عادة اكتسبتها منذ اربع سنوات ، لا اكمل شيء كل شيء ، يبدأ عندي بحماس و لهفة ثم سرعان ما ينقلب الى شيء مضجر . الاحظ اشياء كثيرة تتراكم حتى تسد نفسي عنه . كأن شي يفسد طعم البداية الاولى والاستمرار كمن يفسد مشاهدة فيلم عندما يسرد لك احداث نهايته فتقل لهفتك بالمتابعة! . لم اكمل كتاب منذ اربع سنوات حتى مواد الدراسة لا اكملها . يبقى هناك فصل اهمله او اترك جزء منه لوقت اخر ثم اقرر لا اعود اليه فامضي . حكايات كثيره وكلام موجوع يختفي هناك في ظلمة الصمت . لكن يعلوا ضجيجها هنا داخل جوف جمجمتي في تلك الكتلة الهلامية التي هي تعتبر اعجاز الله على الارض!! . كله هذا بينما اجلس وحيدا هنا بين العامة من الناس بين الذين قاعدين و المارة .. هنا امامي رجل قد هضم الدهر مدا من حياته وغزا الشيب كل شعرة حتى الحاجبين ، يجلس على كرسيه المتهالك كعمره الذي مضى ، تتقدمه عربته التي يسترزق منها بائعا لحبوب دوار الشمس المحمس او المحمص لا ادري ايهما الاصح نسيت !! .. يجلس بسكون ينتضر زبونه القادم ربما من القاعدين او الماره. لا ادري يبدو عليه انه شارد الذهن كمثلي ، انا هنا عن مقربة منه اكتب كلماتي هذه واتساءل عما يجول في باله ياترى ماذا يحدث نفسه ؟! هل هو مصاب بالشيزوفرينيا هه ، لاادري ربما يتسائل كيف وصل به الحال على ما عليه الان او انه يشعر بالسكينه ويحمد الله على ما عليه !! يتقاطع الجو مع مقطوعة عزف وغناء تصدر من الكشك المقابل لمكان جلوسي . اغنيه عربية لا اذكر من المغني فنفسي ليست مولعة بحفظ اسماء المطربين اكثر من مضمون الاغنية وجماليتها الخاصة ، ولكن صوته مألوف لي على العموم يبدوا ان صاحب الكشك له ذوقه الخاص اعجبني ما قد وضع ..اصوات من حولي يتكلمون لغة اخرى كرديه ، لا افهم شي كانها وشوشات وكيف لا انا الغريب النازح من ويلات النار ، هنا وهم اهل الدار فانا في مبعد عن الديار ، قد لجأنا منذ اشهر عده بعد ما ان خربت الديار الحروب التي ليس لي بها واكثرنا من حمل او ناقه . اجلس هنا وحيدا كتبت ما كتبت ، اظن انه لكي اقضي على الوقت وانا اسرح فيما من حولي ، المكان جميل فوقي شجرة اعتقد انها شجرة الخوخ كأنها تنحني فوقي باوراقها الخضراء النضره . انا يخطر في بالي انسان او صدقكم انسانة واتساءل اين هي الان ، وصلني خبر عنها انها سافرت خارج البلاد الى اين لا ادري ولكن يبدوا انها رحلت الى بلاد جوها بارد ، ساعرف حالما اعود ، اتفقد صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك .. منذ فترة وانا اتلصص ازور صفحتها لا ادري عن ماذا ابحث ولما لادري !! ..تذكرت اليووم هو يوم ميلادي الثاني والعشرون ، ها قد اكملت عامين بعد عقدي الثاني ، من كان يدري انه في ميلادي هذا اكون هنا جالس وحدي بعيدا عن الديار . اتساءل ميلادي القادم اين ساكون ؟ هل في بقعة ارض اخرى في هذه المعموره او غيرها ام اكون في الديار او ربما التحف التراب في قبري لاادري؟ هذا وارد! . ها انا احدث نفسي من جديد هذه المرة في مكان عام ليس على الفراش كما هو معتاد لكن لا مفر يبدوا انني مع انا للابد الى ان افنى ، يلاحقني في كل مكان لم يفارقني ولن افارقه ، ربما لست انا فقط انتم كذلك !! ...انتهى.