المقدمه

220 11 9
                                    

                 جميع أسماء الأماكن
                من نسج الخيال لتتلائم
                  مع محتويات الرواية
             *تمنياتي لكم بحسن القراءة*
                  

أطل بنظري من خلال النافذه الكل معتقد بأنني اتابع حفيف الاشجار وتناثر الاوراق لكنني في حقيقة الأمر متابع لانعكاس وجهي على النافذه والتجاعيد التي غزت بشرتي
وحقيقة حالي المترفه بتأنيب الضمير والكلمات التي صدرت من لساني وعجزت أن أسترجعها بجدار أسناني والخطوات ألتي خطيتها بدون تفكير ورأسي المليء بالشيب والاصوات التي تصدر بداخلي تجعلني أرغب في أن أقفز من خلال النافذه ليكون على ألاقل أنتحاري في مكان جميل...
فقط لو كنت أعلم نهاية أمري لغيرت الكثير للملمت اشلاء نفسي في وقت الحضيض لجعلت قدري يجري في سكة غير السكة التي
                      
أجبرت نفسي على المرور بها وبدل ان اذرف الدموع وبدل تأنيب الضمير وبدل شهقه العابرين في كل ذكرى تاخذ مكانها لتجعلني استأنس بوجعي الكبير ...
لو أستطيع فقط ارجاع الامور لو أستطيع فقط تغيير الأمور لو أستطيع فقط أنهاء بشر كانوا مأساة لحياتي لو أستطيع فقط أرجاعكم أمامي لمزقت لساني  بجملة : إنني أسف
إنني أسف ياقدري السخيف
لم استطع تغييرك
لم استطيع تزيينك
لم استطع تلوينك بألوان الأمل
أنني أسف ياقدري السخيف
                    

مستشفى (الولاده من جديد)
تعتبر مصح للامراض النفسيه والعقليه سمعت بأن اسم المستشفى دال على إن الإنسان يستيطع أن يعيد ترتيب أبجديات حياته إنطلاقا من هنا لكنهم لم يحزروا بإن هناك أشخاصا قد أضاعوا الأبجديات فكيف يعيدون إذاً الترتيب ..
كنت أنا من ضمن هؤلاء الاشخاص لذلك إنني واثق بإن للأسم دلاله تافهه غير دلالته الحكيمه
المستشفى تقع في قمه جبليه بعيده عن مشاكل البشر لها حاله من الهدوء والسكينة

                         
هذا الامر الوحيد الذي يجعلني ساكن في هذا المكان غير هذا السبب فأنا لا أعلم!!
مجرد إنني أنتظر طائر يأتي إلي لايمتلك جناح
وأعلم انه لن يأتي...
كالعاده أجلس كل صباح لعدة ساعات على الكرسي المتحرك حتى يحين وقت الغداء اراقب في هذه الساعات حركه المرضى في هذه المستشفى كل يفعل مايشاءه هذا مانحتاجه حقا في هذه الحياه اعتقد بأن الجميع مريضين نفسيا هناك من مريض بالمال هناك من مريض بالكبرياء هناك من مريض بالكذب وهناك من مريض ...الخ
اذاً إن جميع بقاع الارض عباره عن مستشفى للمجانين لكنها بدون جدران
                         
استنشق بشكل عميق هواء المكان الذي قد تطعم  برائحه الادويه والعقاقير ورائحه الديتول ورائحه الطعام الفقير للطعم اللذيذ

اسمع فيها حركة أنين الباب بدون أن ألتفت أعرف بإنها الممرضه أتيه ومعها الطعام والدواء
-كيف حالك اليوم سامر؟تبدو بشرتك أنظر

-إذاً وكيف كانت بشرتي في تلك الايام

-كانت جميلة كالعاده

-إذاً ليس هناك فرق مابين الجملتين
                       
                       
-خذ دوائك ويكفيك جدالاً لليوم ..وتناول طعامك جميعه لا تنسى

- سأنتظرهم

-من هم؟

-عائلتي..متى سيأتون ألم يخبروكِ

إلتفت إليه الممرضة بإبتسامه تخلو كتبها من صفحات الإمل
-سوف يأتون ..أنا واثقه بذلك لكن ليس اليوم

                      
خرجت الممرضه محمله بالملاءات القديمه وملابسه المتسخه بعد تنظيفها للغرفه
                   
منتشله معها بقايا الامل الذي  وضعه سامر في عقله الذي يعلم إنهم لن يأتون
ولن يأتون...








                       

رواية : غير لي قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن