداية الربيع !..
(( سارة ... ))
ان المس قطعة من الجنة واضمها في احضاني هذه بمثابة معجزة !.. بمثابة هطول المطر في الصحراء الصيف .. قطعة منك ياسامي بين يدي .. لسانها ينطق امي امي ... ارغب بضمها وتخبئتها بين اضلعي ... اقبلها مرارا .. اشم رائحة شعرها .. يداي ترتجفان اكاد لا اصدق انه واقع !... بين احضاني زهرة الجوري في الربيع الذي انتظرته طويلا الى ان يأست من قدومه ... وكأن الله فعل هذا ليثبت لي انني كنت مخطئة ... وان هناك امل !... الامل الذي ظننت انه غير موجود في الحياة يوجد فقط في الاخرة !...
لا اذكر انني بكيت هذا القدر من البكاء في حياتي ... في وقت ظننت انني لن افرح ابدا ... ولكن هاقد ابكاني الله ضعف تلك الدموع ولكن فرحا !...
جلست على الارض وهي مازالت في احضاني .. اقسم انني ارغب بتمضية العمر كله هكذا ..
بدأت امسح دموعها وقلت بصوت مرتجف : اشششش خلاص مافي دموع بعد فاهمة !.
- بدر قلج ؟.
- لا عبد الله .
قالت بدهشة : شلون ؟.
- مادري انا بعد انصدمت .. الليلة بتنامين فحضني بنروح القصر .. الي المفروض كنتي تتربين فيه .
كانت يداها ترتجفان ... بدأت امسح على شعرها : اشش حياتي خلاص اهدي .
- احس نفسي بحلم .
- هههه انا بعد .
....
(( جوري ... ))
توقفت السيارة الفاخرة امام القصر ... احد الحراس فتح لي الباب ترجلت من جهة وترجلت امي من جهة اخرى ... امسكت بيدي وقالت وهي تبتسم من القلب : جاهزة ياسمو الاميرة !.
قلت بفرح : اكيد .
صعدنا الدرجات التي قبل البوابة الداخلية ... دخلنا للداخل كان طقم الخدم جميعهم يقفون صفا بالقرب من الباب ... انحنوا قائلين : مرحبا بك سمو الاميرة .
وكأنني اعيش حلما !.. او حكاية اقرأها في الكتب ..
صعدنا للطابق العلوي .. اتجهنا لأحد البوابات ... فتحتها امي ودخلنا .. كان جناحا فخما للغاية .. كل قطعة به اختيريت بعناية ... مفتوح على شرفة كبيرة تمتلأ بالازهار ... سرت خلف امي ودخلنا غرفة النوم ... كان السرير كبيرا للغاية .. واعلاه تاج معلقا على الحائط ... قلت : رووووووووعة ماصدق هاي الي .
ضحكت امي وقالت : للحين ماشفتي شي .
دخلنا لغرفة اخرى كان بها الكثيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــر من الثياب .. الاحذية .. والمجوهرات .. قسمة على اقسام كل قسم يتبع ماركة معينة ..
صرخت : واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو مداصدق هاي الي ااااااااااااااااااااااااااااه ههههههههههههههههههههههه.
بدأت اقفز فرحا : ااااااااااااااااااااااه صرت اميرة هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه .
احتضنتني امي وقبلتني قائلة : وانا طالعة تشبهيني مينونة .
- ههههههههههههههههههه .
(( عبد الله ... ))
عدت مساءا الى القصر ... سرت باتجاه المصعد عندما فتح كانت جوري تهم بالخروج منه ... خرجت منه وابتسمت قائلة : ممكن احجي وياك ؟.
حاولت تمالك نفسي والتظاهر بالقوة قائلا : بخصوص شنو ؟.
- ردت اشكرك على الي سويته .. متوقعت .
- انتي تستاهلين اكيد تعذبتي وايد فحياتي .
- شكرا هواي .. لومهما قلت شكرا مرح اوفيك.
- لا عادي .. انتي .. نفس ..بــ ..نتي .
ابتسمت الي وقالت : اكيد واسفة ع كل شي سويته .
- خلاص انسي الماضي ياسمو الاميرة .
ابتسمت وقالت : هههه شكرا سمو الامير .
فاتجهت انا للطابق العلوي وانا التقط انفاسي ... اي جنون الذي افعله !... دخلت جناحي وجدت سارة تجلس وتقرأ كتابا .. قلت : بقولهم يجهزولي جناح ثاني حقي .
وضعت الكتاب جانبا وقالت : ليش ؟.
- خلاص مابي حد يضايق الثاني .
نهضت من مكانها واقتربت قائلة : للحين مب مستوعبة انك صج تغيرت .
- تقدرين تقولين تعبت .
- شكرا يعني انت اذيتني وايد بس نسيت كل شي لما رديتلي بنتي .
لم اعلق وخرجت من الجناح ...
....
(( جوري ... ))
في صباح جديد في القصر الكبير في القصة الخيالية التي اصبحت اميرتها ... استيقظت على صوت امي وكأن نبرة صوتها اجمل نغمة تطرب اذني ... ابتسمت وقبلت يدها : صباح الخير ماما .
قبلتني : صباح الجوري .. يلا قومي قومي ورانا يوم طويل .
نهضت بكسل وقلت : شكو ؟.
اشارت على امرأتان .. قالت : هذي مريم وصيفتج .. وهذي جوليا الي رح تشرف على تدريبج .
- تدريبي !!.
- حتى تكونين احلى اميرة ... وبنسوي حفلة كبيرة نعرفج فيها ع العائلة كلها .
قلت بحماس : اوكي .
خرجت امي من جناحي ونهضت انا لأدخل الحمام ولكن صوت جوليا المدربة اوقفني قالت : سمو الاميرة .
- نعم ؟.
- وين ؟.
- الحمام !.
- لازم تنادي ع الخدامة سموك مشان تجهزلك الحمام .
- هو مو نظيف شتجهز بيه ؟.
- ولو .
- اوكيه صيحيها .
- سموك دوسي ع الريموت هاد .
!!!.. ضغطت على زر فدخلت الخادمة قائلة : وامرك سمو الاميرة .
قلت : جهزي الحمام .
قالت جوليا لي : وكمان كل يوم لازم تصحي ع الساعة تماني .. ساعة تماني وربع تكوني في الحمام تاخذي شور .. تسعة بالضبط تكون لساتك طالعة من باب الحمام ... تسعة ونص تكوني سموك تحت على طاولة الفطور .
اوقفتها قائلة : لحظة لحظة ... عود انتي ذكريني ترا حنسى .
خرجت الخادمة من الحمام وقالت : سمو الاميرة الحمام جاهز .
دخلت للحمام ولكن وجدت وصيفتي والخادمة معي !.. قلت : شنو ؟.
مريم : سموج عشان تتسبحين .
- شنو تسبحوني !!!!.
- اي سموج .
- لا لا اني موطفلة شكرا ... انتظروني برة هاي اشياء داخلية ميصير .
- بس سموج .
قاطعتها : يلا انتظروني برا .
خرجتا فاغلقت الباب خلفهما ونظرت للحمام !!.. الحمام اكبر من شقتي التي في لندن !!.. حوض الاستحمام فقط يشبه بركة السباحة ... خلعت ثيابي وجلست في حوض الاستحمام .. قلت : اول سبحة ملكية ههههههههههههههههههه .
خرجت من الحمام وجدتهم بانتظاري .. دخلت غرفة الثياب وجدت امرأة اخرى .. سألت مريم : منو هاي ؟.
مريم : هذي الفاشنيست مال سموج .. اسمها كارلا .
كانت قد اختارت لي فستان .. ارتديته وبدأن بتصفيف شعري .. بعد ان انتهيت سألت مريم : رايحين حفلة ؟.
- لا سموج بس عشان تنزلين تتريقين .
- كل هاللغوة علمود الريوق الله يرحم جنت اكل ع الجرباية .
- شنو سموج ؟.
- ولا شي .
نزلنا للطابق السفلي وفرقة تحيط بي !.. ( شهالعيشة ) .. دخلت غرفة الطعام كان عبد الله وامي ومحمد اخي الصغير الذي التقيت به مرة واحد يتناولون الفطور ... درت حول نفسي وقلت : شنو رايكم ؟.
قالت امي : تيننين حياتي .
اكتفي عبد الله بالابتسامة ولكن قال محمد : انتي حلوة .
سرت باتجاهه وقبلته : عيونك الحلوة .
جلست بجانبه على الكرسي .. وضعت الخادمة الطعام امام .. ولكن وجود الخدم حولنا يوترني ...
سألني عبد الله : ليش ماتاكلين ؟.
- ماحب اكل واكو ناس يمي .
- ههههه بتتعودين .
- زين خطية خل يروحون شنو يبقون واقفين .
رفع يده عبد الله واشار لهم بالانصراف .. قال لي : جي احسن !.
- اي تسلم .
...
مر يومان والجميع يحضر للحفل ... نا بجانب امي ... كل شئ موجود الا انت !..
في الماضي كنت لا املك شئ ولكن حبك يغنيني عن كل شئ ... اليوم !.. املك كل شئ الا انت !...
نام الجميع ولكن وجعي منعني من النوم ... وجدت نفسي اشاهد صورنا معا .. مع كل صورة ابكي ..
سمعت صوت طرق باب الجناح ... مسحت دموعي وقلت : ادخل .
فتحت الباب امي ودخلت قائلة : للحين مانمتي .
حركت راسي نافية .. اقتربت من سريري وجلست على حافته ... وضعت يدها فوق يدي وقالت : اميرتي الحلوة ليش تصيح ؟.
بدأت ابكي من جديد فقلت : مقهورة ع الي صار بيني وبين بدر .
جرتني لحضنها وقالت : اششششش كل شي بينحل وصدقيني بدر وايد يحبج مستحيل يتخلى عنج .
- بس اني همين زعلانة منه .
- سامحتيه ع الاكبر من هذي.. وربيتيه .
- بس هو اظاهر متربى .
- اشش قلت لج كل شئ بينحل .. وابيج ترتاحين بكرة يوم طويل ولازم تكونين فأحسن حالاتج .
- اوكيه .. احبج هواية .
- وانا بعد .
قبلتني وخرجت ....
.....
واتى اليوم المنتظر والاستعادات في القصر على اوجهها ... جناحي كان يعج بخبيرات التجميل والازياء ... الى ان جهزت .. سمعت صوت تصفيق خلفي بعد ان انتهوا .. التفت وجدت امي تنظر لي باعجاب هي ايضا كانت تبدو اكثر من رائعة ... منذ ان علمت انني ابنتهى ووجهها قد تغير .. اصبحت اكثر حياة توردت اكثر ..
اقتربت منها وقبلتها قائلة : طالعة تخبلين .
امكست بوجهي بكلتا يديها وقالت : طالعة صج اميرة .. مافي احلى منج .
ثم همست الي قائلة : بدر لما يشوفج بينجن .
- خل يولي .
- ههههه وايد تشبهيني .
....
(( بدر ... ))
قررت عدم حضور الحفل ولكن في اخر لحظة قررت الحضور ... ربما ارغب برؤيتك .. لا اكذب ان قلت انني اشتقت اليك ولكن غضبي عليك اكبر ...
اعلنوا عن دخول عمتي ودخولك معها ... بلعت ريقي واخذت اتناول العصير الذي امامي حتى حرارتي قد ارتفعت ... فتحت البوابة وعندها دخلتي انتي وعمتي .. كانت خطواتك واثقة وانتي ترتدين فستان ارزق طويل .. تبتسمين وكأنك تصوبين ابتسامتك على كل شخص ... كانت عيناك فرحة للغاية ... وجدت نفسي لاشعوريا ابتسم لابتسامتك ... اخيرا قد وصلتني الى ما طمحنا اليه .. ولكن بمفردك ..
...
وصلتي الى عبد الله بدأتي تحاديثنه وتضحكين ... فأفقت وتحولت ابتسامتي لعبوس ... سرت لأخرج خارج القاعة في الحديقة بعيدا عن الضوضاء ... عند خورجي اخذت نفسا عميقا وحاولت ان ارتب افكاري ... سمعت صوتك خلفي تقولين : ماعجبتك الحفلة سمو الامير !.
التفت وجدتك تنظرين لي ببرود وتثنين ذراعيك لصدرك .. قلت بنفس برودك : لا حلوة .
- لعد شكو عفتها وطلعت برة ؟.
قلت لأستفزك : مممم كنت افكر شوي .
وفعلا اثار كلامي فضولك فسألتني : بشنو سموتك تفكر .
قلت : سموج لا تشغلين بالج بأفكاري ... بالمناسبة حلو الفستان الازرق اونة سندريلا انتي !.
قلتي بتحدي : بالضبط .
ابتسمت : بس سندريلا يات عشان الامير انتي ياية عشان زوج امج .
رفعتي اصبعك بتهديد وقلتي : ماسمحلك تتجاوز علية فاهم .. سموك !.
ضحكت باستهزاء : هههههه فاهم سمو الاميرة .
ودخلت مرة اخرى للقاعة .. فوجدتك تدخلين خلفي .. سرت باتجاه خشبة المسرح واعتليتها .. قلت : لو سمتحوا ... في هذي المناسبة الحلوة .. وبما انه العائلة كلها مجتمعنا حاب اقول شي ... انا يشرفني اطلب يد سمو الاميرة وجدان .
........
(( جوري ... ))
عندما قلت وانت على خشبة المسرح : انا يشرني اطب يد سمو الاميرة ..
ظننتك ستفاجئني .. ستعلن عن زواجنا او ستصالحني .. ولكن الاسم الذي قلته هو اكثر ماصدمني !!.. وجدان اعز صديقاتي او الصديقة الوحيدة التي وثقت بها !...
فورا نظرت لجودان حيث تقف .. وضعت يديها على وجهها وهي تضحك بخجل !... فرأيت والدها يضحك ويعتلي خشبة المسرح بجانبك ... ضحك معك وبعدها اعلن موافقته ... الجميع بدأ يتزاحم عليها ليبارك لها !... وهي تبتسم !.. المشكلة انها تعلم بما بيننا تعلم بأنك تحبني .. اوه اقصد كنت تحبني .. وتعلم انني احبك !..
العالم من حولي بدأ يضيق فأصبح يخنقني .. حتى الحفل والناس اشعر انهم قد تحولوا لوحوش .. اصواتهم .. ضحكاتهم .. تبريكاتهم كل شئ تحول لسلاح يقتلني !...
بدأت اتنفس بصعوبة .. رفعت رأسي انظر للاضاءة وكأنها توشك على الانطفاء .. السواد عم المكان ... رفعت يداي لوجهي وانا احاول ان امسح دموعي التي جرت دون علمي ... وجدت صوت حنون في هذه الغابة ينتشلني مما انا فيه ..
- جوري .
التفت فوجدت امي .. بسرعة كبيرة احتضنتها وبقوة .. كغريق وجد قطعة خشب تسنده في وسط المياه !.. تشبثت بها بقوة .. بدأت تهمس بأذني : اششششششششش اششششششش تعالي معاي .. اهدي .
وجررتني لأخرج معها من القاعة كاللصوص ... دخلنا لأحدى الغرف .. فور اغلاق امي للباب خلفها انفجرت باكية : اهئئئئئئئئئئ شفتي شسوة الحقير وهي همين لا وفرحانة ... ماما تعرفني .. تعرفني احبه ليش ماقالت لا ... لا ... اهئ ماقدر ماتخيل بدر يتزوجها ... لا لا .. زين شلون مو هي صديقتي !.. يعني مستحيل مو !.. شنو هي موجانت تحبني وتساعدني .
جلست على الارض ابكي بصوت عالي .. فاجلست امي بجانبي وجرتني لحضنها تحاول تهدئتي : اااااااااااااااششش خلاص جوووري .. هي وحدة حقيرة وكذابة ... جوووري .. حبيبتي ماقدر اشوفج جذي .
اشرت على قلبي وقلت : ليش مكتوب ع قلبي الحزن دايما ... ليش مو من حقي افرح واعيش .
هزتني امي وهي تمسك بي من ذراعي قائلة : جوووري اسمعي مابتستلمين فاهمة !.. بدر زوجج وحقج ومابتسمحين لهذي تاخذه منج .
- بس هو الي كسرني هووو .
- وانتي مابتسمحيله ولا لغيره انهم يكسرونج ... جوري انتي غصب عن الكل صرتي اميرة وبالغصب بعد بتاخذين حقج من بدر ومابتخليها تفوز عليج .
بدأت امسح دموعي وانا اقول : بس اني مورخيصة حتى اتعارك ع رجال .
- انتي مابتتهاوشين ع ريال ... انتي بتردين حقج وبس .. بتردين الشي الخذوه منج ... هم يبون يكسرونج .. فأكثر يوم المفروض تكونين مستانسة فيه خلوج تصيحين ويصير فيج جذي !... لاتسمحيلهم .. اسمعي .. لو الظروف والناس حالوا يزعلونج ... ابتسمي عناد فيهم ... انتي بنت سامي وبنتي القوية الي رغم كل شي عاشت غصب عن الكل .. وصارت اميرة .. انتي قوية جوري فاهمة !.
