رسالة 2

1.6K 82 14
                                    


وخرج اليه شاب اسود البشرة.. حتى وكانه ليل هالك السواد.. لا يرى منه سوى اسنانه وعينيه..ان جسمه مغطى بالغبار وكانه قد نزل قبرا وقبع فيه دهرا ثم خرج لتوه من التابوت.. فاصاب سعيد الفزع وترجل للخلف وكاد ان يسقط..
-من انت وماذا تري ..
قاله الشاب بعنف وفي صوته نبرات من عواء الذئب..
- ه ه هل أ أ أنت صاحب الدار.. ل ل لدي رسالة لصاحب الدار..
-صاحب الدار ليس هنا بل في موريتانيا.. ومن ارسلك الى هنا؟؟
-أبوه...قابلته في حتى قبل ساعات..
-هراء , أبوه متوف منذ أربعين سنة..ولكن كيف جئت بهذه السرعة إلى عمان؟
-ماذا ؟ هل أنا في عمان؟
- إسمع..صاحب البيت ليس هنا... فاغرب عن وجهي..
-أرجوك ساعدني.. يجب أن أسلمه الرسالة..
-إسمع.. سأساعدك بشرط... ألا تخبر أحدا بهذا : .اصعد الجبل.. ولف حول القمة مرتين, وانزل إلى حيت صعدت.. تجد نفسك أمام منزله في وادي حرنكش في موريتانيا.. وحذار أن تتلفظ بإسم ربك أو تسبحه في طريقك..
ودخل المنزل وأغلق خلفه الباب.. وخرج الذئب من جديد وركض إلى خارج حدود النظر..
وفعل سعيد ما قيل له.. فوجد نفسه أمام كوخ في واد سحيق.. "مالذي يدفعني لعمل كل هذا.. يا ويلتي ماذا أفعل"
لقد بلغ الخوف عنده مبلغا هائلا.. ولكنه صمم أن يوصل الرسالة ويخرج وكأن شيئا لم يكن..
وطرق الباب.. فجاء رجل وفتح الباب.. إنه ضخم جدا... أسود كالجمر.. يداه طويلتان وتكادان تلامسا الأرض..
-لقد كنا بانتظارك.. فسيدي يريد مقابلتك فادخل معياهكذا بدون سؤال يعرفني؟؟ هذا مادار بخلد سعيد.. ودخل خلف الرجل وظلا يمشيا ويمشيان.. انه دهليز وخلفه دهليز وعن يمينه وشماله دهاليز.. يصعد سلما وينزل آخر.. المكان مظلم الا من شمع ينير بعض المكان والمكان بارد جدا... و " آه أه أه.. اهيء اهيء" انه ذلك البكاء ثانيا.. واصاب سعيد الذعر الشديد حتى كاد ان يصرخ لولا انه تمالك نفسه.. لقد كان منزلا صغيرا من هيئته من الخارج.. ولكنه مضى اكثر من نصف ساعة على سيرهم.. وكانت انة البكاء تقترب شيئا فشيئا...وهناك تحققت كل الروايات الخيالية.. فتارة يرى حمارا بلا رأس يمشي بمحاذاتهم.. وتارة أخرى يرى أقزاما بذيل .. وجثثا لأطفال وكبار معلقة تعليقا وممزقة تمزيقا.. هل هم قربان أم غذاء للوحوش؟
-قف هنا..
وطرق الباب وجاءت امراة عجوز تحمل راسها تحت ابطها وتتكلم من راسها.. " هل وصل "
ان صوتها كصوت الساحرات.. وتكاد ان تؤشر عليك باصبعها فتحولك الى حمار..
- نعم..
- تعال ادخل..
ودخل سعيد..وراى رجلا يجلس والبكاء بكاؤه.. كلا انه ليس رجلا.. انه طفل.. انه طفل عملاق.. اراد سعيد ان يصرخ ولكن الصراخ تجمد في حلقه فعجز عن النطق..
-مذا تريد مني؟؟ قال الطفل بصوت طفولي..
-اه اه اه لدي رسالة لك من ابيك..
-اقرءها لي..
وفتح الرسالة ولكنه وجد الرسالة بدون اي احرف..
- انها خالية..
