ليلة مع القمر

واخيراً أشرقت الشمس

اطلقت ميلا العنان لمشاعرها المكبوتة وروحها المعذبه بعد سنة من الحياة القاسيه التي عانتها مع المدعو جوناثان الذي فارق الحياة بسبب اصابته بسكته قلبيه وذلك بفعل الأدويه والمنشطات التي كان يتناولها ليتمكن من تعذيب ميلا الفتاة البريئه.

بعد مرور اسبوع على وفاته اسرعت ميلا بفتح النوافذ واطلقت الحرية لخيوط اشعة الشمس الذهبيه ان تنساب في انحاء القصر الذي كان شاهداً على معاناة ميلا.

قائله بمرح

- واخيراً اشرقت الشمس

اول مافعلته هو ذهابها لزيارة قبر والدها حاملة بيدها باقة من الورد ميلا بصوت ضعيف ومتألم

- ابي... اسفة لأني لم اتمكن من توديعك

وضعت الباقة على قبره واجهشت باكيه وهي تجلس قربه ثم تابعت بشفاه مرتجفه

- انني افتقدك كثيراً... احتاج لحضنك كثيراً... ابي.. ابي

بقيت ميلا جالسة ثلاث ساعات قرب قبر والدها الذي حرمت من رؤيته لأخر مرة .

نهضت واخذت تسير نحو السيارة الفارهه التي ينتظرها بها سائقها عند رؤيتها قادمه خرج قائلاً بنبرة هادئه

-اين ترغبين بالذهاب سيدتي؟

اجابت وهي تحملق بالمقبرة باستياء

- خذني لمنزل والدي

فتح لها الباب الخلفي للسيارة وهو يقول

- حسناً سيدتي

بعد عدة دقائق اوقف السيارة امام المنزل فترجلت منها... اخذت تخطو نحوه فتحت الباب وهمت بالدخول وهي تنظر لما حولها متجهمة الملامح ،المنزل يرثى لهُ فهو مليء بالغبار والعناكب بنت مايحلو لها من منازل ،ادمعت عيناها وهي تتذكر والدها ،توجهت نحو غرفتها ودخلتها ثم فتحت خزانة الملابس لتخرج البوم الصور لترى ماتبقى لها من ذكريات مع والدها ،بينما كانت تود اغلاق الخزانه وقع بصرها على ربطة عنق ديريك جذبتها ثم اخذت تشمها بشغف

- ديريك حبيبي... واخيراً سأعود اليك... لقد افتقدتك كثيراً

اسرعت بوضع البوم الصور والربطه في حقيبتها وخرجت من المنزل ،لدى رؤيته السائق لها كاد يفتح لها الباب ولكنها اشارت بيدها ان ينتظرها.

اخذت تخطو نحو منزل ديريك وقلبها يتراقص فرحاً ،لاتصدق انها ستتمكن اخيراً من رؤيته ،وفور رؤيته سترمي بنفسها عليه انها تحتاج لدفىء عناقه بشده.

وقفت امام الباب متوترة وهي تبتسم وتعدل من هندامها ثم اخذت ترن الجرس وقلبها يخفق بشده وعيناها قد ابرقت بسعادة ولكن سرعان ماتجهم وجهها واتسعت عيناها وهي ترى امامها امرأة سمراء تحمل طفل على ذراعيها تفتح الباب قالت المرأة باستغراب