...
ان حاول القدر والناس تدميري .. فسأدمر نواياهم قبل ان يفعلوا بي هذا ..
ان حاول القدر والناس افساد فرحتي .. فسأتصنع الفرح حي احزنهم ..
مسحت دموعي وبدأت ارتب مظهري من جديد فعدت برفقة امي الى الحفل من جديد ... عند دخولنا كان ايضا الجميع مشغول ببدر ووجدان الذين سرقوا الانظار والجميع بدأ بتصويرهم للصحافة ... امسكت امي بيدي واعتليت برفقتها خشبة المسرح ... صفق الجميع لأمي ..
انتهى تصفيقهم فقالت : اليوم اسعد يوم فحياتي .. لأنه بقدم لكم جوهرة .. او وردة .. وردة الجوري .. الاميرة جوري .
صفق الجميع لي .. نظرت للاشئ وليس لوجههم .. بل نظرت لنفسي .. لجوري القوية .. جوري التي كانت تبكي بحرقة منذ دقائق .. جوري التي انكسرت .. جوري التي اعتادت على الوحدة وعلى الغدر .. لكل ماسبق .. لما عليه انا الان فقط !...
قلت : اول شي يسعدني تواجدكم بهاي الحفلة .. ثاني شي جان بالنسبة الي حلم اني اوقف قدام حضراتكم بس الحلم تحقق .. بالمناسبة لبست ازرق اليوم علمود قصة ساندريلا .. لأني ساندريلا اليوم .. ماعتبرها قصة عادية .. ساندريلا نمط حياة .. وهي ان يكون عندي اصرار .. واني جيت هنانة مو بعربة سحرية هههه .. بس عندي سحر اقوى .. الي هو اني ( اريد ) .. وارادتي هاي هي الي حتوصلني للنجوم موبس القصر .. شكرا ونورتوا الحفلة واتمنى تستمتعون بأوقاتكم .
غمزت لي امي بعد ان انهيت كلامي ... نزلت من على خشبة المسرح فبدأ بعضهم يلقون التحية علي ويعرفونني على انفسهم ... الى ان رأيت وجدان تقترب مني ... قالت لي : شفتج ماباركتي لي .
- ههه ع شنو ؟.
- ع خطوبتي انا وسمو الامير .
- بخصوص اشو انتي مو جنتي صديقتي وحبيبتي وفدوة الج وهالسوالف شو هسة صار بدوري خطيبج ؟... ولا اقولج لتجاوبين يعني سؤال محرج اكيد بالعجل انتي وابوج صفقتوا وقبلتوا لوما انتي رخيصة ميطيج بسرعة .
اقتربت مني وقالت : من فينا الرخيصة الي سلمت روحها بسرعة لبدر .
قلت بضحك : ههههه عفية عليج والله عدج ذاكرة خرافية يعني تذكرين ان جان بيني وبين بدر شي ... ياعيني جنت استغرب من اشوف القطط الي تاكل بقايا اكل المطاعم بس طلعوا بعض الناس ( واشرت اليها ) هم نفس القطط ياكلون بس البقايا الي بايد غيرهم ... واخذيه حبيبتي بالعافية عليج هو وقشروه ههههههههههههه .
- لا هو جرب الموشريفة وياه للغالية .
- ام الشرف عيني سكتي اوكي !.. ( قلت بتهديد ) .. مرة ثانية من تحجين وياي تحجين بأدبج واعرفي انج واقفة قدام سمو الاميرة جوري الي هي تاج راسج .
...
قلتها وبدأت اتجول في الحفل وانا ابتسم واضحك ...
بأختصار هناك اشخاص لاينفع معهم العتاب .. او الترجي .. او اخبارهم اننا نتألم بسببهم ...
الدواء الوحيد النافع لهم ولنا هو الابتسامة .. ابتسامتنا تقتلهم !.. وتشفي غليلنا !... وبهذا تتصدر كرامتنا للمركز الاول في العاب الحب معهم !...
.....
(( بدر ... ))
عند خروجنا من الحفل طلبت امي ان تتحدث معي ... فذهبت معها الى جناحها ... جلست على الكرسي وقالت : ياليتك قلت لي قبل ماتخطب وجدان .
ضحكت وقلت : هههههههه ليش ؟.
- لأنه جوري اعجبتني اكثر ... وايد حلوة ماشفت فجمالها وعيونها .. بعدين البنت ذوق وكلامها حلو بتكون مناسبة لك .
اغمضت عيني وزفت ... قلت : ووجدان بعد مناسبة لي لاتخافين .
....
في الواقع فاجئتني بقوتك !.. ظننتك ستنهارين في الحفل .. ولكن وجدت في عينك قوة لم ارها من قبل !.. ابتسامتك سحرت قلوب الجميع وانستهم كل شئ .. بل حتى انا !..
(( سارة ... ))
في الصباح كنا انا وعبد الله ومحمد نتناول الفطور ... سمعنا صوت جوري .. اقتحمت غرفة السفرة وهي تجري ( ببيجامتها ) وتمسك بالصحف .. نظرت لها بدهشة وقلت : خير حبيبتي في شي .
بدأت تلتقط انفاسها وهي تقول : ااااااااه صبروا .
مدت يدها لتمسك بكوب العصير فشربته دفعة واحدة ... اتت وصيفتها وهي تقول : سمو الاميرة جذي مايصير تطلعين بالبيجاما .
اشرت لها : يلا مب مشكلة .
عبد الله : شصاير خرعتينا :
قالت : الجرايد كلها تحجي عن حجي حلوووووووووووووو ااااااااااه ماصدق مااااااااااصدق ههههههههههههه .
عبدالله : ههههههههههههه .. ثم نظر الي قائلا : بنتج مينونة .
لأول مرة نضحك جميعنا : هههههههههههههههههه .
بعد خروج عبد الله من غرفة السفرة جرت الكرسي الذي بجانبي وقالت : مجابوا طاري بدر يناهاهاهها .. فرحانة وشمتانة ... باعي شكاتبين العنوانين ( ساندريلا الحفل الملكي ) ... ( الاميرة جوري تفاجئ الجميع بفستانها الرائع ) ... ( تعلق الاميرة جوري بقصة ساندريلا ) ... ( الاميرة جوري لم تترك خلفها في الحفل فردة حذاء ولكنها تركت كلمات وطابع رائع لدى الجميع ) ...
قبلت رأسها وقلت : جي ابيج تكونين دايما قوية .
قالت بحماس : اني الهم هسة تلقين وجدان حتموت من القهر هههههههه .
- ههههههههه ... جوري مابي حد ياخذ حقج فاهمة !.
- شسوي ؟.
- بتروحين قصر جلالة الملك وبتشربين شاي مع سمو الملكة .
- شنوو ؟.. ليِش ؟.
- لأنها حبتج وابيج تثبتين شخصيتج قدامها .
- وبعدين ؟.
ابتسمت وقلت : بعدين تهدين كل شي لي .
(( بدر ... ))
في الصباح وجدت عمتي تتصل بي وتطلب مني زيارتها !... في البداية خفت من الذهاب ورؤيتك !.. ولكنني خضعت وذهبت ..
كانت عمتي كعادتها تجلس في الحديقة ولكن بعد دخولك الى حياتها اصبحت اكثر حياة ... تضحك وتبتسم كثيرا !... قبلت رأسها وقلت : صباح الورد سمو الاميرة .
ابتسمت بحب وقالت : صباحك جوري .
عبست او ربما تفاجأت ... بلعت ريقي وقلت : شلونج ؟.
- الحمد الله .
جلست وقلت : امريني .
- مدت لي الشاي امامي وقالت : سمعت انك بتسافر لليابان عشان المخيم الثقافي الي انت مسؤول عنه .
- ايوة ان شاء الله اسبوع وبسافر .
- ابي جوري تسافر معاكم .
قلت بدهشة : شنو !.
- جوري توها دخلت فعالمنا والصحافة تنطر تشوف انجازات لها ... وماظن في شي اكبر من انها تروح المخيم معاكم .
بقيت صامتا !... سأبقى معها اسبوعان !...
قلت : خلاص ان شاء الله ... بجهز اوراقها .
ابتسمت قائلة : مشكور ومبروك ع الزواج نسيت امس ابارك لك .
قلت بدهشة : انتي مازعلتي !.
- لا ع شو ازعل اذا جوري نفسها مازعلت .
- مازعلت ؟!.
- لا بالعكس حتى تقول ان امس احلى يوم فحياتها ... واليوم استانست وايد لماقرت الجرايد .
هززت رأسي وقلت بدهشة : حلو !.