- الم يقل ابي ان تسلمها لي؟
-نعم.. ولكنك انت..
-اخرس و اخرج من هنا.. فأنت لم تعمل بوصيته..
وفتحوا له بابا.. فخرج.. ووجد نفسه في صحراء قاحلة.. فبكى وبكى.. فمشى ومشى..الى ان اصابه الأعياء فجلس على الكثبان.. وسمع صوتا يناديه..
-ســــــــعــعــــــــيييييــــددد...
والتفت سعيد فاذا به ذلك المسن الذي سلمه الرسالة يضحك ضحكة الأشرار..
-ارجوك ساعدني
-وكيف اساعدك وقلبي وقلب ابني يحترقان بسببك.. لقد قتلت ابني.. لقد رميته بالحجر فارديته قتيلا.. وجعلت اخاه وحيدا...
-انا لم اقتل احدا.. ان لي اما وابا.. وسوف يحزنان لفراقي..
-فليحزنا.. ولولا انهما صالحين لقمت بتعذيبكم جميعا..
واعطى العجوز ظهره لسعيد وهم بالمسير.. ولكن سعيد لحقه يريد ايقافه ليستجيره فسحبه من ثوبه فسقط الثوب وكأن الرجل قد تبخر في الثوب..
فخر سعيد مذعورا.. وانطلق راكضا... وركض وركض إلى أن لمح دخانا من بعيد.. فاتجه نحوه..
انها امراة عجوز تطبخ شيئا..
-السلام عليكم..
-وعليكم السلام..
هل تستطيعين ان تدليني على اقرب قرية لأنني تائه؟
فالتفتت اليه.. فرءاها.. ان لها عينين حمراوتين.. تقشعر لرؤيتها الأبدان , وتسقط الشعر , ويذبل اللسان..ووجها يا ويلتي.. انها جمجمة مغطاة بجلد تمساح ...." أرجوك لا تؤذيني "..
-هل تريد المساعدة فأنا أم دويس وأستطيع مساعدتك؟
-نعم!
-عليك أن تتزوجني اولا.
-ماذا؟
-إما ان تتزوجني او تعطيني شبابك واعطيك هرمي...
-حسن.. خذي شبابي ولكن رديني الى اهلي..
وطلبت منه بصاقه وبعض شعره.. ثم دقت على الأرض فخرج رجل قزم من تحت الأرض. له قرنان وانياب.... ونفخ في الوعاء فخرج ريح أحمر وآخر أصفر - الريح الأحمر تجلب السحر والأصفر المرض عند ذوي الدراية بالسحر - وعاد أدراجه.. ثم أضافت المرأة ماكانت تسميع دموع التماسيح وناب نعامة وقرون الحمام وحليب العصفور..
وشربت المرأة العجوز منه فأغمي عليهما..
ولمل استيقظا... كانت شابة وكان شيبوبا..
-قل لي كيف وصلت هنا؟
-لقد صعدت الجبل و..
-لقد اتعبك من ارسلك..
ورسمت حوله دائرة
-اقفل عينيك واقفز من داخل الدائرة الى خارجها تجد نفسك امام منزلكم..
و هب...قفز قفزته فاذا به امام منزلهم.. فطرق الباب.. فخرج طفل صغير.. فقال له سعيد من انت؟
-انا صلوح ولد خالد بن سيف الشيبي.. ومن انت؟
ايعقل هذا... ان خالد اخي كان في الثانية من عمره عندما غادرت المنزل لآخر مرة..
-أنا عمك سعيد بن سيف .. اين ابوك؟
-عمي توفي قبل 24 سنة خلف جبل بالسالمي..
وجاء خالد.. فرءاه سعيد وما كاد أن يصدق..
-تفضل عندنا..
-لا شكرا.. لقد أخطأت العنوان..
ومضى باكيا.. وخلال شهر.. كان الناس ينصحون أبناءهم بعدم اللعب خارج المنزل بعد المغرب.. حيث أن حكايات وقصص مروعة تحدث هناك.. وقد أصابت جل السكان في ند مرة.. إلى أن إختفى.. حين عثروا على جثة رجل مسن ..

حقائق عن الجن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن