الفصل الثاني.

737 63 36
                                    


بعد ثلاث أيام من تواجدي بالمنزل، لم افعل شيء سوى من محاولات لتصليح وتنظيف المنزل من الداخل. كل محاولة باءت بالفشل، عندما حاولت تنظيف السرائر كسرت واحدًا منهم. النوافذ سقط واحد مما جعلني اتجمد اكثر. الحوائط اصبحت تخرج الكثير من الحيوانات الميته لتجعل المنزل رائحته كالعفن.

لا استطيع فعل هذا لوحدي. لكن لا يمكنني استدعاء احد لتنظيف المكان ليس وبحالتي المادية هذه.

تأفأفت بملل وانا ابحث عن شيء يؤكل بالمنزل، عشت على المعلبات لمده يومين واشعر بمعدتي تطلب النجدة..

وضعت يدي على رأسي وعضضت شفتيّ بتفكير، لا شيء يصلح للأكل.. جلست بجانب البيانو واخرجت احد العلب المفتوحه وبدأت بالأكل . اغمضت عينيّ بمرارة على فظاعة الطعم.
لكن صوت معدتي الجائعة جعلني أدسّ حبه أُخرى بفمي محاولًا اسكاتها..

لم اشعر بنفسي الا عندما وضعت يدي على فمي وقفزت إلى احد دورات المياة وافرغت جميع ما اكلته على الأرضيه، لم استطع الوصول إلى المغسلة بالوقت المناسب.

قمت من على الارض وانا امسح فمي بذراعي بتقزز. لن استطيع العيش هكذا.. هذه لا تعتبر حياة ابدًا..

بعد ان نظّفت الأرضية جلست على الكرسي المقابل للبيانو، رفعت الغطاء من عليه بحذر، لتقابل عينيّ المفاتيح السوداء والبيضاء، ابتسمت على الذكرى التي خطرت بمخيلتي..

فقط لو أمكنني الرجوع وتصليح كل شيء..

وضعت يدي على مفتاح الدو، ناقِلًا إياه إلى الري حتى تأكدت أن جميع المفاتيح تعمل بشكل ممتاز.

تنهدت ولمست المفاتيح بكلتى يديّ وبدأت الذكرى تحوم بعقلي، اغمضت عيني وبدأت بالعزف. كل شيء يصبح جيدًا عندما تلمس اصابعي البيانو، تجعلني انسى جميع الجرائم التي ارتكبتها هذه الأيدي..

- المقطوعة موجودة فوق -

صدى صوت ضحكاتي يملأ المكان، احسست بالفرح يغمر قلبي. وكأنني اعيش بمكانٍ آخر، لا تحت هذا الدمار. ولا بين الجليد.

...

"اغربا عن وجهي، العبا بالخارج!"
صرخت فلورانس بغضب على أبنها وابن الجيران، كانت للتو انتهت من تنظيف المنزل. ليأتيا بأحذيتهم القذرة على الأرضية وتدنيسها بالطين والجليد.

"آسف أُمي!!"
صرخ رونالد قبل أن يخرج مجددًا إلى الحديقة، ماسكًا بيده كُرة القدم ويتأمل حديقتهم. كانت بها كراسٍ وطاولة. والجانب الآخر آنيات الورد التابعه لأُمة. لن يجازف باللعب وكسر شيء..

"لما لا نذهب إلى منزل هوران المهجور؟"
سأل جوش وهو يشير بيدة إلى المنزل القديم بآخر الحيّ.

"حسنًا."

مشيا حتى وصلا إلى حديقة المنزل، وبقيا يلعبان بالكرة هناك. رغم الجو البارد كان اللعب يُشعرهم بالحرارة، توقفا قليلًا والقيا بأنفسهم على الثلج بتعب. وبلا سابق انذار قفز رونالد بحماس:
"جوش.. ما رأيك بأن نستكشف المنزل؟؟"

 on hold الأبواب المؤصدة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن