الفصل الثالث " الجسد الآخر.. تعويذة الملاك " ج/1

68 0 0
                                    

.
.
.

إذا أردت نصيحتي
"لا تستمع إلى صوتك! "
*****

طال انتظاري في هذا المكان الذي لا اعرف بدئه من نهايته مذ ان اختفت شبيهتي من أمامي.. ما زلت متعجبة مما تحدثتْ به بآخر جملة قالتها "سأتفقد جسدي وأعود؟! " بالله ماذا تقصد بها ؟!
رحت أتأمل المكان مرة ربما العاشرة أو العشرون لا أدري المكان هنا يبعث للسكينة وللغرابة في ذات الوقت ماحكاية هذه الأرض ؟!.. هل أنا بأحد جزر الكاريبي لكن ما قرأته عنها لاينطبق على ما أراه هنا خصوصا وجو الهدوء المستكين المخيم بكل ذرة رمل .. وهدهدة تموجات البحر العجيب الذي أمامي تغريني أكثر لان امشي عليها سأجرب ذلك بمحاذاة ذاك الحيد كنت افكر متأمله وما أن ألحت علي فكرة الخروج مشيا ع الحيد حتى نفذتها .. كان شعورا مذهلا كنت اشعر بالحياة بانتعاش جعل كل شعيرة بجسدي تنتفض حيوية إنها المرة الأولى التي تلامس بها قدماي ماء البحر ع رغم غرابته كان لونه ليلكي اكحل مسود وبذات الوقت استطيع رؤية قدماي وأنا اتوغل فيه كنت كقطرة زيت بماء عكر لا أختلط بتعكره بذاك اللون الذي رأيته بعيني فتاة البخار أيعقل أن هذا البحر هو امتدادا لبؤبؤي عينيها ؟! ..
رمل شاطئه كذلك ابيض اكثر من اللازم أشعر أن اضاءة المكان منبعث منه لا من تلك الشموس المتجمعة !؟ ..
هنا قاطع حديثي مع نفسي أصوات طيور النورس أو هكذا بدت لي كان شكلها أكثر غرابة نحن نعرف شكل الطيور لكن طيور هذا المكان تفوق الغرابة في وصفها لونها كذاك البحر ليلكي واجنحتها معكوسة ليست بالشكل المعهود ربما هذا تفسير لإستغرابي لطريقة طيرانها اذ كانت تطير بالعكس وكأنني اشاهد مشهد يعاد للوراء ؟! اما اصواتها فذاتها عدا انني كنت اسمع من خلالها بكل مره اسم فتاة البخار "سرايا" مرددا بأفق ذاك الشاطئ الغريب ..
لاتوجد هناك ألوان عدا تدرجات الابيض والأسود وكأنني بأحد الافلام القديمة لا يشذ عن تلك الألوان شي عدا ملابسي كنت الشي الوحيد الذي يمتلك لون البنفسجي القانئ أجل يذكرني هذا اللون بأول كدمة اصابتني بجبهتي بعد وقوعي عن السلم ببيتنا إثر تزحلقي .. كانت لهذه الكدمة اكاذيب جمه كنت اختلقها كلما سألني أحدهم عن سببها فتارة اخبرهم أن أخي ضربني وتارة اخبرهم عن التلفاز الذي وقع علي وتارة اخبرهم بحقيقة الموقف انني تزحلقت من على السلم حقا لاادري لما كذبت تلك الاكاذيب هل كنت أبحث عن ردود أفعال ام استجلب لنفسي الشفقة أم لحاجة قضيتها ولا أتذكرها الآن..
لكن ما الذي ذكرني بتلك الكدمة الآن ؟! ولماذا أذكرها ؟! ...
-"لاتزالين تؤنبين نفسك على اكذوبة الصغر حقا إنك لنقية كما تقول سرايا!"
تقولها شبيهتي وكانت تحمل بيدها شيء من الثياب ممخضة بالدماء ..
التفت ورائي ليشدني مظهر ثيابها كأنت غارقة بالدماء تقريبا هلعت
-"ماهذا ؟!"
تقدمت نحوي ووجهها مختلط بمزيج اعجز عن فك طلاسمه كانت مرهقة عينيها تكاد لا ترى فيها اشراقة وعي ما أن وقفت أمامي حتى رمت تلك الثياب تحت قدمي تقولها بلهجة انمت عن تعب شديد
-"هذه ثيابك.. كدتِ ان تموتين !"
-ماذا .. بكل صدمة
-انتي متهورة أتعلمين أن رمي نفسك من أعلى المبنى قد يميتك .. الا تفكرين!
-أحقا ما تقولين؟! هل مت؟!
صرخت في كأنها تريد أن أعي ما كانت تقوله..
-حمقاء اذا كنت ميتة فكيف تحدثيني الآن.. عجيبة كيف تجدك سرايا موقع اهتمام وأنتي بهذا الغباء !!..

أنفاس باردةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن