فقد عَرَفَتِ الآونةُ الأخيرة ارتفاعَ حِدَّة العداء لنبي الأمة صلوات ربي وسلامه عليه، بعد الأحداث الأخيرة، وما صاحبها من إنتاج الفيلم المسيء للرسول الأكرم، وفي خِضَمِّ ما تعيشه الأمة الإسلامية من واقع مؤلم، يُدمي القلب، ويُبكي العين، فهذه لفتة طيبة للإشادة بمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتبيان عظمته، والأسباب التي أدّت إلى معاداته، وكون هذه المعاداة ليست حديثة العهد بنا، بل هي قديمة قِدَم الرسالة الإسلامية، فمنذ أول بزوغ لفجر الإسلام، وأعداؤه يحيكون له المكايد، وينصبون له المصايد، لا لشيء إلا لأنه الدين الذي ارتضاه الله تعالى لجميع الخلق، إِنْسِهِم، وجِنِّهِم، عَرَبِهِم، وَعَجَمِهم.
وحديثي - إن شاء الله تعالى - عن الحرب على صاحب السُّنة، حرب منذ اللحظات الأولى ومازالت، ولسوف أتطرق إلى إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم عبر التاريخ، منذ بداية دعوته صلى الله عليه وسلم إلى وفاته، وسوف أُرَكِّز الحديث على المواقف الكبرى التي تعرَّض فيها رسول الله للإيذاء، سواء منه الجسدي أو النفسي، فالأمر سيَّانِ بالنسبة إلي؛ فالإيذاء يبقى إيذاء، مهما اختلفت أشكاله وتنوعت طرقه.
العنصر الأول: الإيذاء النفسي والمعنوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
يبدأ الأذى من قِبل الكفار، فيُوصَف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى والنور والضياء والشفاء والرحمة، يُوصَف بأنه شِعر أو سحر أو كهانة، فيُتَّهَم بأنه صلى الله عليه وسلم، مجنون وشاعر وساحر وكاهن، ويأتي الاتهام بالسحر، ومثلُه في سياق العجز والهروب من العقل: ﴿ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ [الصافات: 36]، وبينما يتهمه المشركون بهذه التهم ينفيها عنه رب العالمين: ﴿ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ ﴾ [يس: 69]، ﴿ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ * أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ * أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الطور: 30، 33]، ويستمر مسلسل التعريض والسخرية به صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾[الزخرف: 31]، فيشكك في استحقاقه لرسالة ربه سبحانه وتعالى.
ويحزن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يعلم أنه على الحق، وأنه يدعو إلى الهدى والنور، فيُواجَه بهذا السيل من التهم والافتراءات، فينزل القرآن مرة أخرى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثَبِّتًا له ومؤيدًا وآمرًا له صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يقول الكافرون: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأنعام: 33 - 35].
وكان المشركون يشتمون ويسبون النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يُسمونه مُذمَّمًا بدلاً من اسمه "مُحَمَّد"، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَلَا تَعْجَبُونَ كيف يَصْرِفُ اللَّهُ عنِّي شَتْمَ قريشٍ وَلَعْنَهُمْ، يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ!))[1].
أنت تقرأ
يا خير من بشرت به البشرية
Romantizmاستطيع التخيل ليتني اتخيلك كل حين ليت ايامي لم تكن خالية منك اوليتها حملتك في صحيفة يوم منهآ عجز خآطري عن تخيلك لم استطع الوصول به الى بهائك كيف لي ان ارقع خدوشاً قد رسمت في قلبي من الاشتياق؟؟ ام كيف لي ان ارمم روحاً اذبلهآ الحنين؟ اتمنى لو اني ا...