دخلنا الى عيادة الدكتور حمد.
- السلام عليكم.
- عليكم السلام .. ريلام .. هلا .. هلا .. تفضلي.
جلست على الكرسي وجلس عبدالله امامي.
- شلون صرتي
عبدالله : نفس الحالة مافي شي تغير بس اشياء بسيطة.
- فهذي الحالة لازم نوصفلچ دوا مفعولة وايد قوي .. لكن.
- لكن ..
- اعتقد ان هالشي بيأثر على البيبي .. لكن لي كان البيبي قوي بيتحمل العلاج.
- ماشي دكتور .. اكتبه.
ريلام : شنو كتبه .. ماريد .. اريد ابني.
- بس هالشي بيأثر عليچ .. وانا ما بتحمل انه يصير معاچ شي .. وبعدين في امل ان الياهل يبقى .. لانه اكيد بيكون قوي لأمه.
- ما اريد عبدالله
- دكتور اكتب العلاج .. والوصفة
ثم انهضني عبدالله قائلاً .. تعالي ريلام .. بنتكلم برة.
خرجت معه بمطاوعة .. جلسنا على مقاعد الانتضار .. بدأت انا بالبكاء بصمت فقال عبدالله : حبيبتي .. خلي املچ فالله كبير .. هو اكيد بيوگف معاچ .. وبيعوضچ عن الالم الي عشتيه .. بتكونين ام .. وبتعوضين عيالنا عن الي فگدتيه.
- صدگ عبدالله ..
- اي حبيبتي .. الله بيگوف معانّا..
- ان شاء الله عبدالله .. ونعم بالله .. لأن صدگ بعد ما عندي قدرة اتحمل .. لو جبل .. كنت انهرت من زمان عبدالله .. بس انا انسان ..
اكتشفت ان الصبر الي الله ينطينيا اقوى من قدرة تحمل الجبل .. بس لازم بيوم ينفذ هذا الصبر.
- حياتي انتي .. انا معاچ من بعد رب العالمين .. وتأكدي اني مستعد اضحي فأغلى شي من بعدچ املكة .. عشانچ .. بس مو فيچ ريلام .. تأكدي اني ما اگدر اتخلى عنچ ..
- ماشي عبدالله .. بشرب هالحبوب .. بس مو علمودي .. لأن ما عندي شي اعيش علمودة .. بس علمودك انتة .. لأني احبك وما اگدر اخليك تتعذب .. لأني اعرف شعور الفقد .. انا عايشة علمودك انتة وبابا.
- هاي حبيبتي ريلام .. قوية .. كد امية ريال .. يلة عاد .. ابتسمي .. فكها يعم .. ابتسم بئا .. يمزة انت.
- ههههههه .. عبود من يمتة حولت مصري .. مو علة اساس ما تحبهم.
- اعمل كل حاگة عشان اشوف الدحكة ديا .. ايوى يمزة .
- ههههه .. يلة خلي نروح .. هسة الدكتور يگول ناموا ...
- هههههه .. يلة.
عدنا الى عيادة الدكتور ..
- شلون المعنويات الحين .. لأنها اهم شي فالعلاج.
- احسن دكتور
- هذا الي نبيه.
وصف لي الدواء .. وكتب طريقة الاستعمال .. عدنا للمنزل ..
كنا نستلقي انا وعبدالله على السرير نحتضن بعضنا .. انا ابكي بصمت .. واعتقد ان عبدالله كان يبكي ..
- عبدالله .. دتبچي.
كان عبدالله صامتاً لا يرد على سؤالي .. ابتعدت عنه ورأيت عيناه الحمراء والتي كانت تسيل منها الدموع .. مسحت دموعه ثم اقتربت منه وقبلت عيناه .. فأنا اعلم كم هي صعبة على الرجل الشرقي ان يرى احد دموعه.
- ليش حبيبي ديبچي.
عاد ليحتضنني .. واحسست بحرارة دموعه التي كانت تسيل على ثيابي ..
- عبدالله .. انت بخير
- لا تهديني ريلام .. ما اگدر اعيش من غيرچ .. انتي ما تعرفين شلون مضو هالكم شهر من غيرچ ... لا تهديني .. كل شي سويته معاچ .. انا ما اگدر اطلب السماح عليه .. لأنه شي ما ينغفر.
- خلاص حبيبي .. ما حعوفك .. هياتني دا اشرب الدوا.
- ....
نمنا تلك الليله وعينا كلانا تفيض بسيول الدموع التي يفرض العشق ان تكون ضيوف في كل قصة تعدت مرحلة الحب متوصلة الى العشق ..
لكن على ما اعتقد اننا تعدينا مرحلة العشق منذ زمن طويل متوصلين الى الادمان.
