كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم)على جلال قدره وسمو مكانته، وانشغال باله بمهام الرسالة وأعباء القيادة وهداية الناس يمزح، إلا أنه كان في مزاحه ومداعبته وهزله لا يخرج أبداً عن دائرة الحق وبحال من الأحوال, وهو في مزاحه ومداعبته يقدم معروفاً لأزواجه و أصحابه بما يدخل عليهم من الغبطة والسرور, وعلى أطفالهم إذا داعبهم من الفرح والمرح والسرور والحبور.
وباستعراضنا للمواقف النبوية الآتية تتجلَّى لنا الحقيقة وهي أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)كان يمزح ولا يقول إلا حقاً.ولد الناقة
حدَّث أنس بن مالك -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقال: إن رجلاً أتى النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) فاستحمله, أي طلب منه أن يحمله على بعير ونحوه، فقال له(صلى الله عليه وسلم): (إنا حاملوك على ولد الناقة). فقال الرجل: يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (هل تلد الإبل إلا النوق؟) فكان قوله هذا مداعبة للرجل ومزحاً معه وهو حق لا باطل فيه
أنقذتكِ من الرجل
وحدث النعمان بن بشير -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما- قال: استأذن أبوبكر على النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فسمع صوت عائشة عالياً على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)فلما دخل تناولها ليلطمها، وقال: ألا أراكِ ترفعين صوتك على رسول الله, فجعل النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)يحجزه. وخرج أبو بكر مغضباً، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم)حين خرج أبوبكر: (كيف رأيتني أنقذتك من الرجل؟).فمكث أبو بكر أياماً ثم استأذن على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فوجدهما قد اصطلحا فقال لهما: أدخلاني في سلمكما,كما أدخلتماني في حربكما، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (قد فعلنا قد فعلنا).
ففي هذا الحديث من حسن العشرة وطيب المداعبة ما لا يخفى على متأمل.ذو الأذنين
وحدث أنس بن مالك-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)قال له: (يا ذا الأذنين) ، وهي مداعبة ظاهرة وهي حق واضح، إذ كل إنسان ذو أذنين اثنتين.
من يشتري هذا العبد
وحدث أنس بن مالك فقال: كان رجل من أهل البادية يقال له زاهر، وكان يهدي للنبي(صلى الله عليه وسلم) الهدية من البادية فيجهزه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم) إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فيه يوماً: (إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه) , وكان رسول الله(صلى الله عليه وسلم)يحبه وكان هو رجلاً دميماً فأتاه النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل، فقال: أرسلني , من هذا؟ فالتفت فعرف النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بعد النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)، وجعل رسول الله- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-يقول: (من يشتري مني هذا العبد؟) فقال لرسول(صلى الله عليه وسلم): (إذن والله تجدني كاسداً)، فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم): (لكن عند الله لست بكاسد , أنت عند الله غال) فالمزاح في هذا الحديث ظاهر بصورة واضحة، ومعه من كمال الخُلُق وحسن الصحبة، وطيب المخالطة ما لا مزيد عليه.
الجنة لاتدخلها عجوز
حديث الحسن البصري-رحمه الله تعالى-فقال: أتت امرأة إلى النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم), فقالت: يا رسول الله! ادع الله لي أن يدخلني الله الجنة، قال: (يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز) فولت العجوز تبكي، فقال: (أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز فإن الله تعالى يقول: إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا عُرُبًا أَتْرَابًا.
في عينيه بياض
وحدث أن امرأة جاءت تسأل عن زوجها فقال لها النَّبيُّ(صلى الله عليه وسلم): (زوجك الذي في عينيه بياض) فبكت وظنت أن زوجها عمي، فأعلمت أن العين لا تخلو من بياض، فكانت مداعبة كمداعبته(صلى الله عليه وسلم)للعجوز.
مافعل النغير
أن النَّبيّ(صلى الله عليه وسلم)كان يمازح غلاماً صغيراً، فقال له: (يا أبا عمير! ما فعل النغير؟) ؛ لأنه كان له نغير يلعب به، فمات، فحزن الغلام عليه، فمازحه النَّبيّ (صلى الله عليه وسلم) فقال: (يا أبا عمير ما فعل النغير؟).
التمر ونواه
وحدث أنه جلس النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم يأكل تمر مع الإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه وكلما أكل تمرة صلى الله عليه وسلم وضع نواتها في قصعة علي رضي الله عنه..وفجأة بدهه صلى الله عليه وسلم بقوله:يا علي ما أعجلك بأكل التمر؟فقال علي بعد أن نظر إلى القصعة(يا رسول الله أعجل مني من يأكل التمر بنواه
التمر والأرق
ودخل صلى الله عليه وسلم على نعمان بن عمرو ابن فارعة فوجده يأكل تمرا ..فقال له:أتأكل التمر وأنت أرق؟ فقال نعمان:إنما آكل من الجنب الآخر.
وهذا من المزاح اللطيف الجالب للسرور والألفة بين القلوب.ومصداقاً لما قدمناه في أنه لا يقول في مزاحه إلا حقاً،فقد قال أبو هريرة-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-قالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا، قال: (نعم غير أني لا أقول إلا حقاً)
وهذه قصيدة تتلخص مزاحه صلى الله عليه وسلم
يظن الناس أن المزح عيـب .. وقد مزح النبي بلا ارتياب
فكل مزاحــه صـــدق مبـاح .. وكل كلامه فصل الخطــاب
فعائشة تسابقه وتجــــــري .. فيسبقها بأ يام الشبــــــاب
وعصفورالصغير ابي عمير .. يناديه نغيرا في الخطــاب
تساءله العجوزعن الجنان .. فينفي سنها بل للشبـــــاب
فيخبرها بأن ستكون حـورا .. فيبكيها وترضى بالجواب
وآخر يسأل المختار عونــــا .. ليحمله على جمل عـراب
فقال لأحملنْك على ولـــــيد .. وما يغني الوليد عن الركاب
وأخرى يا رسول الله زوجي .. دعاك إلى طعام مع شراب
فقال هل الذى فيــه بيــــاض .. بعينيه فقالت يــــــا مصابي
فأفهمها إن الناس طـــــــــر .. بعينيهم بياض لا تهابــــــي
ويمزح مع صهيب وهو يشكو .. به رمد وتمر في الجراب
أتأكله وأنت مصاب عـــــــين .. فجوله عن الشق المصاب
فيبتسم النبي به ســــــــرورا .. ويعجب للبداهة والجواب
ويغمض مازحا عيني زهير .. مداعبة أرق من الرضـــاب
ألا من يشــــترى مني عبيدا .. فقال تجدني أكسد من جرابي
فطمأنه الحبيب وقال انــــت .. غال عند ربك في المــــــآب
فتلك مواقع مزح الحبيــــب .. مع الصبيان فيها والصحاب
فخذها من فقير يرجوا عفوا .. من الرحمن من آل العرابي.
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد ♥
ردد معي
استغفر الله العظيم واتوب اليه ...

أنت تقرأ
يا خير من بشرت به البشرية
Lãng mạnاستطيع التخيل ليتني اتخيلك كل حين ليت ايامي لم تكن خالية منك اوليتها حملتك في صحيفة يوم منهآ عجز خآطري عن تخيلك لم استطع الوصول به الى بهائك كيف لي ان ارقع خدوشاً قد رسمت في قلبي من الاشتياق؟؟ ام كيف لي ان ارمم روحاً اذبلهآ الحنين؟ اتمنى لو اني ا...