عبثا هنا على وسادتي رفيقتي كل ليلة التي تحتضن رأسي بكل حب وحنان وبلا مقابل مجزي سوى بعض اللكمات والصفعات اليومية لكي اعيد لها قوامها الطري الممتلىء ، عبثا احاول ان اصفي ذهني واسكت الثرثرة المتواصلة داخل جمجمتي المتهالكة ، جمجمة نخرتها الف كلمة وكلمة دارت بين انا و بيني ، ذكرى تنطلق هناك من مكان مظلم في اخر رفوف وحدة الخزن البايلوجية المصفوفة المنسية لكن محفوظة بطريقة عجيبة ، عبثية تلك الصور التي تنبعث كشريط حي صوري صامت محمل بكل مأثراته المعنوية والحسية و المشاعر العاطفية التي كنت قد تجاوزتها بمضض ايام لكي تعود اليك بومضة ونبضة خلية عصبية ربما واحدة فقط ! قد تكون خلية مزعجة وثرثارة تعشق التميز بجلب الانتباه اليها بما تحمله من كم هائل من الذكريات الباهته او تكون قد ذاقت ذرعا من محتواها فلفضتها كقيء يتناثر على جميع خواتها المتعصبات لكي تستريح هي وتزعج الجميع وتزعجني ! لتنطلق التساؤلات والتفسيرات وسينيورهات رخيصة فيما لو فعلتها انذاك لكان الوضع اختلف ، وتأليف لاينتهي من الحوارات الوهمية بينك و بين الشخصيات المعنية بالذكرى ! لكن في حقيقة الامر هي كلها حوارات لشخص واحد يتحدث ويجيب على حديثه بنفسه ايضا ! كما تشتهي نفسه؟ ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي الخنافس ! دائرة مغلقة تافهة لا قيمة لها تضيق بدماغي ، فتعصره عصرا وتصرعه ضجيجاً يصر صراً كمزلاج باب قديم يأكل بعضه بعض ، ليت هناك خنفساء تأكل بعض خلايا عقلي المرهقة وتبدأ بها ...