صوتٌ مشوش .. خافت .. ينساب يخترق الصمت المطبق
"شكراً"
"إهتم به جيداً .. الكثير من المشاكل والأضرار ستحدث ان تفاقمت حالته وربما تصل لـ "تشويش"
"أعلم هذا .. لكن .. أنا ... خـ"تشويش .. وضبابٌ على حديثه ، لا أسمعه جيداً" ..
"إسمعني ، الأمور السيئة ليست دائما سيئة ، الأقدار الحزينة ربما تكون سبباً لِسعادةٍ كبيرة ، الكذب والخداع أحياناً تصبح وسيلة للـ "تشويش" .. .. .. .. أفهمت؟ ، كل شيء لصالحه .. حتى لو كان طريقاً سيئاً"
"فهمت .. شكراً لك دكتور"
"بالتوفيق" ..******
"أتمنى أن كل شيءٍ ما يزال حلماً"
أفتح جفناي بهدوء .. ثم تعاود الإغمضاض .. ارى سقف ابيض غير واضح .. ثم تغمض من جديد .. مالذي حصل ؟ جفناي ثقيلان ، أنا عاجز حتى عن تحريك اي عضلة !! ..
أشعر بأني مخدر !!
رفعت ظهري بتثاقل .. أنا بسرير غير سريري؟ .. بجانبه جهازٌ ما ! .. غرفه بيضاء تامه .. ولا وجود لأي لوحة تضيف عليها مقدارًا بسيطاً من الجمال .. ولا حتى نافذة ! ولا نبات !!
أين أنا .. أهو سجن أم مشفى؟
مالذي حصل بالأمس !! .. أذكر بأني رأيت أخي "جين" !! ، اذاك كان وهماً أم واقعاً؟ .. وكيف عاد! هل أُعطي فرصةً أخرى للحياة !! .. ولما عاد؟ ..
اشعر بصداعٍ مفاجىء ما كان علي التفكير بـ "جين" ..
تسارعت نبضات قلبي ، إشتعل جسدي حرارةً .. نظري اصبح مشوشاً .. ما عاد يمكنني الإحتمال ، قبضت على رأسي بشدة .. مالذي يحصل لي يا الله؟
وضعت قدماي العاريه على سطح الأرضِ البارده ، .. لا أعيي شيء ولا يمكنني التحكم بجسدي المترنح .. أسير نحو الباب .. ثم أسقط أرضاً بشده ..
نعم .. لا أستطيع الإحتمال ، جسدي فقد قوته ، ومناعته .. أصبحت ضعيفاً هزيلاً .. وكأني لم أطعم معدتي لأسبوع ..أشفق على نفسي ، أرحمها .. فلم تعد شيئاً يذكر ، لا فائدة مني سواء ان اكسرني ، اكسر كل ذرة بي ، كل شعورٍ أحطمه .. لما أنت على الأرض يا فاوست ؟ كن ريحاً ، كن سحابةً .. صر نجمةً بالسماء .. او سديماً في الفضاء ..
تلك القطرات المالحه ، إنسابت على خدي دون إذن ..
إبكِ يا فاوست .. فأنت لست شيئاً ، لا أحد سيهتم .
ضربت الأرض بقبضتِ يدي الهزيله ، أرطم رأسي على الأرضِ المبللة بالدموع ، ذلك الفراغ قد عمه الصراخ والعويل .. قولوا عني "مجنون" فلم أعد أهتم ..اسمع فتح قبضة الباب .. خطوات تقترب مني مسرعه ..
"فاوست .. فاوست .. ما بك؟"
لم أنظر لمن هو .. ولا أريد ..
تلمس يداه كتفي .. يرفعني بسهوله ، فأنا لم أعد أستطيع المقاومه بهذا الجسد الضعيف .. لكن ما إن نظرت لوجهه ..
حتى توقف الوقت .. وتوقفت معه الدموع
شفتيه .. عينيه الزرقاءٌ كالسماء .. شعره الأشقر ..
لا أستطيع .. نطق أي حرف ، ولا حتى أن أرمش بعيني ..
إبتسم .. ظهرت نواجذه وعينيه المبتسمه ، إبتسامته اللطيفة .. بدت كما هي ..!
أنت تقرأ
حُلم الظلام - Dark Dream
Espiritualوداعاً للحياةِ وللسلام ..وداعاً للأرض وللفضاء .. فأنا الآن .. أصبحت لا شيء ، وبدون شيء .. أخبرني أحد الأشخاص ، أني أشبه النجم الحزين ، الوحيد .. إذا إنفجر وأصبح سديماً في الفضاء .. وأنه حين رأني لوهلة ظن بأني ميتٌ عاد يتجول بملل في الأرض .. أخبرته...