ليلة مع القمر

لا مزيد من الدموع

اخذت تخطو ميلا لداخل مبنى شركة الماسة اللامعه والغضب يتأكلها من الداخل... تمالكت اعصابها وقالت ببرود مصطنع

- اريد مقابلة مدير الشركة

اخذت السكرتيرة تتفحص ميلا بعيناها العسليتان وردت بجفاف

- اسفه لقول هذا ولكن مديري لا يريد رؤيتكِ

اتسعت عيناها منفعله

- كيف تتجرأين في التحدث معي هكذا،اخبريها انني اريد مقابلته الآن وحالاً

زفرت الفتاة بضيق

- كم اخبرتك المدير لايريد رؤيتك

اشتعلت نيران الغضب بداخلها وتنفست الصعداء وهي تنظر لباب المكتب قائلة بتحدي

- اذن لا داعي لطلب الأذن

اخذت تخطو نحو الباب متجاهله احتجاج السكرتيرة التي هبت مسرعه نحوها

- لا يمكنك الدخول هكذا

نظرت اليها والشرر يتطاير من عيناها ويدها ممسكة بقبضة الباب

- اذن جربي منعي

دخلت ميلا المكتب واذا بها ترى امامها رجلاً ضخم وطويل مديراً ظهره لهما يرتدي بذله رسميه،واقف قرب النافذ سارعت السكرتيره معتذرة بتوتر

- سيدي لقد حاولت منعها ولكن

قاطعها بنبرة صارمة وهو يشير بيده

- لابأس اخرجي واغلق الباب ورأكِ

وفعلاً خرجت السكرتيرة وبقي الاثنان وحدهما فاخذت ميلا تتنهد بشدة قائله بتحدي

- من تظن نفسك ايها السيد

اجابها بسخريه لاذعه وهو يلتفت نحوها

- الم تتعلمي حسن التهذيب سيده ميلا

اتسعت عيناها وتسمرت في مكانها غير مصدقه ماتراه امامها ،انعقد لسانها ولم تقوى على التفوه بشيء اخذ قلبها يخفق بشده وتناست ماجاءت من اجله فبلعت ريقها وهي تقول بصوت متقطع

- دي.... ديريك... هذا انت ،لا اصدق انني...

قاطعها بحدة مائله للسخريه

- لاتصدقين ماذا سيدة ميلا

ابتسمت وبرقت عيناها بسعادة بالغة

- ديريك ،لااصدق انك امامي الآن

تنهد بعدم ارتياح ووبخها بنبرة قاسيه

- قولي سيدي ،من تطنين نفسك لتناديني بأسمي المجرد

فغرت فاهه غير مصدقه اسلوبه الخشن معها،هل هي حقاً امام ديريك الشاب الذي احبته،لا مستحيل انه ليس هو اين اختفت ابتسامته الساحره اين اختفى دفئ عيناه ولطف كلماته،انها الآن تقف امام رجل مختلف كلياً ملامح وجهه بدت وكأنه مجرده من الرحمه لايمكنها ان ترى سوى جانبه القاسي واسلوبه المستفز.