مضى على ذلك الحادث سنتين، ولكن منذُ ذلك الحين وكُل شيء لم يعُد كما كان.
اشياء غريبة تحدث ولا أملكُ تفسيراً لها، قد يكون كُل مايحدث من نسجِ خيالي؟
لمحتُ مبنى المستشفى الضخم يقفُ شامخاً وسط المباني الأخرى.
ركنتُ سيارتي وصعدتُ لإنتظار الطبيب.
"إيڤيان روزاريو." نادت الممرضة.
نهضتُ من الكرسيّ وتوجهتُ نحو مكتب الطبيب.
"مرحباً." همستُ بتوتر.
"مرحباً، آنسة روزاريو." قال الطبيبُ مبتسماً.
"أرجوك، قُل إني بخير." طلبتُ منه بقلق.
ضحكَ الطبيب ثم أخرج صور لأشعتي.
"دماغكِ طبيعيٌّ جداً، ولا خلل فيه، وبالنسبة لتلك الهلوسات التي تمرّين بها لربما هي أعراض جانبية للحادث، وإن استمرت فيجدُر بكِ استشارة طبيبٍ نفسي." قال لي.
"لقد مضت سنتين منذ ذلك الحادث." قلتُ له.
"أنا فقط أقدم النصيحة، وهذا قرارك." أخبرني ثم ناولني عدة نُسخ من أشعتي.
شكرتُه وانصرفت.
كيفَ يُعقل أن يكون كُل ما أراهُ هلاوس؟
متأكدة بأن ما أراهُ حقيقياً، سأعرف جيداً إن كنتُ مجنونة أم لا.
عُدت لشقتي الصغيرة، وكالعادة رأيتُ النافذة مفتوحة وورد القُرنفل متناثر فوق المكتب.*قبل سنتين.*
"إيڤ، أسرعي لقد تأخرنا!" نادى والدي من الأسفل.
وضعتُ أحمر شفاهي على عجل ثم سحبتُ حقيبتي ونزلتُ السلالم لأجد والداي في أجمل ثيابهم ينتظرونني.
كان أبي على موعدٍ مهم مع رئيسهِ في العمل بالإضافة لوجود فرصة كبيرة لترقية أبي.
أدار والدي مُحرك السيارة وبدأ في القيادة نحو المطعم.
أما أنا فكنتُ منشغلة جداً بهاتفي أُشاهد مقاطع الڤيديو المضحكة.
"انتبه!" سمعتُ والدتي تصرخ، فرفعتُ رأسي لأجد شاحنة كبيرة قد انحرفت من الطريق المجاور نحو سيارتنا لتُحطم كُل شيء.
كانت رؤيتي ضبابية، ولكني لمحتُ ظلّ رجُلٍ لا أستطيع رؤيته جيداً، قد سحبني من معصمي قبل إصطدام السيارة ولستُ أعلم إلى أين، ثم لم أعد أرى شيء.
استيقظتُ بعدها من غيبوبة دامت عدّة أيام، وقد أخبرني جميعُ أقاربي بأني نجوتُ بأعجوبة فقد تحطمت سيارتنا لأشلاء وقد وجدني رجالُ الشرطة ممُددة على قارعة الطريق بعيداً عن حُطام سيارتنا.
لم أخرج من السيارة اثناء الحادث، ولكن أحدهم سحبني للخارج، ولم يصدقني الجميع حين أخبرتهم بما رأيت.
ومع جنازة والدايّ لم استطع التفكير فيما حدث وفي ذلك الظلّ الذي رأيته.
ولكن علامات أصابع الرجُل فوق معصمي موجودة منذ ذلك الحين، وأظلّ أخفيها.
في كُل يوم استيقظ، أجد النافذة مفتوحة وورد القرنفل متناثر فوق المكتب.
وفي بعض الأحيان عندما أخلُد للنوم أشعُر بأحدهم يراقبني.
الجميعُ يقول بأنها هلوسات، ولربما قد تضرر دماغي من الحادث ولكني متأكدة بأني على مايرام وأن هُنالك شيءٌ ما يحدث معي.