ليلة مع القمر

الماضي يجلب المستقبل

كانت ميلا جالسة خلف مكتبها الفخم وعيناها لاتفارقان الحاسبه ولايسمع سوى صوت ازرار اللوحة التابعة للشاشة...شعرت بالارهاق وهي تحاول ايجاد مصمم يروق لها استندت بظهرها على المقعد المتحرك ثم اغمضت عيناها مسترخيه... ولكن سرعان مالاحت امام ناظريها صورة ديريك الذي يستحيل ان تنسى ابتسامته الساحرة مرت خمسة سنوات دون رؤيته وكأنه فص ملح واختفى...لهذا عمدت ان تدير شركة لتصميم الملابس لعل انشغالها ينسيها مرارة الايام التي قضتها مع جوناثان ،ولكن الألم لايزال يعتصر قلبها بشدة لشعورها بخسارة حب حياتها ديريك وللأبد.

فتحت عيناها بهدوء لدى سماعها طرق على باب مكتبها اجابت بصوت ناعم

- ادخل تشارلي

اخذ يخطو باتجاهها بخطوات ثابته ولكن بأمكانها ان تشعر بارتباكه اردفت بحدة

- ماذا هناك تشارلي ؟اشعر بوجود مشكلة ما!

رد بلهجة متوترة

-اسف لأخبارك بهذا الأمر... ولكن

حملقت بوجهه بحدة

- ولكن ماذا ؟

اجاب بصوت متحشرج

- آه... لقد خسرنا صفقة الاقمشة سيدتي

نهضت غاضبة

- ماذا؟!كيف يمكن ان يحدث مثل هذا الأمر تشارلي، كيف سمحت بهذا؟

بلع ريقه واهتز بدنه مرتبكاً

- لا اعلم سيدة ميلا... ولكني سأبحث عن الأمر في الحال

اتسعت عيناها منفعلة

- ماذا تنتظر تشارلي ؟!اليس من المفترض ان نوقع الصفقة اليوم،كيف سمحت بهكذا خطأ ان يحدث،فلتذهب الآن وتتأكد ممايجري.

أومأ براسه

- في الحال سيدتي

فور خروج تشارلي ارتمت على المقعد بعصبيه والتوتر قد غمر ملامحها وهي تضرب بقبضتها على المكتب

- اللعنه... ماذا سأفعل الآن؟

نهضت ثم اخذت تخطو برشاقه بردائها المكون من سترة سوداء يتخلل اسفلها قميص ابيض ويحيط خصرها تنورة سوداء تصل للركبه كانت تبدو سيدة بمعنى الكلمه لقد تغيرت كلياً اصبحت اكثر صرامه وازدادت جاذبيه وجمال…  العديد من الرجال يحومون حولها لكسب ولو نظرة منها ولكنها بنت حولها فقاعة من فولاذ وكأنها لافته مكتوب عليها ممنوع الاقتراب فلم ولن يسكن قلبها سوى ديريك.

اخرجت من العلبة الموضوعه على المكتب سيكارة واشعلتها بتوتر ثم اخذت نفساً عميقاً بعصبيه وهي تنظر من النافذه الزجاجيه الضخمه التي تمتد من اسفل الارضيه حتى السقف ،حيث تراقب الأبنيه الضخمه باهتمام بالغ.

بعد ساعتان وقف تشارلي امام مكتب ميلا موضحاً ماحدث بالضبط سألته بلهجة آمرة

- انني اسمعك تشارلي