الرحمة

45 4 1
                                    

خرجت هارباً من البيت كالمجرم الذي كشف أمره الهواء خارجاً كان قوي أشعر بأنه يصفعني في كل الأتجاهات في كل مشكلة أركض هارباً بدلاً من البقاء لحلها هذه الصفة التي كرهتها في أمي وتوارثتها منها أتمنى لو تعيد تلك الأيام نفسها لأعيد قرائتها بشكل آخر لأعيد ترتيب أوجاعها وتنظيفها برميها بعيداً عن أفكاري المحبطه التي تجعلني أندم على فعل أشياء كثيره...
شهرزاد ليس الوقت الملائم لتكشفين عني هذه الأشياء لتسحبين مني ستار القوه وتجعليني ضعيفاً أمامكِ لم أتمكن حتى من جعلكِ تثقين
                     
بي ولو قليلاً لم أتمكن من حضنكِ واللعب بخصلات شعركِ وأنتِ تتحدثين عن مغامراتكِ اليوميه حلوها ومرها لم أتمكن حتى من تقديم نصيحة صغيره إليك قد تحدث مجرى كبيراً في أوقات يأسكِ لم تفسحي لي مجالاً لأخطو خطواتي التي خطاها أبي ولم أنتفع منها..
نغمة هاتفي تزعجني أحتاج إلى الهدوء والسكينه كوكب مسكون بأشخاص مخيفين يسموهم بشراً أرفع هاتفي لأرى أسم السيد تومولس شتمته مع كل رنه لفظها الهاتف الأن بالتحديد ليس وقتك أجبته تجنباً لمشاكل أكبر

-نعم سيد تومولس
                    
-صدقني ليس لدي الوقت

تابعت أجابته بهدوء أعصاب عسى أن أتخلص منه كلماته ومهاتفته وكلامه يدل على وجود شيء وعندما سألته أجابني بحجة التحدث معي

-ليس هناك شي لنتحدث به

أجاب تومولس وواثق بالقنبله التي سيفجرها على مسمعي

-لاشيء أعلم ولكن أبنتك كذلك تريد التحدث

-شهرزاد..!!
                   
صرخت فاقداً متشتت الأفكار كيف وصلت شهرازد إلى ذلك المكان لايمكن أن تسلك طريق والدها الذي سيدفع ثمن عمره اخطاءً به  غلقت الخط وأنا إشعر بأن الذي يجري عباره عن كابوس صوت الهواء العالي أصوات وضحكات العالم وأصوات عجلات السيارات أصبحت جميعها مشاركه في أرتفاع نسبة ضغطي وضعت يدي على أذني بقوه لكي لايخترق من خلالها أصوات هذا الكوكب و أردد في نفسي سامر أفعل شي..سامر أفعل شيء أستنشقت كميه كبيره من الهواء أغمضت عيني لمده ثم وقفت مستقيماً بشكل كلي يجب أن لا أضيع الوقت يجب أن أذهب ألى شهرزاد

                    
هذا المكان البذيء يذكرني بمأساتي لاادري لماذا لازال تومولس يحتفظ به هل لا يزال يجر معه أشخاص أخرين يخرجهم من هنا ليعملون له في خارج هذا المكان كما حصل معي ويظنون بأن سعاده حياتهم تقتصر على الخروج بأي طريقه كانت حتى لو بهذه الطريقه وينصدمون بعد فوات الأوان بأن الرفاهيه تغلق أبوابها في فتره معينه من حياتهم حتى أبواب الرجعه قد غلقت ويبقون عالقين في المنتصف دخلت الى تومولس دافعا الرجل الطويل بقوه جعلته يرتطم على الحائط رأيت تومولس وشهرزاد جالسين بهدوء

-شهرزاد..
                    
رفعت شهرزاد خصلات شعرها الطويل عن عينها عند سماعها صوتي رأيتها وحالتها تشبه حالتي قديماً أرجوكِ أبنتي لاتحذي حذوي أرجوكِ أعطيني يدكِ ودعينا نعود الى بيتنا حيث كنتِ تكرهينني وتقسمين بأنكِ لن تقومي بفعل مافعلته في حياتي..
-ماذا تفعلين هنا..؟أجيبيني..؟

رواية : غير لي قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن